حي حراء الثقافي.. رحلة فريدة في ظلال النبوة
افتتح، مساء الأحد، "حي حراء الثقافي" بسفح جبل حراء أول موضع نزل فيه الوحي على النبي محمد، ليكون وجهة سياحية جديدة لزوار مكة المكرمة.
يضم الحي مجموعة من المتاحف والمعارض والمرافق، تستثمر القيمة التاريخية لأحد أهم الأماكن في تاريخ الإسلام وسيرة نبيه، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة، وبه نزل الوحي بأول آية في القرآن الكريم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
تم توظيف القيمة الدينية والتاريخية للمكان في مكونات الحي، الأمر الذي تجسد في معرض الوحي ومتحف القرآن الكريم ليتحول حي حراء الثقافي إلى معلم سياحي وثقافي فريد، وتثري مكوناته التجربة الدينية والثقافية لزائري المكان من سكان مكة المكرمة ومعتمري وحجاج بيت الله الحرام، ضمن مستهدفات رؤية 2030.
الافتتاح الرسمي
دشَّن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأحد، مشروع حي حراء الثقافي، خلال حفل أقيم بمقر الحي الواقع في سفح جبل حراء في مكة المكرمة.
وتجول أمير منطقة مكة في معرض حي حراء الثقافي، حيث استمع لشرح عن قاعات المعرض وتقنياته، كما زار القاعة التي تحاكي غار حراء، والتي ضمَّت مُجسَّمًا للغارِ نُفِّذ بالأبعاد الطبيعية له.
ومشروع حي حراء الثقافي نفذته شركة سمايا الاستثمارية بإشراف الهيئة الملكيّة لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
معالم الحي
ويمثل حي حراء الثقافي معلما سياحيا وثقافيا يعبر عن رعاية المملكة العربية السعودية للمواقع التاريخية، ويستثمر مميزات الموقع الطبيعية، وقيمته التاريخية، ويرتبط بجبل حراء وغار حراء، حيث المكان الذي ابتدأ فيه نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويحظى بمكانة في وجدان المسلمين.
ويحتوي الحي على مجموعة من المكونات، اختيرت بعناية بما يلائم طبيعة الموقع ورغبات الزوار، من أبرزها:
- معرض الوحي: ويأخذ الزائر إلى رحلة معرفيَّة؛ للتعرُّف على الغار الذي نزل فيه الوحي، إلى النبي محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما جُهِّز المعرضُ المصاحب بأحدثِ تقنياتِ الصوتِ والصورةِ، كما يستمتعُ الزائر فيه بمشاهدة غارِ حراءٍ عبرَ مُجسَّم للغارِ نُفِّذ بالأبعاد الطبيعية له.
- متحف القرآن الكريم: ولكون غار حراء هو المكان الذي نزلت فيه أولى آيات القرآن الكريم، فقد أقيم متحف القرآن الكريم، الذي يبرز جوانب العناية بِه على مر العصورِ، بأسلوبِ عرض مُتحفِيّ، ويضمُّ مُقتنياتٍ ومخطوطاتٍ نادرةً للمصحفِ الشريفِ.
- طريق الصعود إلى الغار: ولتلبيةِ حاجةِ الراغبين في صعودِ الجبل للوصول إلى الغار؛ سيكون هناك طريق مُزوَّدٍ باللوحاتِ الإرشادية، ووسائلِ السلامة.
- متحف القهوة السعودية: ولكي يستمتع زوار الحي بارتشاف القهوة السعودية التي تعد قيمة أصيلة، تمثل رمز الضيافة والكرم، وهي مكون ثقافة المجتمع السعودي، تم افتتاح متحف القهوة السعودية ليتعرفوا على التنوع الثقافي في أدواتها ومكوناتها، وطرق تحضيرها في مناطق السعودية المختلفة.
- حديقة حراء: إضافة إلى ذلك؛ يستمتع الزوار بحديقةِ حراءٍ بين أحضان الطبيعة، مع مجموعةٍ متنوعةٍ منَ المقاهي والمطاعم والمرافِقِ الخدمِيَّة والتِّجارية الأخرى.
- مقصورات حراء: وهي نزل جبلية، تتكون كل مقصورة من جناح فندقي بخدماته، وشرفة مطلة على جبل حراء وباحة علوية للاستجمام، وحديقة خاصة.
أهداف مشروع حي حراء الثقافي
- تطوير الموقع بما يليق بمكانته التاريخية.
- استثمار القيمه التاريخية للمكان.
- الإسهام في إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين.
- تحقيق الأمان والسلامة لزوار الموقع.
- إضافة عناصر تنموية، تمثل قيمة مضافة للمكان لخدمة زواره من أهل مكة المكرمة وقاصديها.
هنا سطعت أنوار النبوة
يمثل غار حراء؛ الموقع الذي شهد بداية انطلاق الدعوة الإسلامية؛ بنزول الوحي على نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ والذي يقع في أعلى جبل حراء شمال شرق مكة المكرمة على ارتفاع 634 متراً.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو يتعبد قبل البعثة في هذا الغار الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي، وفيه نزلت أول آية من القرآن "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق".
ويزيد الجبل شرفاً أن أول حجارة تم بناء الكعبة المشرفة بها كانت من حجارة هذا الجبل، والذي يبعد عن الحرم المكي نحو 5 كيلو متراتٍ، ويعد أحد جبال سلسلة جبال الحجاز.
و غار حراء هو فتحة صغيرة في صخور جبل حراء، يبلغ طولها حوالي 4 أمتارٍ وعرضها متراً أو أقل، ومساحته صغيرة جداً لا تسع إلا لحوالي 5 أشخاص جلوساً وارتفاعه قامة متوسطة.
وإضافة إلى قيمته التاريخية والدينية، يمتاز الجبل بشكله وصورته الفريدة التي لا تضاهيها أي جبال في المنطقة، حيث تشبه قمته سنام الجمل.
ويعرف جبل حراء بأسماء عديدة منها: جبل النور، وجبل القرآن، وجبل الإسلام، ولكنه يُعرف حالياً بجبل النور لظهور أنوار النبوة فيه.
ويصعد لجبل النور الكثيرون لقصد الاستكشاف والاطلاع، ويُمكن لمن يقف على رأس الجبل أن يُشاهد مدينة مكة المكرمة وأبنيتها.