العملية "صوفيا".. أوروبا ترمم جدارها بوجه مهربي البشر في برلين
العملية البحرية "صوفيا" للاتحاد الأوروبي التي أعاد مؤتمر برلين حول ليبيا طرح مناقشتها مرة أخرى وتفعيل نقاطها المعلقة.
مدفوعة بالنتائج الإيجابية لمؤتمر برلين بشأن ليبيا، تسعى أوروبا لإعادة النظر في العملية "صوفيا" لترميم جدارها في وجه مهربي البشر الذين أغرفوا شواطئها بالمهاجرين غير الشرعيين.
- وقت إضافي لـ"صوفيا" لمحاربة الهجرة غير الشرعية
- عملية "صوفيا" تتواصل.. تدريب خفر السواحل الليبيين لمكافحة الهجرة
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إنه من الضروري عقب مؤتمر برلين إعادة التفكير في مهمة الإنقاذ التابعة للاتحاد الأوروبي "صوفيا" في البحر المتوسط.
الأمر الذي أكد ضرورته أيضا جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الإثنين، قائلا: "أعتقد أننا ينبغي أن نستأنف أنشطة "صوفيا" المتوقفة".
وتُعد "صوفيا" عملية عسكرية أوروبية تم تأسيسها في أبريل/نيسان 2015 بهدف تحييد طرق تهريب اللاجئين في البحر المتوسط، بعد حوادث مأساوية تسببت في غرق مئات من المهاجرين غير الشرعيين.
التكوين
ونشأ مبدأ تكوين عملية لمكافحة تهريب الأشخاص ومنع الخسائر في الأرواح في البحر المتوسط من المناقشات التي دارت في المجلس الأوروبي يومي 20 و23 أبريل/نيسان 2015، والتي توجت بإصدار قرار من المجلس في 18 مايو/أيار 2015 بإنشاء "الاتحاد الأوروبي" العملية العسكرية في جنوب وسط البحر المتوسط".
وتم تعيين الأدميرال إنريكو كريديندينو من البحرية الإيطالية كقائد للعمليات، واللواء الإيطالي أندريا جيجلو قائدا للقوات في 17 يونيو/حزيران 2015.
وفي 22 يونيو/حزيران 2015، وافق المجلس الأوروبي على إطلاق قوة البحر المتوسط التابعة للاتحاد الأوروبي رسميا، ليصبح ساري المفعول في ذلك اليوم.
الاسم "صوفيا"
في يوم 24 أغسطس/آب 2015، أنجبت امرأة صومالية حامل تم إنقاذها من زورق لاجئ بواسطة شركة HMS Enterprise طفلاً على متن الفرقاطة الألمانية شليسفيج هولشتاين، وهو أول من يولد على متن سفينة تابعة للبحرية الألمانية؛ وبناءً على اقتراح من الطاقم الطبي المعالج تمت تسمية الطفل "صوفيا".
كان هذا اسما مرتبطا بالسفن البحرية الألمانية التي تحمل اسم شليسفيج هولشتاين، إذ كانت تستخدم إشارة النداء اللاسلكي "Sophie X"، الذي يدل على السفينة، والتي كانت مكرسة للأميرة البروسية لويز صوفي من شليسفيج هولشتاين-سونديربورج-أوجوستينبورج، كما فعلت السفن التي تحمل الاسم لاحقا.
وأعيدت تسمية قوة البحر المتوسط التابعة للاتحاد الأوروبي لاحقا باسم "عملية صوفيا"، بعد أن وُلد الطفل على متن شليسفيج هولشتاين، بعد اقتراح الدول الأعضاء تغيير الاسم؛ لتكريم حياة الأشخاص الذين تنقذهم، وحياة الأشخاص الذين تريد حمايتهم، وإيصال الرسالة إلى العالم بأن قتال المهربين والشبكات الإجرامية هي وسيلة لحماية حياة الإنسان، بحسب ما أعلنت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيدريكا موجريني من مقر العملية بروما في 24 سبتمبر/أيلول 2015.
وأضافت موجريني وقتها أن "هذه العملية بمثابة مساهمة أساسية في مكافحة عدم الاستقرار في المنطقة وكوسيلة للحد من الخسائر في الأرواح في البحر وزيادة أمن مواطني الاتحاد الأوروبي".
الأهداف
وتتكون قوة الاتحاد الأوروبي البحرية بالبحر المتوسط من 3 مراحل: الأولى هي مراقبة وتقييم شبكات تهريب البشر والاتجار بهم في البحر المتوسط، والثانية: البحث عن السفن المشبوهة وإعادة توجيهها إذا لزم الأمر، أما المرحلة الثالثة فتهدف للتخلص من السفن والأصول ذات الصلة، قبل الاستخدام وإلقاء القبض على المتجرين والمهربين.
كما هدفت العملية للقيام بأنشطة مراقبة جديدة وجمع معلومات عن الاتجار غير المشروع في صادرات النفط من ليبيا وفقا لقرار مجلس الأمن 2146 (2014) و 2362 (2017)، ولتعزيز إمكانية تبادل المعلومات حول الاتجار بالبشر مع وكالات إنفاذ القانون بالدول الأعضاء FRONTEX وEUROPOL.
وقدرت الميزانية المشتركة الأولى للعملية بـ11.82 مليون يورو لفترة 12 شهرًا، إضافة إلى توفير الأصول والأفراد العسكريين من قبل الدول المساهمة مع تغطية التكاليف الجارية وتكاليف الأفراد على أساس وطني.
وبحلول عام 2016، كان قد تم إنقاذ أكثر من 13000 مهاجر من البحر أثناء العملية.
وفي يوم 20 يونيو/حزيران 2016، قام مجلس الاتحاد الأوروبي بتمديد ولاية عملية صوفيا التي عززتها بإضافة مهمتين داعمتين: قد يتم تجديد طول العملية بشكل مستمر من قبل المجلس.
وفي يوم 25 يوليو/تموز 2017، مدد مجلس الاتحاد الأوروبي مرة أخرى تفويض عملية صوفيا.
وتشير بيانات الاتحاد الأوروبي إلى أن طواقم عملية صوفيا أسهمت في إلقاء القبض على 110 مهربين، وأحالتهم إلى السلطات الإيطالية، كما تم تحييد 470 سفينة تهريب وإنقاذ 40 ألف شخص في عرض المتوسط قبالة السواحل الليبية.
الانتقادات
لاحظ مجلس اللوردات في المملكة المتحدة البريطانية، في تقرير، أن هذا النوع من عمليات البحث والإنقاذ بمثابة "مغناطيس للمهاجرين ويخفف من مهمة المهربين، الذين سيحتاجون فقط سفنهم للوصول إلى أعالي البحار".
كما حذر خفر السواحل الليبي من أن "عملية صوفيا" التابعة للاتحاد الأوروبي تعزز تهريب المهاجرين، موضحة أن "الناس عندما يتم إنقاذهم يتصلون بأصدقائهم لإخبارهم بأن هناك سفنا تابعة للاتحاد الأوروبي على بُعد 20 ميلا فقط من المياه الليبية لإنقاذهم".
وفي يوليو/تموز 2017، اعتبر تقرير مجلس اللوردات أن المهمة كانت فاشلة؛ لأنها لم تنجح في تقليل الوفيات في البحر أو تعطيل شبكة التهريب.