رصد فريد من نوعه.. الألياف الضوئية توثق عودة كبسولة فضائية للأرض

في إنجاز علمي فريد، نجح فريق من الباحثين في تسجيل التأثيرات الجيوفيزيائية الناتجة عن دخول كبسولة.
نجح فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة كارلي دوناهيو من قسم علوم الأرض والبيئة في مختبر لوس ألاموس الوطني بأمريكا، في تسجيل التأثيرات الجيوفيزيائية الناتجة عن دخول كبسولة عودة العينات التابعة لمهمة " أوزوريس-ريكس" إلى الغلاف الجوي للأرض باستخدام تقنية الاستشعار الصوتي الموزع (DAS) لأول مرة.
الكبسولة، التي عادت إلى الأرض في 24 سبتمبر 2023، كانت جزءا من مهمة وكالة ناسا التي جمعت عينات من الكويكب القريب من الأرض بينو، مما يساهم في كشف معلومات جديدة حول النظام الشمسي المبكر.
وتمثل المفارقة هنا أن تقنية الاستشعار الصوتي الموزع لم تُستخدم من قبل في تسجيل تأثيرات دخول كبسولات العودة إلى الغلاف الجوي، حيث كانت الدراسات السابقة تعتمد على أجهزة الاستشعار الزلزالية والصوتية، ولكن بفضل معرفة مسار الكبسولة وتوقيت دخولها المسبق، تمكن فريق الدكتورة دوناهيو من استغلال هذه الفرصة النادرة لتسجيل الإشارات الصوتية الناتجة عن اختراق الكبسولة للغلاف الجوي بسرعات فائقة.
ونجح الفريق في نشر أجهزة استشعار صوتي موزع وألياف بصرية ممتدة على مسافة تزيد عن 12 كيلومترا في صحراء نيفادا، بالإضافة إلى أجهزة استشعار زلزالية وصوتية تقليدية. النتائج أظهرت بوضوح كيف تأثر الصوت الناتج عن اصطدام الكبسولة بالأرض بتضاريس المنطقة غير المستوية.
وأكدت الدكتورة دوناهيو أن هذه النتائج قد تفتح آفاقًا جديدة لفهم أفضل لتأثيرات دخول النيازك والكويكبات إلى الغلاف الجوي، فباستخدام شبكة كثيفة من أجهزة الاستشعار، يمكن تحسين طرق تقدير مسارات وحجم الأجسام الفضائية المقتربة، مما يعزز دقة التنبؤات المستقبلية.
والمهمة التي قادتها ناسا لا تقتصر على هذه النتائج فحسب، بل تستعد الآن لمرحلة جديدة من مهمة " أوزوريس-ريكس"، حيث ستقوم المركبة الفضائية برحلة أخرى في عام 2029 لدراسة الكويكب أبوفيس.