تشغيل براكة 3.. خطوات إماراتية واثقة لخفض الانبعاثات
بدأت محطات براكة النووية في دولة الإمارات تشغيل ثالث وحداتها تجاريا، اليوم الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، فيما يعد إنجازا جديدا.
جاء الإنجاز الجديد من خلال تشغيل 3 محطات في ثلاث سنوات، في إطار جهود الدولة للوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050.
وأعلنت اليوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن إنجازها الجديد في عام الاستدامة، والمتمثل في تشغيل ثالث محطات براكة النووية من قبل ذراعها التشغيلية شركة نواة للطاقة، ما سيضيف 1400 ميغاوات لشبكة كهرباء الإمارات.
ترتفع الطاقة الإنتاجية للمحطات الثلاثة التابعة لبراكة النووية إلى 4200 ميغاوات/ساعة من الكهرباء مع تشغيل المحطة اليوم.
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام"، واصلت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية -منذ إصدارها رخصة التشغيل للوحدة الثالثة في محطة براكة النووية في يونيو/حزيران 2022- القيام بعمليات الرقابة في مراحل تحميل الوقود والاختبارات التي أجريت، وشملت مراحل التشغيل المعروفة بـ"الحرجية"، وربط الوحدة بشبكة الكهرباء المحلية وصولاً للتشغيل الكامل تجارياً.
ووفقا لبيان الهيئة، فإن شركة نواة للطاقة مشغلة المحطة التزمت بكافة المتطلبات لبدء هذه المرحلة المهمة، ويأتي هذا الإنجاز نتيجة قيام الهيئة بأنشطة رقابية مكثفة، وتشمل التفتيش والرقابة باستمرار لضمان أمن وسلامة محطة الطاقة النووية.
قامت الهيئة بإجراء مجموعة من الأنشطة الرقابية، والتي شملت التفتيش من خلال مفتشيها المقيمين في المحطة وإرسال مزيد من المفتشين لمتابعة مختلف مراحل الاختبارات.
وتقوم الهيئة بالتحقق بشكل مستمر من مستوى الجاهزية والاستعداد لحالات الطوارئ، فضلاً عن متابعة الرصد البيئي من خلال محطات الرصد المستقلة الموجودة حول المحطة.
وقال كريستر فيكتورسن، المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية: "يشكل التشغيل التجاري للوحدة الثالثة لمحطة براكة للطاقة النووية تكليلاً لجهود كبيرة بذلت على الأعوام الماضية منذ تأسيس برنامج الإمارات للطاقة النووية. ففي هذه الفترة اطلعت الهيئة على كافة تفاصيل المحطة من اختيار الموقع والتشييد والاختبارات ووصولاً للتشغيل لضمان أن المشغل ملتزم بكافة المتطلبات الرقابية لضمان سلامة المجتمع والبيئة، وستواصل الهيئة دورها الرقابي في التفتيش على المحطة أثناء مرحلة التشغيل لضمان تطبيق كافة الشروط."
وأضاف فيكتورسن "تفتخر الهيئة بوجود خبراء إماراتيين في الطاقة النووية والذين لعبوا دوراً حيوياً في ترخيص المحطة منذ البداية مثل المشاركة في العمليات التفتيشية التي تغطى الأمان النووي، الأمن النووي وحظر الانتشار النووي، نفتخر بأن نسبة الإماراتيين في الهيئة أكثر من 74% من القوى العاملة، وأود التقدم بالتهنئة لحكومة الإمارات وقيادتها على تحقيق مثل هذا الإنجاز".
وعلق الدكتور سامح نعمان، أستاذ بكلية الهندسة وخبير الطاقة المصري، قائلاً المتابع لبدء عمليات التشغيل لمحطات براكة النووية يتبين له أن فترة التشغيل بين المحطة الثانية والثالثة انخفض نحو 3 إلى 4 أشهر، ما يعني الإسراع في تنفيذ الخطة، واستهداف المحطة الرابعة التي من شأنها توفير نحو 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن تنفيذ المشروع بشكل أسرع يعني استفادة فرق التشغيل من الخبرة التي تم اكتسابها في تشغيل المحطتين الأولي والثانية، ما أدى إلى إنجاز المحطة الثالثة بشكل أسرع.
