«Onepagetrip» تضل الطريق.. إغلاق مؤلم لشركة سفر ناشئة

بدأ موقع Onepagetrip كفكرة متواضعة وصادقة، كموقع إلكتروني يشارك فيه المسافرون خطط رحلات موجزة وعملية.
كان الهدف منه أن يجمع الموقع مسارات رحلات حقيقية من أشخاص حقيقيين كتجارب يستفيد منها الناس في رحلاتهم، حيث يمكن للآخرين اختيارها ودمجها ومطابقتها لإنشاء رحلة شخصية ومحلية.
وبدا الموقع سهلا ومفيدا ومناسبا للمسافرين الذين يبحثون عن نصائح من زملائهم المسافرين، وليس من مواقع السفر الكبيرة.
وكان المؤسسون للموقع 3 أصدقاء، هم آنا، برتغالية أسترالية نشأت في لشبونة وهاجرت لاحقًا إلى سيدني، جلبت معها حس السفر والمعرفة الرقمية.
وخوسيه من إكسبيديا وكان ملما بمجال السفر، ولوكاس كان المدير الفني، وهو متخصص متحفظ ذو خبرة سنوات.
معا، آمنوا بالمنتج وبنفسهم، وأنشأوا الموقع، وجعلوه جميلا وسهل الاستخدام، وكانوا راضين عما بنوه لفترة من الوقت.
خطأ واضح
وكان الخطأ الأكبر هو عدم وجود استراتيجية واضحة لتحقيق الدخل، وكان الفريق مهتما ببناء الميزات وتحسين واجهة المستخدم قبل اختبارها لمعرفة ما إذا كان العملاء سيدفعون مقابل أي شيء.
ولم يبدأوا باختبار سريع وبسيط للمفهوم الرئيسي، تقديم منتج قابل للتطبيق (MVP) ، الذي يمكن أن يشير إلى ما إذا كان الناس سيدفعون أم سيستمرون في استخدام الموقع فقط دون تحصيل عائد.
بل أمضوا شهورًا في إنشاء واجهة عمل أقرب للكمال، هذا تركهم مع موقع رائع، دون أي وسيلة موثوقة لتحويل الزيارات إلى أموال.
وبدلا من ذلك، جربوا مفهومين بسيطين لتحقيق الربح، الأول هو ربط الفنادق في برامج الرحلات بشركاء الحجز وكسب عمولة.
والآخر هو وضع أقسام مهمة من برنامج الرحلة تحت بند دفع صغير، وفشل كلا المفهومين، حيث نقر المستخدمون على برامج الرحلات، وقاموا بتنزيلها، ثم تخلوا عنها.
ونقر عدد قليل على روابط الفنادق، ولم يدفع أي منهم تقريبًا مقابل الحصول على المحتوى، ومع قلة رأس المال المتاح، كانت هذه الانتكاسات المبكرة ذات أهمية كبيرة.
نمو بدون محرك بحث حقيقي
وللحصول على المحتوى، طلبوا من الأصدقاء والأقارب إنشاء برامج رحلات، ونظموا مسابقات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأسسوا مجموعة صغيرة تضم حوالي 50 إلى 60 برنامجًا للرحلات.
وكان ذلك مفيدًا، ولكنه كان محدودًا في قطاع يتطلب التوسع، ثم حاولوا جذب المستخدمين إلى الموقع باستخدام إعلانات غوغل، والحملات الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصل المستخدمون، واستخدموا الموقع، ثم غادروا دون دفع أي رسوم، وكان التسويق مكلفا في الوقت نفسه، ولم يتحول أبدًا إلى مبيعات.
أيضا كان غياب الدافع لدى زوار الموقع من العوامل التي آلت لفشله، فقليلون هم من يرغبون في قضاء ساعات في تصميم برنامج رحلة مثالي ما لم يتلقوا أجرًا أو حوافز كبيرة في المقابل.
ولم يتمكن الفريق من تعويض المساهمين، وظلت المشاركة في تراجع، ولم يحظ مفهوم السوق، أي المبدعين من جهة والسياح من جهة أخرى، بالاهتمام الكافي من جانب القائمين على الشركة.
منافسة أشد من المتوقع
ويغمر الإنترنت بيانات السفر، الشركات الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة تسيطر بالفعل على نتائج البحث.
وسرعان ما أدركت آنا والفريق أنه بغض النظر عن مدى جودة منتجاتهم، يكاد يكون من المستحيل على شركة صغيرة أن تتفوق على مواقع السفر الكبيرة.
وكان الأمر أشبه بإنفاق المال على الإعلانات دون الوصول إلى أعلى صفحات البحث، كانت محاولة المنافسة على كلمات رئيسية عامة متعلقة بالسفر معركة خاسرة.
ووضع هذا الفريق في حالة يائسة للعثور على شريحة أو جمهور محدد، ولكن بحلول ذلك الوقت، كان المال والوقت محدودين.
وكان سوق السفر مشبعًا، وتفاؤل الفريق، وإن كان جديرًا بالثناء، لم يغير حقيقة أن اللاعبين الكبار كانوا يتمتعون بمزايا هائلة.
نفاد الوقت والمال
واحتفظ المؤسسون بوظائفهم اليومية أثناء عملهم على Onepagetrip، التي كانوا يديرونها من مدينة سيدني، حيث الإيجار وتكاليف المعيشة مرتفعة، وكان الموازنة بين العمل بدوام كامل، وتأسيس شركة ناشئة، والحياة اليومية يستنزف الطاقة ويؤخر التقدم.
واضطر لوكاس إلى العمل بدوام كامل آخر بعد عام واحد، ولم يعد بإمكان المجموعة تحمل ساعات التطوير التي يتطلبها المنتج، وضاقت فرص العمل، والمال، والوقت المتبقي لمواصلة البناء إلى حد ينذر بالخطر.
وعندما ينهار الفريق الأساسي، يتلاشى الزخم، وهذا ما حدث، منتج كان يتطلب مزيدًا من الرعاية والاختبار، لم يعد لديه القدرة على رعايته، فكانت النتيجة أن أغلق الفريق Onepagetrip، ليس بغضب، بل بشعور من الحزن والقبول العملي.
في حالة كان المؤسسون قد قرروا البدء من جديد، اتفق المؤسسون على استراتيجية أوضح وأبسط، وأخبرتهم آنا أنها ستترك وظيفتها اليومية، وتُخفض نفقاتها الشخصية، وتنضم إلى مسرع أعمال لتلقي الإرشاد ومساحة للتطوير.
كما سيُنشئون في البداية منتجًا قابلًا للتطبيق (MVP) حقيقيًا - نسخة مصغرة تظهر أن الناس سيستخدمون الخدمة ويدفعون ثمنها.
وسيختبرون نموذج العمل قبل إنشاء المنتج بالكامل، وسيبحثون أيضًا عن مرشدين أذكياء في قطاع السفر لتحدي الافتراضات مبكرا.
وهذه ليست دروسًا بطولية، هذه هي الخطوات الأساسية التي تتخذها العديد من الشركات الناشئة الناجحة، لكن فريق Onepagetrip تجاوزها، وهذا التجاوز كلفهم الوقت والمال، وفي النهاية، المنتج.