نقاد لـ"العين الإخبارية": أوبنهايمر أنصف صاحب القنبلة النووية إنسانيا (خاص)
ضجة واسعة صاحبت عرض الفيلم الأمريكي "أوبنهايمر"، والذي عرف طريقه للسينما يوم الجمعة الماضي، وتخطت إيراداته حاجز الـ100 مليون دولار خلال أيام قليلة.
وقبل انطلاق العرض التجاري، حرصت الشركة المنتجة على إقامة مجموعة من العروض الخاصة في أمريكا ولندن وباريس، وتلقى بعدها المخرج كريستوفر نولان إشادات نقدية رائعة، بلغت إلى اعتبار فيلم "أوبنهايمر" أفضل أعماله، علما بأن سجله الفني يحفل بأعمال متميزة، والتي حصدت العديد من الجوائز العالمية، فما هي أبرز سمات فيلمه الجديد من وجهة نظر النقاد؟.
في الموضوع تحدث الناقد المصري، طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "يبدو أن فيلم (أوبنهايمر) يقدم درسا توثيقيا في صناعة القنبلة النووية، لكن قيمته من وجهة نظري أنه يتناول الجانب الداخلي للإنسان، ففي أحد المشاهد يقول الرئيس الأمريكي للبطل أثناء تكريمه، الناس لن تتذكر مخترع القنبلة، ولكن تتذكر الذي أمر بإلقاء القنبلة".
وتابع الشناوي: "الفيلم يغوص في الجانب النفسي لمخترع القنبلة النووية، ويلقي الضوء على حيرته الكبيرة بين إنجازه المهم والذي تجاوز فيه أينشتاين في مسألة الانشطار، وبين تأنيب الضمير".
وواصل الشناوي حديثه: "الجانب الإنساني من أسرار نجاح الفيلم، كما أن كريستوفر نولان يقدم أحدث صيحة في لغة السينما، واهتمامه بالتفاصيل والعمق والدقة في كل صغيرة وكبيرة تجعل فرصة ترشيح الفيلم للأوسكار كبيرة جدا".
ويلتقط الناقد الفني خالد محمود، خيط الحديث ويعلق على مستوى الفيلم لـ "العين الإخبارية" قائلا: "اسم المخرج سر جاذبية الجماهير للفيلم، فهو مخرج رائع وله بصمات مهمة، ثانيا اسم الشخصية محور القصة، وهو أوبنهايمر أبو القنبلة النووية".
ويضيف: "هذا العمل لا يعد من أعمال السيرة الذاتية، ولكنه يلقي الضوء على كواليس صناعة القنبلة، وكيف كان يحذر أوبنهايمر من خطورتها قبل استخدامها عام 1945 فقد حذر أنها ربما تحدث دمارا شاملا، وبعد إلقاء القنبلة أعلن ندمه على هذا الاختراع الذي راح ضحيته ما يقرب من 400 ألف ياباني".
وأشار خالد محمود في حديثه إلى براعة الأداء التمثيلي للنجوم قائلا: "من الأشياء المميزة في الفيلم براعة النجوم، كل فنان تقمص دوره إلى حد التوحد بداية من البطل، وانتهاء بأصغر دور في العمل، كما خطف رامي مالك الأنظار بعدد محدود من المشاهد".
واستكمل: تحولات كثيرة يمر بها النجوم لا سيما وأن الفيلم في الجزء الأول من الأحداث يرصد الحماس في صناعة القنبلة لمواجهة خطر الألمان، وفي الجزء الثاني ترى الندم والحسرة بسبب تداعيات إلقاء القنبلة على مدينتي هيروشيما ونجازاكي، ومن وجهة نظري الفيلم يستحق الترشح للمنافسة على جائزة الأوسكار لأنه يحتوي على كل عناصر العمل الجديد".
ويرى الناقد أحمد سعد الدين أن فيلم "أوبنهايمر" سينافس على جائزة الأوسكار بأكثر من جائزة وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" قال: " عظمة الفيلم أنه لا يتناول فكرة اختراع القنبلة، ولكن يركز على التأثير الإنساني بسبب تداعيات الحرب، وكيف أعلن ندمه على هذا الاختراع الذي أودى بحياة آلاف البشر في غمضة عين، من الأشياء المميزة في الفيلم أيضا الحالة البصرية والدقة في التفاصيل".
واختتم أحمد سعد الدين حديثه قائلا: "كل المشاركين في الفيلم نجوم من العيار الثقيل، وأتصور أن الجميع استعرض موهبته، على سبيل المثال رامي مالك وهو الحائز على الأوسكار في وقت سابق يشارك بمشاهد محدودة لكنها مؤثرة، وظهر أمامي وكأنه يستعرض عضلاته وموهبته، والحقيقة أنه استوقف أنظار الجميع".
خطأ في فيلم أوبنهايمر"
ورغم دقة المخرج كريستوفر نولان لكن جمهور السينما وبعض النقاد رصدوا خطأ في فيلم "أوبنهايمر"، ففي خلال إحدى اللقطات، وقف بطل الفيلم كيليان ميرفي، الذي يجسد دور أوبنهايمر، وسط حشد يصفق ويهتف من أجله وهم يلوحون بالأعلام الأمريكية.
وتدور أحداث الملحمة الدرامية في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، لكن الأعلام تضمنت 50 نجمة بيضاء، تمثل الولايات الأمريكية الخمسين، رغم أن أمريكا كانت تضم 48 ولاية فقط عام 1945 عندما حدث المشهد، ويؤكد ذلك أن ولاية هاواي وألاسكا، تم ضمهما إلى الولايات المتحدة عام 1959.
صناع فيلم أوبنهايمر
يذكر أن فيلم "أوبنهايمر" من إخراج كريستوفر نولان وشارك في بطولته الممثل الشهير كيليان مورفي الذي لعب شخصية البطل روبرت أوبنهايمر مخترع القنبلة الذرية الذي ندم على مشروعه الأبرز في مشواره، إلى جانب كل من مات ديمون، إيميلي بلانت، فلورنس بيو، جيسون كلارك، كينيث براناه، رامي مالك، كايسي أفليك، جاري أولدمان.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز