لعنة البلاستيك تهدد البيئة.. أدلة جديدة من سجل حفريات الأرض تنذر بالخطر
كوكبنا يختنق بالبلاستيك، لقد حان الوقت لتغيير طريقة إنتاجنا واستهلاكنا وتخلصنا من المواد البلاستيكية التي نستخدمها.
في حين أن للبلاستيك العديد من الاستخدامات القيمة، فقد أصبحنا مدمنين على المنتجات البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، التي تتسبب في عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية وصحية وخيمة.
في جميع أنحاء العالم، يتم شراء مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة، في حين يتم استخدام ما يصل إلى خمسة تريليونات كيس بلاستيكي في جميع أنحاء العالم كل عام.
وبشكل إجمالي، تم تصميم نصف إجمالي المواد البلاستيكية المنتجة لأغراض الاستخدام لمرة واحدة، أي التي تُستخدم لمرة واحدة فقط ثم يتم التخلص منها.
المواد البلاستيكية بما في ذلك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة الآن في كل مكان في بيئتنا الطبيعية، وقد أصبحت هذه المواد جزءًا من السجل الحفري للأرض، ومؤشر على «الأنثروبوسين»، عصرنا الجيولوجي الحالي، حتى أنهم أطلقوا اسمهم على موطن ميكروبي بحري جديد يسمى «البلاستيكسفير».
- خارطة طريق لدحر التلوث البلاستيكي.. 3 تحولات عميقة لإنقاذ الكوكب
- يوم البيئة العالمي 2023.. جهود إماراتية استثنائية لتقليص النفايات البلاستيكية
كيف وصلت المشكلة إلى هذا الحد؟
من خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي، لم يُنتج سوى كمية صغيرة من المواد البلاستيكية، ونتيجة لذلك، كانت النفايات البلاستيكية يمكن التحكم فيها نسبياً، ومع ذلك، بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، تضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية أكثر من ثلاثة أضعاف، مما يعكس ارتفاعاً مشابهاً في إنتاج المواد البلاستيكية.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ارتفعت كمية النفايات البلاستيكية التي ننتجها في عقد واحد، أكثر مما كانت عليه في الأربعين عاماً السابقة، أما في هذه الآونة، ينتج البشر حوالي 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام.
ومن الاتجاهات التي تثير كثيراً من القلق، أن نمو معدل إنتاج المواد البلاستيكية، منذ سبعينيات القرن الماضي، كان بمعدلات أسرع من أي مادة أخرى، وإذا استمرت اتجاهات النمو التاريخية، فمن المتوقع أن يصل الإنتاج العالمي من المواد البلاستيكية الأولية، إلى 1100 مليون طن، بحلول عام 2050.
كما شهد العالم تحولات أخرى مثيرة للقلق أيضاً، فيما يتعلق بالمنتجات البلاستيكية، التي تُستخدم لمرة واحدة، وهي المنتجات التي من المفترض التخلص منها بعد استخدام واحد قصير الاجل، حيث يُستخدم ما يقرب من 36% من جميع المواد البلاستيكية المنتجة في التعبئة والتغليف، بما في ذلك المنتجات أحادية الاستخدام، من حاويات الأغذية والمشروبات، والتي ينتهي المطاف بما يقرب من 85% منها في مكبات النفايات.
العلاقة بين إنتاج البلاستيك وتغير المناخ
يشير تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أنه يتم إنتاج حوالي 98% من المنتجات البلاستيكية، التي تستخدم لمرة واحدة، من الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن يرتفع مستوى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، المرتبطة بإنتاج واستخدام المواد البلاستيكية التقليدية، القائمة على الوقود الأحفوري والتخلص منها، إلى 19% من ميزانية الكربون العالمية بحلول عام 2040.
ونظراً لأن المنتجات البلاستيكية، التي تستخدم لمرة واحدة، أصبحت موجودة في كل مكان، وبالنسبة للكثيرين من البشر، أصبحت هذه المنتجات جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، فإن هناك حاجة متزايدة إلى إجراء تغيير منهجي، لوقف تدفق النفايات البلاستيكية، التي ينتهي بها المطاف إلى النظم البيئي.
يُظهر التقرير أنه من أصل 7 مليارات طن من النفايات البلاستيكية المتولدة على مستوى العالم حتى الآن، تمت إعادة تدوير أقل من 10% منها، بينما ينتهي المطاف بملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في البيئة، أو يجري شحنها إلى وجهات أخرى، يتم فيها حرقها أو التخلص منها في الغالب.
تشير التقديرات إلى وجود ما بين 75 و199 مليون طن من المواد البلاستيكية في محيطاتنا حالياً، وإذا لم نغير من كيفية إنتاج المواد البلاستيكية واستخدامها والتخلص منها، يمكن أن تتضاعف كمية النفايات البلاستيكية، التي تدخل النظم البيئية المائية، بمقدار ثلاث مرات تقريباً.
وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن المعدل السنوي لما ينتجه البشر من نفايات بلاستيكية، وفق تقديرات عام 2016، يتراوح بين 9 و14 مليون طن سنوياً، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يتراوح بين 23 و37 مليون طن سنوياً، بحلول عام 2040.