بعد تأجيله مرتين.. اجتماع "أوبك+" يسعى لتسوية ستكسر الجمود
بدأ اجتماع تحالف أوبك+، الخميس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتمديد تخفيض الإنتاج في الأشهر المقبلة، بعد تأجيله مرتين.
ويقترب أعضاء التحالف من اختيار أحد القرارين.. الأول هو تمديد التخفيضات القائمة، والثاني هو تخفيف التخفيضات كل شهر بين نصف مليون ومليون برميل يوميا من يناير/كانون الثاني المقبل.
ويأتي هذا الاجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشركاؤهم، الذي يعقد افتراضياً، بعد 3 أيام من المشاورات بين أعضاء التحالف.
تأجيل الاجتماع
وبعدما كان من المقرر عقده أساساً الثلاثاء أرجئ يومين إلى الخميس، وتم تأخيره مرة جديدة لساعة واحدة على أن يبدأ في الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش، على ما أفاد مصدر في أوبك لوكالة فرانس برس.
وقالت مصادر في أوبك+ لرويترز إن أوبك وروسيا اقتربتا من تسوية بشأن سياسة إمدادات النفط للعام 2021 بعدما أخفقت محادثات أجريت في وقت سابق من الأسبوع في إفراز قرار بشأن كيفية مواجهة ضعف الطلب على النفط في ظل موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا.
خيارات أوبك+
كان من المتوقع على نطاق واسع أن تمدد منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وحلفاؤها، في إطار أوبك+، تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 8% من الإمدادات العالمية، حتى مارس/آذار 2021 على الأقل.
لكن بعدما أسفرت الآمال في موافقة سريعة على لقاحات للوقاية من الفيروس عن ارتفاع أسعار النفط في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدأ عدة منتجين يشككون في الحاجة إلى الإبقاء على هذا التشديد في السياسة النفطية، والذي تؤيده السعودية أكبر منتج في أوبك.
وقالت مصادر في أوبك+ إن روسيا والعراق ونيجيريا عبرت عن رغبة في إمداد السوق بمزيد من النفط في 2021.
وقال مندوب لدى أوبك "تتجه الأمور نحو تسوية".
وكتبت إنرجي أسبكتس للاستشارات "نعلم أنه تم إحراز تقدم مبدئي في المباحثات بين أعضاء أوبك+ الخميس، وأن الوزراء يقتربون من تسوية ستكسر الجمود".
وقالت مصادر إن الخيارات تدور حاليا بين تمديد السياسات القائمة إلى تخفيف التخفيضات كل شهر بين نصف مليون ومليون برميل يوميا من يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال مصدران لرويترز إن الخيار المفضل هو تمديد التخفيضات الحالية إلى يناير/كانون الثاني المقبل، وزيادة شهرية بمقدار نصف مليون برميل يوميا في فبراير /شباط، ومارس/آذار، وأبريل/نيسان، ومايو/ آيار من العام القادم.
الإنتاج الأمريكي في المعادلة
يتعين على أوبك+ التوصل إلى توازن دقيق بين دفع الأسعار للصعود بما يكفي لمساعدة ميزانيات الدول الأعضاء لكن ليس بشكل زائد يؤدي لرفع الإنتاج الأمريكي المنافس.
ويميل إنتاج النفط الصخري الأمريكي للارتفاع عندما تتجاوز الأسعار 50 دولارا للبرميل.
وتبلغ الأسعار حاليا نحو 48 دولارا.
ويزاد التحدي تعقيدا في أوبك+، لأن أوضاع موسكو المالية تسمح لها بالتعايش مع أسعار نفط أقل من تلك المقبولة بالنسبة للرياض.
نتائج زيادة الإنتاج
وتفيد تقديرات من جيه.بي مورجان أن زيادة الإنتاج مليوني برميل يوميا ستكلف أوبك+ فاقد إيرادات يبلغ 55 مليار دولار في 2021، إذ أن تراجع السعر يمحو مكاسب زيادة الإنتاج.
من جهته صرح المحلل في شركة "أكسي" المالية ستيفن إينس أن "المقترحات تتركز على ما يبدو على تخفيف تدريجي للاقتطاعات، ما من شأنه تخفيف وقع عودة مفاجئة لنحو مليوني برميل في اليوم إلى السوق بحلول يناير/كانون الثاني كما هو مقرر في الاتفاق الساري".
ويلتزم التحالف خفضا كبيرا في إنتاج النفط من أجل تكييفه مع الطلب الذي تراجع بشكل كبير بسبب تداعيات وباء كوفيد-19، استناداً إلى الخطوات التدريجية التي جرى اعتمادها بعد مفاوضات صعبة في أبريل/نيسان الماضي.
ولعبت هذه الجهود التي كانت صعبة بالنسبة لماليات كل الدول المعنية، دورا في ردع الانهيار غير المسبوق لأسعار الخام، لدرجة أن سعر برميل الخام الأمريكي وصل في فترة من الفترات إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ.
منذ ذلك الحين، بددت موجة وبائية ثانية الآمال بانتعاش سريع للنمو العالمي وحركة البضائع والمستهلكين للذهب الأسود.
ويدفع هذا الوضع العديد من المنتجين وعلى رأسهم وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، لتأييد تمديد إجراءات الاقتطاع الحالية والبالغة 7,7 ملايين برميل في اليوم.
تعافي الأسعار
في الواقع، تنتظر سوق النفط أصلاً هذا التمديد، ويرى الكثير من اللاعبين أن سلسلة الاجتماعات التي عقدت مطلع هذا الأسبوع ليست سوى إجراء شكليا لتأكيد تمديد إجراءات الاقتطاع بين 3 و6 أشهر إضافية.
إلا أن الكثير من الدول تعيد النظر بالحاجة إلى مثل هذه التضحية، لا سيما بسبب الارتفاع الأخير بالأسعار.
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بحر الشمال بنسبة 25% خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحده وهو الارتفاع الأعلى منذ مايو/أيار، على خلفية الآمال المرتبطة باقتراب إطلاق حملات تلقيح ضد كوفيد-19، ومعه آمال العودة إلى "الوضع الطبيعي" السابق لانتشار الوباء.
ويبدو أن موضوع التزام كل دولة في التكتل بحصص الاقتطاع المطلوبة منها قد عاد أيضاً إلى الطاولة، حيث طلب من الأطراف غير الملتزمة مراعاة احتمال دفع تعويض صارم قبل النظر باتخاذ أي إجراء إضافي بهذا الصدد.
وسيأخذ التحالف بالاعتبار أيضاً مستويات الإنتاج في الدول الثلاث المعفية من الاقتطاعات، والتي قد تتجه إلى الارتفاع.
وعلى سبيل المثال، عادت ليبيا التي انخفض إنتاجها بشكل كبير جداً في العام 2020 بسبب النزاع الداخلي، بقوة منذ أكتوبر/تشرين الأول إلى السوق.
وبات إنتاجها الذي كان معدوماً تقريباً، يبلغ مليون برميل في اليوم، وفق المؤسسة الوطنية الليبية للنفط.
وعلى المدى المتوسط، قد تؤدي سياسة أمريكية أكثر مرونة تجاه إيران، غير المشمولة أيضاً بحصص الاقتطاع، بعد انتخاب الديموقراطي جو بايدن رئيساً، إلى أن تعيد مئات آلاف البراميل إلى السوق التي في وضعها الحالي، ستواجه صعوبة في استيعابها.
وواصل سعرا خام برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس الوسيط المرجعيين، انخفاضهما الطفيف، وبلغا على التوالي 48.15 و45.12 دولاراً للبرميل نحو الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز