شباب طرابلس الليبية.. المسمار الأخير في نعش المليشيات
العمليات النوعية التي يقوم بها شباب العاصمة طرابلس ضد المليشيات تؤكد الرفض التام للجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة
نجحت قوات الجيش الوطني الليبي في الأسابيع الماضية من تحقيق عدة انتصارات، على خلفية عملية طوفان الكرامة التي انطلقت في أبريل/نيسان الماضي لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة.
وفي ظل تلك التحركات وهذا النجاح نفذ شباب العاصمة عمليات نوعية ضد تلك المليشيات، وأكد شباب طرابلس، بحسب ما نقل عنهم المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أنهم سيستهدفون كل قادة المليشيات وأذنابهم، وأنهم لن يهنأوا بوجودهم في العاصمة إلى أن يرحلوا عنها أو يلقوا مصرعهم.
ونجح شباب طرابلس في استهدف سيارتين مسلحتين لمليشيا الصمود القادمة من مصراتة التي يقودها الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي، ما أدى إلى مقتل أحد أفرادها، كما نفذوا عددا من العمليات ضد تلك المليشيات.
الجيش يعول عليهم
يعول الجيش الليبي على شباب العاصمة في تسهيل مهمته للقضاء على الإرهاب والسيطرة على طرابلس، وفي هذا الإطار خرج المركز الإعلامي بعدد من البيانات التعبوية والتي ناشدهم فيها بالتنسيق مع الأطباء بالمستشفيات وإعداد أخرى ميدانية، استعداداً لدخول قواته إلى العاصمة لتحريرها من قبضة المليشيات الإرهابية.
كما وجّه بتوفير الاحتياجات للمستشفيات الميدانية والاستفادة من العيادات الخاصة أو المشافي العامة كالمستوصفات، على أن تكون خلف أماكن المواجهات المحتملة.
وطالب البيان بضرورة تسهيل حركة الوصول إلى المستشفيات الميدانية، ووضع حراسة على مداخلها ومخارجها، وتوفير وسائل لنقل الجرحى والمصابين، وإعداد أماكن للتحفظ المؤقت على من يقوم بتسليم نفسه أو يقبض عليه من المليشيات ومنع الأعمال الانتقامية والقتل.
ونوهت غرفة عمليات الكرامة بأن التخطيط المحكم والتقيد بالتعليمات سيسهل ويسرع من عملية حسم المعركة ويقلل من الأضرار والخسائر.
إرباك للمليشيات
يرى الدكتور طه علي، الباحث في شؤون شمال أفريقيا، أن الجيش الليبي قادر على خوض المعارك في العديد من الجبهات، بسبب خبراته الطويلة في مواجهة الإرهاب.
وأوضح الباحث في شؤون شمال أفريقيا، خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن العمليات النوعية التي يقوم بها شباب العاصمة طرابلس ضد المليشيات المسلحة تؤكد مدى القابلية الاجتماعية للجيش الوطني داخل طرابلس، والرفض التام لوجود الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة.
وأضاف أن هذه العمليات لها مردود إيجابي على المعركة في تخوم العاصمة، إذ تربك المليشيات وتجعلها تقاتل في العديد من الجبهات، بالإضافة إلى تلقيها ضربات داخلية غير منظمة، وغير معلومة المصدر والاتجاه.
ورجح علي أن تكون هذه الضربات مؤشرا على اقتراب انتهاء المعركة، وانحسار قوة وسيطرة المليشيات، إذ من الصعب أن تُكشف وفي الوقت نفسه توجه ضربات لكيان قوي.
وأشار إلى أن سكان العاصمة طرابلس يدركون تماما حقيقة هذه التنظيمات التي تقاتل وتحاول التصدي لتقدم الجيش الليبي، وقد عانت من سطوتها وسيطرتها وسرقتها مقدرات الدولة، وضلوعها في تقويض الأمن والأمان بالعاصمة.
تراجع المليشيات
منذ انطلاق عملية الكرامة في مايو/أيار عام 2014، حمل الجيش الوطني الليبي على عاتقه مكافحة الإرهاب في كافة ربوع ليبيا، والقضاء على الجماعات الإرهابية وحل جميع التشكيلات والمليشيات المسلحة بتكليف من مجلس النواب الليبي، الكيان التشريعي الشرعي المنتخب الوحيد في هذه البلاد.
وخاض الجيش الوطني الليبي منذ ذلك الحين عدة حروب على الجماعات الإرهابية بين بنغازي ودرنة وإجدابيا والحقول النفطية ودرنة والجنوب، انتهاء بعملية تحرير العاصمة والمنطقة الغربية التي تسمى بطوفان الكرامة، التي انطلقت 4 أبريل/نيسان الماضي.
وتمكن الجيش الوطني الليبي من القضاء على الجماعات الإرهابية في تلك المدن، من أنصار الشريعة، وشورى بنغازي، وشورى إرهابيي درنة، ومليشيات الجضران والمرتزقة التشاديين، التي انتهى بعضها وشتت وأخمد بعضها، حيث أصبح يؤمن أكثر من 95% من ليبيا، حسب تصريحات سابقة للواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA==
جزيرة ام اند امز