الغذاء الأوحد يهدد وجود البطريق "أبو عيون صفراء"
الباحثون جمعوا أكثر من 300 عينة براز للبطريق على طول ساحل أوتاجو بنيوزيلندا، واستخرجوا جينا واحدا يتعلق بسمك القد الأزرق
النظام الغذائي الصحي مهم جدا لنجاح التكاثر وبقاء الحيوانات على قيد الحياة، ويبدو أن البطريق ذا العيون الصفراء يواجه مشكلة غذائية قد تزيد من مخاطر اختفائه، كأحد الحيوانات المهددة بالانقراض.
وكشفت عن هذه المشكلة دراسة هي الأولى من نوعها لباحثين من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا، استخدمت نهجا جديدا لتحليل الحمض النووي لفضلات الحياة البرية، ومن خلال هذا التحليل تم التعرف على سمك القد الأزرق، على أنه يشكل نسبة كبيرة من النظام الغذائي لهذا النوع من البطريق.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية "بحوث الحياة البرية"، جمع الباحثون أكثر من 300 عينة براز على طول ساحل أوتاجو بنيوزيلندا، واستخرج فريق البحث جينا محددا موجودا في جميع العينات، وهو الذي يتعلق بسمك القد الأزرق، حيث كان يشكل نسبة كبيرة من النظام الغذائي لطيور البطريق، وصلت إلى أكثر من 55 ٪ من تسلسل الحمض النووي.
وأثارت سيطرة نوع واحد من الأسماك القلق بشأن مرونة النظام الغذائي، بما يضع هذا الحيوان أمام خطر الانقراض ويسلط الضوء على أهمية اتخاذ تدابير مثل حماية الموائل البحرية.
ويقول الدكتور لودوفيك دوتويت من قسم علوم الحيوان بجامعة أوتاغو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: "من المعروف أن البطاريق صفراء العينين انتقائية للغاية في تغذيتها، ويتألف نظامها الغذائي تقليديًا من عدد قليل من أنواع الأسماك والحبار، والعثور على أن نظامهم الغذائي الحالي يهيمن عليه سمك القد الأزرق، وعدد قليل جدًا من أنواع الفرائس الأخرى يثير القلق".
ومبعث القلق عند العلماء، كما أشارت الدراسة، هو أن لقطات فيديو حديثة تشير إلى ندرة وجود هذه الأسماك في البيئة البحرية حيث تتغذى طيور البطريق ذات العيون الصفراء.
ويقول الدكتور فان هيزيك الباحث المشارك بالدراسة: "من غير المرجح أن يؤدي الاعتماد المفرط على نوع واحد أو عدد قليل جدًا من الفرائس إلى تعزيز المرونة في هذه الأنواع المحاصرة، كما يسلط الضوء على أهمية حماية الموائل البحرية من خلال إنشاء محميات بحرية تشمل موطن علف البطريق".
وعلى الرغم من أن هذا النهج لا يكشف عن معلومات مهمة أخرى حول مقدار الطاقة المطلوبة لاصطياد سمك القد الأزرق وتناوله، إلا أنه يمكن استخدامه مع طرق أخرى، مثل الكاميرات، لإعطاء لمحة عما يحدث تحت الماء، كما يؤكد "هيزيك".