افتتاح مسجد الشيخ زايد بإندونيسيا.. الإمارات تعزز الأخوة الإنسانية وتنشر التسامح
عقب وصوله إلى إندونيسيا، افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم الإثنين، مسجد الشيخ زايد بمدينة "سولو" بحضور الرئيس جوكو ويدودو.
ولدى دخولهما، أدّى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، صلاة تحية للجامع، ثم وقّع رئيس دولة الإمارات والرئيس ويدودو على اللوحة التذكارية للافتتاح التي ستعلق في محراب الجامع.
حضر مراسم افتتاح الجامع، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، والدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور عمر حبتور الدرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.
كما حضره عبدالله سالم الظاهري سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الإندونيسية وأعضاء السفارة، بجانب عدد من الوزراء في الحكومة الإندونيسية والمسؤولين ومئات الضيوف والمدعوين.
نسخة من جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
الجامع يعد نسخة مماثلة لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي مع إضافة بعض التصاميم والزخارف التقليدية الإندونيسية واستخدام المواد المحلية.
ويستوعب المسجد 10 آلاف مصل ويحتوي على 56 قبة و4 مآذن بجانب 32 عموداً في منطقة الصلاة الرئيسية.
وفي كلمة بهذه المناسبة أعرب الرئيس الإندونيسي عن بالغ شكره وتقديره لحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومبادرته بإنشاء هذا الجامع الذي يعد صرحاً استثنائياً في هذه المدينة وبما يحمله من دلالات تعبر عن عمق العلاقات التي تجمع البلدين والرسائل المشتركة التي يحملانها لإبراز الصورة الصحيحة والسمحة للدين الحنيف وقيمه الإنسانية التي تحث على التعايش والتآخي والتعاون والبناء.
وأبدى كذلك اعتزازه بعلاقات الصداقة الخاصة التي تجمعه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات وإندونيسيا وشعبيهما الصديقين.
وقال الرئيس الإندونيسي: "إننا نعتز بأن يحمل هذا الصرح اسم شخصية إنسانية عالمية حظيت مناقبه باحترام العالم وتقديره ومحبته.. ونحن في إندونيسيا نكن له مكانة خاصة ويسعدنا أن نخلد ذكراه واسمه بهذه المنارة الدينية".
من جانبه، عبّر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- بهذه المناسبة- عن سعادته واعتزازه بافتتاح "مسجد الشيخ زايد" في مدينة سولو.
وقال إن وجود جامع باسم الشيخ زايد في إندونيسيا يجسد خصوصية العلاقات التي تجمع البلدين والحرص على أن نترك لأحفادنا شواهد على عمق هذه العلاقات، فقد كان الشيخ زايد محباً لإندونيسيا وشعبها وقام بزيارة تاريخية لها خلال عام 1990.
كما توجه بالشكر والتقدير إلى الرئيس جوكو ويدودو لما أبداه من مشاعر طيبة وكلمات معبرة بحق دولة الإمارات والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولفت إلى أن المغفور له الشيخ زايد كان يدعو دائماً إلى التضامن والترابط الإنساني بين كل شعوب العالم خاصة الشعوب الإسلامية.
وقال رئيس دولة الإمارات إن هذا المسجد يعد تجسيداً لما يجمع البلدين من تعاون في نشر رسالة الإسلام الصحيحة التي تدعو إلى السلام والبناء والتنمية، وهو إهداء نقدمه إلى أهالي مدينة سولو الجميلة وإلى شعب إندونيسيا العزيز.
ودعا الله تعالى أن يجعل هذا المسجد في ميزان حسنات الشيخ زايد وأن يوفق إندونيسيا إلى مزيد من التطور والتقدم ويديم المحبة والعلاقات الطيبة التي تعود بالخير والنماء على شعبينا.
ثم توجه الجميع إلى الله تعالى بالدعاء أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويبارك في رئيس دولة الإمارات ويحفظ الإمارات وشعبها منارة للخير والعطاء وموطناً للتعايش والأخوة الإنسانية وأن يديم العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات وإندونيسيا لما فيه الخير.
بعد ذلك توجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس جوكو ويدودو والحضور إلى الساحة الخارجية للمسجد لزراعة نبتة السالا التي تعد من النباتات الوطنية الرمزية لدى سكان مدينة سولو.
رسالة مسجد الشيخ زايد في إندونيسيا
المسجد المبني على نفس التصميم الهندسي لجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، تم إنشاؤه بمكرمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
المسجد لا يحمل فقط اسم وشكل جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي الذي يعد أحد أكبر وأشهر مساجد العالم، بل إنه سيحمل أيضا نفس الرسالة الراقية الداعية لنشر قيم التسامح وغرس مفاهيم الإسلام الصحيح.
يجسد المسجد أيضا على أرض الواقع فكر ورؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تعزيز الأخوة الإنسانية ونشر رسالته الحضارية الداعية للتسامح والتعايش وتعزيز التضامن الإسلامي.
ويعبر المسجد في الوقت نفسه عن رؤية دولة الإمارات وقيادتها الملهمة في تعزيز العلاقات الإنسانية، ومحطة مهمة على طريق تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.
مسجد الشيخ زايد في إندونيسيا لن يكون بمثابة دار عبادة فقط، بل سيكون صرحا تعليميا وثقافيا وإنسانيا، إضافة لكونه مركزا اجتماعيا ودعويا يجسّد على أرض الواقع قيم الإسلام السمحة ورسالته الراقية.
وبعد افتتاحه ينضم المسجد في إندونيسيا إلى قائمة من المساجد تحمل الاسم ذاته أنشأتها دولة الإمارات حول العالم؛ لتكون صروحا علمية وثقافية تؤدي رسالة حضارية تدعو للتسامح والتعايش والانفتاح على الآخرين.
أبرزها في آسيا مسجد الشيخ زايد في نينجشيا بالصين، الذي يشمل في أروقته أماكن للصلاة تستوعب أكثر من 6 آلاف مصل، وكذلك في أفريقيا مسجد الشيخ زايد في نيروبي بكينيا الذي يعد أكبر مركز إسلامي في منطقة القرن الأفريقي ويستوعب 15 ألف مصل، وكذلك مسجد الشيخ زايد في منطقة فم ازكيد بإقليم طاطا جنوب شرقي المملكة المغربية، والذي يتسع لحوالي 3500 مصل.
وفي إثيوبيا، يعد مسجد الشيخ زايد في أديس أبابا أحد المعالم الإسلامية البارزة كونه يعد منارة للعلم والمعرفة ومركزا لترسيخ وتعميق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها السمحاء، ويعتبر ثاني أكبر جامع بدولة إثيوبيا.
وفي أوروبا، توجد العديد من المساجد التي تحمل اسم الشيخ زايد، بينها في ستوكهولم بالسويد الذي يتسع إلى 2000 مصل في الأيام العادية و5000 مصل في الأعياد، ومسجد ومركز الشيخ زايد في "سلاو" غربي لندن بالمملكة المتحدة الذي يتسع المسجد لأكثر من ألف مصل، ومسجد الشيخ زايد في أوكسفورد بالمملكة المتحدة بسعة نحو 1000 مصل.
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز