بحضور أزمة أوكرانيا.. اجتماع مرتقب لـ"أوبك+" لإقرار سياسات الإنتاج
تترقب أسواق الطاقة نتائج اجتماع منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، وحلفائها بقيادة روسيا اليوم الأربعاء، لإقرار سياسة الإنتاج خلال شهر مارس/آذار المقبل.
وتأتي أهمية الاجتماع في وقت صعدت فيه أسعار النفط لأعلى مستوى في 7 سنوات، وكسرت حاجز الـ90 دولارًا للبرميل، وسط توترات سياسية على الحدود الروسية الأوكرانية.
ومن المتوقع وفق وكالة رويترز أن تقرر منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، الذين يشكلون معا ما يعرف بأوبك+، في اجتماع الأربعاء الإبقاء على زيادة تدريجية في الإنتاج. لكن بنك جولدمان ساكس قال إنه توجد فرصة لأن يدفع صعود سوق النفط المجوعة لتسريع الزيادات الإنتاجية.
قالت مصادر إن اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ يوم الثلاثاء لم يناقش زيادة بأكثر من الزيادة المتوقعة البالغة 400 ألف برميل يوميا بدءا من مارس/آذار.
ويعمل تحالف أوبك+ على التخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط القياسية البالغة 10 ملايين برميل يوميًا، أي نحو 10% من إنتاج النفط العالمي، والتي أُقِرَّت في مارس/آذار 2020، عقب تفشّي فيروس كورونا.
ودعمت أزمة أوكرانيا، أسعار النفط، على الرغم من إشارات إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي، سيشدد السياسة النقدية.
سيناريوهات
يتوقّع أن تحافظ الدول الـ23 المنضوية في تحالف "أوبك بلاس" على نهجها الحالي وتزيد الإنتاج بشكل متواضع في ظل ارتفاع أسعار الخام.
وكما كانت الحال في يناير/كانون الثاني، يتوقع المحللون أن يزيد الإنتاج بشكل ضئيل، باتجاه الوصول إلى 400 ألف برميل في اليوم، وفق ما أفاد المحلل لدى "بي في إم للطاقة" تاماس فارغا لفرانس برس.
ويعود نهج المجموعة بالحذر إلى ربيع العام 2021 مع تعافي الطلب بعد خفض الإنتاج الكبير في ظل كوفيد.
ومنذ ذلك الحين، لم ينحرف تحالف "أوبك+" عن مساره رغم دعوات البيت الأبيض في الخريف لزيادة الإمدادات لخفض الأسعار.
ولا يبدو أن السعر الحالي البالغ 90 دولارا سيتغيّر.
ومنذ آخر اجتماع للمنظمة، ارتفع سعر برميل "غرب تكساس الوسيط" بأكثر من 14 في المئة و"برنت" بأكثر من 11 في المئة، ليسجّلا أسعارا قياسية في كانون الثاني/يناير غير مسبوقة منذ أكثر من سبع سنوات.
وأشارت الخبيرة لدى "إنتراكتيف انفيستر" Interactive Investor فكتوريا سكولار إلى أنها تتوقع "ارتفاعا إضافيا" نتيجة تواصل الطلب بشكل ثابت وسياسة "زيادة الإنتاج بشكل طفيف للغاية" التي يتبعها تحالف "أوبك بلاس".
توترات
وساهم ارتفاع مستوى التوتر الجيوسياسي المرتبط بعدد من أبرز الدول المنتجة للنفط، مثل التصعيد الروسي في أوكرانيا وتدخل الولايات المتحدة.
وفي أوروبا، بلغ التوتر بين موسكو والغرب أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة بعدما حشدت روسيا قوات عند حدودها مع أوكرانيا.
وقال نيل ويلسن من Markets.com إن التوتر "بين أوكرانيا وموسكو سيواصل رفعها (الأسعار) طالما أن الوضع يزداد سوءا".
في الأثناء، لفت كارستن فريتش من "كوميرزبنك" إلى أن "أوبك بلاس لم يطبق منذ أشهر زيادة الإنتاج المتفق عليها بالكامل".
ووفق إحصاء لـ"بلومبرج"، زاد إجمالي إنتاج "أوبك بلاس" في ديسمبر/كانون الأول بـ90 ألف برميل يوميا فقط، وهو أقل بكثير من هدف 400 ألف برميل يوميا.
وتعرضت الأسعار لبعض الضغط من توقعات بأن أحدث بيانات بشأن المخزونات البترولية في الولايات المتحدة ستظهر زيادة في مخزونات الخام. ويتوقع محللون ان مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت 1.8 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي.
وحذرت اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ من استمرار مخاطر أوميكرون، وتحولات السياسة النقدية للبنوك وضعف الاستثمار والمخاطر الجيوسياسية.
أظهر تقرير أعدته اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+، اطلعت عليه رويترز، أن اللجنة تتوقع أن يصل مجمل فائض المعروض من النفط في 2022 إلى 1.3 مليون برميل يوميا، بانخفاض طفيف من توقعاتها السابقة البالغة 1.4 مليون برميل يوميا.
وأبقت اللجنة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعام 2022 بدون تغيير عند 4.2 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يرتفع إلى مستويات ما قبل الجائحة في النصف الثاني من العام.
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء، بنحو طفيف وسط حالة ترقب من قبل المستثمرين لنتائج اجتماع "أوبك+" .
وبحلول الساعة 10:00 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.16% إلى 88.34 دولار للبرميل.
فيما صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 0.13% إلى 89.28 دولار للبرميل.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز