موسم جني البرتقال يُنعش اقتصاد تونس.. طقوس خاصة في محافظة «نابل»
تعيش محافظة نابل التونسية موسم جني البرتقال الذي انطلق منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يمتد إلى نهاية شهر مارس/آذار 2025.
وتعد عملية جني الحمضيات أو الموالح في محافظة "نابل" وتحديداً في مدينة "منزل بوزلفة" ليست مسألة عادية، بل ترتبط بالعادات والتقاليد النابعة منذ القدم، حيث ترافق عملية الجني "أهازيج" النساء العاملات اللائي يحرصن على اصطحاب أبنائهن في أيام عطلة الشتاء لتعليمهم قيم حب الأرض والزراعة والاستمتاع بيومهم في الحقول الخضراء.
كما تحرص العاملات على إعداد فطورهن في الحقل على الحطب للاستمتاع بلذة الأكل الذي تمتزج رائحته برائحة البرتقال والليمون كما يقمن بإعداد الشاي على الحطب لتعديل مزاجهن من أجل الاجتهاد في العمل واتقانه.
وتعد مدينة منزل "بوزلفة" من محافظة نابل، التي تبعد حوالي 40 كلم عن تونس "عاصمة البرتقال" حيث ينظم بها سنويا مهرجان البرتقال الذي يستقطب الزوار والسياح.
وتتعدد أصناف البرتقال في المنطقة إلى 33 صنفا. ومن أهمها: "الأرنج" و"المالطي" و"الشامي" و"الحلو" و"الطمسن" و"البلدي" والمندلينة (اليوسفي).
وقال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بمحافظة نابل (نقابة المزارعين) عماد الباي، إن نابل تمثل 75 بالمئة من الإنتاج الوطني من البرتقال هذا العام أي في حدود 260 ألف طن.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن محاصيل الموسم الحالي من الحمضيات في البلاد التونسية يمثل نحو 380 ألف طن، بزيادة 5 بالمئة عن الموسم الماضي.
وقال إن موسم الحمضيات لهذه السنة أقل من السنة الماضية، بسبب أمراض فطرية ألحقت أضرارا بحقول الحمضيات وبسبب نقص المياه نتيجة الجفاف.
- الطاقة الحرارية الأرضية.. هل تصبح الوجهة المثالية لمراكز البيانات؟
- وقف تداول سهم «البارحة للاستثمار» يومين بعد خفض رأس المال.. كيف يتأثر؟
وأفاد بأن الصادرات انخفضت نوعاً ما موضحاً أنه خلال الموسم الماضي تم تصدير 8 آلاف طن من البرتقال المالطي إلى فرنسا".
وأوضح أن أبرز نوع هو البرتقال المالطي (المخصص للعصير) باعتباره الأكثر طلباً في التصدير لدى السوق العالمية.
وتخضع عملية جني حبات البرتقال المالطي المعد للتصدير لعدة شروط ضماناً لجودة المحصول من الشجرة إلى المستهلك، إذ تستوجب عملية القطف عدم سقوط أيّ حبّة أرضا ويتم فرز حجم الحبات من الشجرة إلى صناديق عبر مقياس كف اليد، ثمّ تمرّ الصناديق إلى مراكز فرز وتجميع الغلال حيث يتمّ غسلها وطلاؤها بزيت خاص يحافظ على نظارتها ثمّ يتمّ تعليبها في صناديق خاصّة بعد وضع ملصق يبرز جودة المواصفات التونسيّة لتنطلق عملية الشحن نحو الأسواق العالمية وأبرزها الفرنسيّة.
من جهة أخرى، قال عبدالسلام بوقطاية صاحب مزرعة حمضيات لـ"العين الإخبارية" إن محصول أرضه جيد رغم الجفاف الذي تعيشه البلاد، موضحاً أن أمطار شهر سبتمبر/أيلول كانت مبشرة بالخير، حيث أنعشت أشجار البرتقال والليمون بعد يأس أغلب المزارعين.
وأفاد بأن مشكلة المياه هي السبب وراء انخفاض الإنتاج الوطني من الحمضيات، قائلاً: "إن المزارع يشتغل سنة كاملة من أجل تحقيق موسم طيب عن طريق عملية سقي الأشجار ومداواتها وتقليمها وإزالة الأعشاب الطفيلية".
وتابع: "لكن تكلفة العمل ارتفعت وهامش العائدات تراجع ومردودية الشجرة تدهورت بسبب التغيرات المناخية التي تضررت منها بلادنا".
يذكر أن عدداً من مزارعي البرتقال اشتكوا الصيف الماضي، من انعكاسات التغيرات المناخية باعتبار أن هذا الموسم اتسم بارتفاع درجات الحرارة خاصة خلال يوليو/تموز الماضي، علاوة على نقص كميات الأمطار.
وتعمل "وزارة الفلاحة" على تنفيذ استراتيجية وطنية لتنمية قطاع الحمضيات، في غضون سنة 2030.
ومن أهدافها، زيادة الإنتاج من 440 ألف طن إلى 650 ألف طن، وزيادة التصدير من 20 ألف طن إلى 50 ألف طن، والتوجه إلى أسواق جديدة، وحماية حقول الحمضيات من الأمراض، ودفع الزراعات البيولوجية.
ويضم قطاع الحمضيات حوالي 12 ألف مزارع من صغار المزارعين ويمثل مورد رزق لحوالي 30 ألف عائلة ويوفر 3 مليون يوم عمل في السنة بالنسبة لليد العاملة الموسمية.
وتمثل قيمة الصادرات 14% من القيمة الإجمالية للصادرات الزراعية وتحقق مداخيل عالية من العملة الصعبة.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNy41MiA= جزيرة ام اند امز