وتابع أن دولة الإمارات تستهدف خفض الانبعاثات بنحو 50% في الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الحكومة تدفع في هذا الاتجاه بشكل جيد من خلال تشغيل محطات الطاقة النووية ومشروعات الطاقة بشكل عام.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إن المشروع تم بدء تشغيله تجاريًا بعد أقل من عام من التشغيل للمحطة الثانية في براكة.
وأضاف نعتبر محطات براكة النووية نموذجاً يحتذى به من قبل الدول الأخرى التي تتطلع إلى تنويع محفظتها من مصادر الطاقة، لا سيما في الأوقات التي يواجه فيها العالم تحديات في قطاع الطاقة.
وأشار إلى أنه مع وجود 3 محطات تنتج الكهرباء على نحو تجاري تقوم محطات براكة بضمان أمن الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب تعزيز الابتكار والمساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية الدولة للحياد الكربوني بحلول عام 2050".
مشروعات الطاقة في الإمارات
تعد محطات براكة النووية من أهم مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية للطاقة، وتقود جهود خفض البصمة الكربونية في الدولة من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنويا.
كما تدعم الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة الاستدامة في قطاع الأعمال في أبوظبي، من خلال توفير شهادات الطاقة النظيفة.
وتوفر محطات براكة النووية آلاف الفرص الوظيفية المجزية، إلى جانب دعم الشركات المحلية من خلال توفير فرص تعاقدية بملايين الدولارات.
كما توفر محطات براكة فوائد بيئية للدولة في الحاضر وخلال الأعوام الـ60 المقبلة وما بعدها، وستحد المحطات الأربع عند تشغيلها بالكامل من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنويًا -السبب الرئيسي للتغير المناخي- وستوفر ما يعادل مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي سنويا، والتي كان سيتم استخدامها في إنتاج الكهرباء.
من جانبه، قال رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي المهندس عويضة مرشد المرر إن تشغيل ثالث محطات براكة النووية خطوة تعزز دور المحطات الأساسي في تحقيق أهداف أبوظبي الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 50% في الإمارة بحلول عام 2025.
وقال المرر وفقا لوكالة أنباء الإمارات إن محطات براكة النووية ستوفر عند تشغيل محطاتها الأربع أكثر من 85% من الكهرباء النظيفة في إمارة أبوظبي، إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية على أساس سنوي، مشيرًا إلى أن ما يميز مشروع محطات براكة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي أن دوره يتعدى إنتاج الكهرباء النظيفة إلى كونه استثمارا يعزز التمويل المستدام، ويساهم في توفير الغاز الطبيعي المسال لغايات التصدير، إلى جانب تحفيز اجتذاب الاستثمارات العالمية، الأمر الذي يخدم أهداف التنويع الاقتصادي في الدولة.
إنجاز جديد يضاف لإنجازات الإمارات
وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم بنت محمد المهيري إن بدء التشغيل التجاري للمحطة الثالثة ضمن محطات براكة النووية السلمية يعد إنجازا جديدا يضاف إلى إنجازات الدولة في هذا المجال، إذ يسهم في زيادة إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية.
وقالت "يمر العالم بأكثر أوقاته الحرجة في التاريخ من حيث الاحتباس الحراري وأزمة الطاقة، بينما يحتاج في الوقت نفسه إلى ضمان التنمية الاقتصادية المستدامة والحفاظ على القطاعات الحيوية مثل الغذاء والزراعة والمياه، والتي يتوجب إمدادها بالطاقة الكافية والصديقة للبيئة".
وأضافت "مع استعداد الإمارات لاستضافة قمة المناخ COP28 في عام الاستدامة، لدينا الفرصة لإبراز الدور المهم للطاقة النووية سواء هنا في الدولة أو حول العالم، في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي الخالية من الانبعاثات الكربونية والتي تقوم بدور تكاملي مع الطاقة المتجددة من أجل الوصول إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية".
وأشار إلى أن دولة الإمارات تجني عوائد ملموسة من استخدام الطاقة النووية، إذ تحد كل محطة من محطات براكة يتم تشغيلها تجاريًا من 5.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، ومن المقرر أن تحد المحطات الأربع نحو 22.4 مليون طن من هذه الانبعاثات سنويًا بحلول عام 2025.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز