"دعم الإخوان".. ماض أسود يطارد باترسون على أعتاب البنتاجون
ترشيح السفيرة آن باترسون لمنصب رفيع في البنتاجون يثير مخاوف بسبب دعمها المعروف للإخوان إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
تتزايد المعارضة في واشنطن ضد جهود وزير الدفاع جيمس ماتيس، لترشيح مسؤولة سابقة في إدارة أوباما، كانت تربطها علاقات قوية بجماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية، في منصب بارز، وفقاً لعدة مصادر مقربة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وذكر تقرير نشره موقع صحيفة "واشنطن فري بيكون" الإلكترونية الأمريكية، أن المعارضة تتصاعد في الكابيتول هيل (الكونجرس الأمريكي)، ودوائر السياسة الخارجية المحافظة ضد جهود وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي يضغط لتعيين سفيرة واشنطن السابقة بالقاهرة آن باترسون في منصب نائب الوزير لشئون السياسات بالوزارة، وهو منصب من شأنه أن يجعلها ثالث صوت أقوى في وزارة الدفاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن باترسون ضغطت من أجل العمل مع الإخوان المسلمين، كما قادت الجهود لانتقاد الجهود الإسرائيلية لمكافحة الإرهاب عندما كانت تعمل مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة أوباما.
ووفقاً للصحيفة، فقد أثار سجل باترسون في عهد إدارة أوباما المخاوف في الكابيتول هيل، حيث يشترط حصولها على موافقة مجلس الشيوخ من أجل تولي المنصب البارز في وزارة الدفاع.
وأعربت مصادر متعددة في الكابيتول هيل والمقربين من فرق السياسة الخارجية لترامب عن مخاوفها بشأن الاختيار، وحذرت من أن باترسون ستسعى لاستئناف بعض سياسات إدارة أوباما السابقة الخارجية الأكثر إثارة للجدل، مثل إجراء اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين.
ولفتت الصحيفة إلى أن باترسون التي شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة إلى مصر عندما وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، دعت لصالح التفاوض مع الجماعة الإرهابية، وأثارت جهودها الغضب في المجتمع الإصلاحي المصري، الذي لا يزال ينظر إلى باترسون بأنها تعمل لإضفاء الشرعية على الجماعة.
وأعربت مصادر متعددة تحدثت إلى الصحيفة عن معارضتها للترشيح، وأشارت إلى مخاوف أكبر بشأن جهود ماتيس لتعيين مسؤولين سابقين في إدارة أوباما، يعتبرهم المحافظون مسؤولين عن إخفاقات كثيرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وكذلك عبرت تلك المصادر عن قلقها إزاء فشل إدارة ترامب في إزالة مسؤولي أوباما السابقين من الإدارة، وأشاروا إلى الجهود التي يبذلها البعض لعرقلة فريق السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحفاظ على سياسات عهد أوباما.
وقال أحد كبار المساعدين بالكونجرس الذين يتابعون المسألة للصحيفة: "سيكون هذا خياراً كارثياً، باترسون لديها سجل حافل موثق جيدا في الدفاع عن الجماعات المتطرفة في كل منعطف"، معتبراً أن "اختيارها سيعني ترقية شخص رؤيته لا تتعارض فقط مع رؤية الرئيس، ولكن الأمن القومي الأمريكي أيضاً ينبغي للإدارة أن تعيد النظر بجدية".
كما أعرب مساعد ثان بارز جمهوري في مجلس الشيوخ عن مخاوف مماثلة، وأشار إلى أن رؤية باترسون تتنافى مع رؤية السياسة الخارجية التي أعرب عنها ترامب في الحملة الانتخابية.
وحذر المصدر ذاته من تصاعد القلق بشأن تعيين باترسون في مثل هذا الدور البارز، وقال إن "هذا من شأنه أن يبعث برسالة خاطئة بالنظر إلى خلفيتها في مصر، لا سيما تعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين".
وأشارت مصادر مقربة من فريق الأمن القومي لترامب إلى قلق متزايد بشأن جهود ماتيس لتعيين باترسون، وقال أحدهم "الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر لا يعرفون ماذا يفعلون بشأن دعم ماتيس لآن باترسون"، وأوضح أن سجل باترسون حول مصر مختلف إلى حد كبير عن تصريحات ماتيس حول إعادة ضبط العلاقات مع هذا البلد.
وأضاف المصدر: "المصريون الذين تحدثت إليهم، سواء في الحكومة وخارجها، قلقون للغاية في الوقت الراهن، أولا، هم لا يصدقون أنهم ربما يتعين عليهم أن يتعاملوا مع سياسات باترسون الموالية لجماعة الإخوان المسلمين؛ وثانياً، هذا يدفعهم لإعادة تقييم من ظنوا أنه وزير الدفاع ماتيس".
وأوضحت المصادر أنه بينما تبحث إدارة ترامب إعادة ضبط سنوات من العلاقات المتوترة مع القاهرة، ربما يثير اختيار باترسون غضب القادة، الذين لا يزالون غاضبين بسبب عملها مع الإخوان المسلمين.
وكانت باترسون التقت في عام 2012 مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية محمد بديع، الذي كان ينتقد بشدة الولايات المتحدة، ولا تزال لديها علاقات متوترة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وشككت المصادر أيضاً حول التزام باترسون بالسياسة الخارجية لترامب، الذي يسعى إلى عزل المنظمات الإرهابية مثل جماعة الإخوان، وقوات الحرس الثوري الإيراني.
وفي تصريحات للصحيفة، قال أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية بالحزب الجمهوري، الذي تربطه علاقات وثيقة مع البيت الأبيض: "إن باترسون ستمثل استمراراً لتدخل إدارة أوباما الفاشل في الشرق الأوسط".
وأضاف المصدر- الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "آن باترسون هي تجسيد لنهج إدارة أوباما الفاشل في الشرق الأوسط، الذي ركز على استبدال حلفائنا العرب التقليديين بالإسلاميين الراديكاليين من إيران وجماعة الإخوان المسلمين".
وتابع: "بعد أن أصبحت وزارة الخارجية في فترة ما بعد (جون) كيري أقل أهمية، وتولي البيت الأبيض ووزارة الدفاع استراتيجية السياسة الخارجية، فإنه يتجاوز عدم المسؤولية تعيينها في مسؤولية جهاز سياسة البنتاجون".