"أوريستي في الموصل" مسرحية تروي مأساة العراق في عهد "داعش"
المسرحية عرضت نهاية مارس/آذار في مركز ثقافي في الموصل بمشاركة ممثلين، ويضع المخرج العراقيين أمام موضوعات مثل العداء للنساء.
اقتبس المخرج السويسري ميلو راو فكرة مسرحيته "أوريستي في الموصل" من المدينة العراقية إبان حكم تنظيم "داعش" الإرهابي من التراجيديا اليونانية "أوريستيا" التي ألفها إسخيلوس والتي تروي كيف أن تضحية الملك أجاممنون بابنته إيفيجينيا تسببت في سلسلة من جرائم القتل.
ويوجه المخرج دعوة إلى الحضور للتأمل بجرأة في العنف والحرب في مسرحية تدور أحداثها، في المدينة العراقية التي استعادتها القوات العراقية من تنظيم "داعش" الإرهابي بعد معارك طاحنة استمرت 9 أشهر.
ويقول ميلو راو إنه فكر في نقل تراجيديا إسخيلوس إلى شمال العراق الذي دمرته الحرب، وقد اختار في عام 2017 الموصل بعدما استعادت القوات العراقية المدينة، ويوضح: "الموصل مدينة قديمة أثرية وحديثة في الوقت نفسه، هذا التوتر أثار اهتمامي كثيرا".
وأرادت المسرحية ترسيخ المواقع الأثرية التي دمرها داعش الإرهابي مثل مسجد النوري الشهير، في الذاكرة، بمشاهد صوّرت على الأرض يرافقها سرد مؤثر لشهود مباشرين أو غير مباشرين على العظمة السابقة للمدينة، من خلال مشاهد مثل مشهد لعازف عود ومصور عراقيين يعددان المحظورات عندما كان تنظيم داعش الإرهابي مسيطرا على المدينة والأخطار التي كانا يتعرضان لها بسبب مهنتيهما.
وفي المسرحية التي عرضت نهاية مارس/آذار في مركز ثقافي في الموصل بمشاركة ممثلين، يضع المخرج أيضا العراقيين أمام موضوعات مثل العداء للنساء.
ويقول راو: "لم يتمكن العازفون الذين عملنا معهم من العزف علنا منذ عام 2003"، في إشارة إلى الغزو الأمريكي للعراق، وأعرب عن أسفه لعدم قدرة الفنانين العراقيين على المجيء إلى أوروبا للمشاركة في العروض بسبب عدم حصولهم على تأشيرات دخول.
ويستعير المخرج من الأحداث الحالية ذاكرا حادث غرق عبارة في نهر دجلة كان ركابها يحتفلون بعيد النوروز وعيد الأم، وقد مات في هذه الحادثة 100 شخص على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال، وتقول إحدى شخصيات المسرحية: "النساء لا يحسن السباحة لأن ذلك ممنوع عليهن".
يذكر أن المسرحية من إنتاج مسرح بوخوم بألمانيا ومسرح غان الذي يتولى راو إدارته الفنية، وستعرض المسرحية 10 مرات في بلجيكا حتى مطلع مايو/أيار، وتنتقل بعدها إلى النمسا وفرنسا وسويسرا.