أوبك تسعى لدعم النفط وكورونا ينال من الطلب على الخام
السعودية تخفض الإنتاج طوعيا 400 ألف برميل إضافية؛ ما يعني أن أوبك+ تخفض الإنتاج فعليا بواقع 2.1 مليون برميل يوميا.
بدأ وزراء أوبك التوافد على فيينا، اليوم الثلاثاء؛ إذ تناقش المنظمة ما إذا كانت ستزيد خفض إنتاج النفط لمواجهة تدهور الطلب الناجم عن الانتشار العالمي لفيروس كورونا الجديد.
وستحاول الدول الأعضاء في منظمة أوبك وشركاؤها لجم هبوط أسعار النفط بسبب أزمة الفيروس الذي يؤثر على الطلب العالمي، خلال اجتماع الخميس والجمعة في فيينا.
أسهم الحديث عن خفض أكبر في رفع أسعار النفط في الأيام الأخيرة. وانتعشت أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بعض الشيء خلال اليومين الماضيين إثر هبوط بأكثر من 20% عن ذروة 2020 في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي اتصال مع فرانس برس أعلنت وزارة الخارجية النمساوية أنها ذكرت الكارتل بالتوصيات الصحية المتعلقة بالاجتماعات على مستوى دولي وخصوصا إمكانية التأجيل.
اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي على خفض جماعي للإنتاج قدره 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية هذا الشهر.
- الكرملين يلتزم الصمت بشأن خطط روسيا قبل اجتماع "أوبك+"
- النفط يواصل مكاسبه وسط تفاؤل بجهود مكافحة أثر كورونا
وتخفض السعودية الإنتاج طوعيا 400 ألف برميل إضافية؛ ما يعني أن أوبك+ تخفض الإنتاج فعليا بواقع 2.1 مليون برميل يوميا.
لكن منذ ذلك الحين، ألقى الانتشار العالمي لفيروس كورونا، الذي ظهر لأول مرة بالصين، بظلاله على الطلب العالمي مع تباطؤ النشاط الصناعي، في حين تلقت حركة النقل الجوي عالميا ضربة شديدة.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في مؤتمر عقد نهاية فبراير/شباط الماضي إنه يتعين على أوبك+ ألّا تتهاون بشأن فيروس كورونا. وأضاف: "كل مسألة خطيرة يجب التعامل معها بجدية".
وتؤيد السعودية تعزيز خفض إنتاج النفط لكن روسيا لم تعلن موقفها النهائي في هذا الصدد بعد.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن نمو الطلب العالمي على النفط هبط بواقع 425 ألف برميل يوميا في الربع الأول إلى أدنى مستوياته في 10 سنوات، وقالت إن هذه التوقعات قد تخضع لمزيد من المراجعة.
ومطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي اتفق وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية وحلفاؤهم ولا سيما روسيا على خفض انتاجهم بـ500 ألف برميل يوميا يضاف إلى ذلك مساهمة "طوعية" من الرياض بـ400 ألف برميل. يضاف إلى ذلك 1,2 مليون برميل اتخذ قرار بشأنها في نهاية 2016 وتم تمديده من ذلك الوقت.
وساهمت هذه الجهود في تحسين سعر النفط موقتا قبل أن يحبطه فيروس كورونا المستجد. ومنذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي خسر خام برنت ونفط غرب تكساس في المتوسط 30% منذ ذلك الوقت. وتراجعا ليل الأحد الإثنين لفترة وجيزة إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عام تحت عتبة 50 و45 دولارا للبرميل على التوالي.
وأوصت اللجنة الفنية المشتركة لأوبك خلال اجتماعها "الاستثنائي" منذ مطلع فبراير/شباط الماضي بخفض إضافي للإنتاج بـ600 ألف برميل يوميا لمواجهة "كوفيد-19 في الصين وآثاره المحتملة على سوق" النفط بحسب تغريدة للمنظمة.
لكن كريج آرلام المحلل لدى "أواندا" يرى "أن ذلك لن يكون كافيا". ولا تزال الصين تواجه أزمة صحية كبرى وبات الفيروس يتفشى خارج حدودها.
ويوم الخميس ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن السعودية ترغب في أن تصل الجهود المشتركة الإضافية إلى مليون برميل يوميا.
- رسالة روسية مزدوجة
ويعتمد نجاح القمة التي وصفت بـ"الاستثنائية" بما أنها تعقد فقط بعد ثلاثة أشهر من الأخيرة على توافق بين السعودية أبرز عضو في الكارتل وحليفتها عبر اتفاق أوبك روسيا التي يدلي قادتها بتصريحات متباينة.
ويوم الخميس أعلن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك لوكالات الأنباء الروسية أنه ينوي "التعاون أكثر في إطار العلاقات المتعددة الأطراف في اوبك".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله يوم الأحد أن "المستوى الحالي لأسعار النفط مقبول" لأنه فوق "42,2 دولارا لبرميل برنت المستخدم كمرجع لاحتساب الموازنة في إطار سياساتنا للاقتصاد الكلي".
قال بيارن شيلدروب من "أس إي بي": "روسيا تبعث رسالة مزدوجة" إلى شركائها والسوق حتى وإن كانت "ترى بوضوح أن الطلب تأثر جراء الوباء دون أن تعلم إلى أي مدى ولأي فترة زمنية".
ولم تقتنع روسيا حتى الآن بالحاجة إلى خفض أكبر، وتقول بعض المصادر إن أوبك قد تتحمل التخفيضات الإضافية بنفسها.
لكن ليونيد فيدون نائب رئيس لوك أويل، ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، قال لرويترز، اليوم الثلاثاء، إن خفضا إضافيا قدره مليون برميل يوميا سيكون كافيا لتحقيق توازن في السوق ورفع أسعار النفط مجددا إلى 60 دولارا للبرميل.
- تضييق الخناق
ويضر كل تباطؤ في النمو العالمي بالطلب على النفط ويفاقم الفائض في السوق النفطية. وخفضت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أمس الإثنين توقعاتها العالمية لعام 2020 من 2,9% إلى 2,4%.
وخفضت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها بشأن النمو على الطلب النفطي لعام 2020 الذي سيصبح 825 ألف برميل يوميا في أدنى مستوى منذ 2011 تحت تأثير العواقب "الضخمة" للفيروس.
وتشجع دول غير أعضاء في الكارتل كالولايات المتحدة، أول الدول المنتجة عالميا بمستوى قياسي، والبرازيل والنرويج وغويانا، الخلل في التوازن هذا بين الطلب الذي يتراجع والعرض المتضخم.
وهو يؤثر على الأسعار ويضيق الخناق حول أوبك التي ليس أمامها سوى الحلول مُرَّة. فالخفض الكبير سيدعم الأسعار لكنه سيخفض في المقابل حصتها في السوق. وقال روبرت ياجر من ميزوهو لفرانس برس "لكن اقتطاعا أكثر تحفظا لن يطمئن الأسواق سوى ليوم أو يومين
وحتى الآن، تجاوز عدد الوفيات عالميا جراء الفيروس 3 آلاف، إلى جانب 86500 حالة إصابة، وينتشر الفيروس حاليا خارج الصين بمعدل أسرع كثيرا منه داخل البلد الذي بدأ فيه.