وثائقي يكشف دعم تركيا لـ"داعش" في سوريا
الوثائق المدرجة التي يستند إليها الفيلم تؤكد دور ضباط المخابرات التركية في إعطاء تعليمات لعناصر داعش لتنفيذ عمليات إرهابية بسوريا
تكشف مؤسسة "إنسان فيلم" للأفلام الوثائقية عن دور تركيا في دعم الإرهاب بالمنطقة، عبر إنتاج فيلمها الوثائقي الثالث الذي تدور قصته حول علاقة أنقرة بتنظيمي القاعدة وداعش خلال الـ5 سنوات الماضية.
ويقول الصحفي المصري محمد فهمي، أحد مؤسسي "إنسان فيلم"، إن "الفيلم يكشف عن حقائق مروعة حول علاقة تركيا بالإرهابيين، وأشكال الدعم الذي قدمته الإدارة التركية لتنظيمي القاعدة وداعش على مدار أكثر من 5 سنوات"، مشيرا إلى أن الوثائق المستند إليها عبارة عن تسجيلات صوتية مسربة للمحادثات بين كبار ضباط المخابرات التركية وقادة بارزين داخل داعش.
وعن الحقائق التي يرصدها الفيلم الوثائقي أكد فهمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المكالمات الهاتفية المسربة بين المسلحين والضباط الأتراك تشير إلى أن عملية تهريب مسلحين داعش عبر الحدود التركية-السورية كانت تنقل ما بين 50-100 داعشي يوميا، ما يعني أن إجمالي عدد المسلحين الهاربين من وإلى تركيا تجاوز أكثر من 15 ألف مسلحا سنويا.
وأوضح فهمي أن الوثائق المدرجة ويستند إليها الفيلم تؤكد دور ضباط المخابرات التركية في إعطاء تعليمات لعناصر داعش والمسلحين المنضمين للتنظيم، للعبور عبر الحدود المشتركة مع سوريا للقيام بعمليات إرهابية، مع توضيح الطرق المتاحة للهرب من وإلى سوريا.
جبهة النصرة الإرهابية.. حليف أردوغان في سوريا
قيادي كردي لـ"بوابة العين": فلول داعش يد تركيا الخفية في عفرين
كما نوه الصحفي المصري محمد فهمي إلى أدلة أخرى تثبت دعم تركيا المباشر لداعش في سوريا، قائلا "هناك وثائق أخرى تثبت دعم تركيا للإرهاب، متمثلة في نقل جرحى تنظيم "داعش" من الأراضي السورية إلى تركيا للعلاج داخل مستشفياتها، إضافة إلى بقاء عائلات للتنظيم الإرهابي داخل أراضي أنقرة في ظل علم سلطات أردوغان".
وكشف عدد من الضباط الأتراك في مجال مكافحة الإرهاب وانشقوا عن الجيش التركي، عبر تسجيلات مصورة، أن أنقرة كانت المشتري الرئيسي للنفط المسروق من آبار سوريا، وقامت بدفع مبالغ مالية لعناصر داعش تقدر بنحو 3 ملايين دولار يوميا، إضافة لتقديمها أموالا للتنظيم الإرهابي لمساعدته في تصنيع القنابل والمتفجرات، وتسهيل عملية نقل الأسلحة عبر الحدود التركية-السورية باستخدام عشرات الشاحنات الناقلة التي وفرتها قطر، بحسب تصريحات فهمي.
ويسرد فهمي خطة عمل مؤسسة "إنسان فيلم" لجمع الأدلة بشأن العلاقة بين تركيا وداعش، والتي تتضمن مقابلات وتسجيلات مصورة مع الضابط الأتراك المنشقين عن الجيش، وقيادي سابق داخل تنظيم القاعدة، وداعشي شارك في تنفيذ عملية إرهابية داخل سوريا لصالح تركيا.
وشملت الخطة لقاء خبراء أمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب للحديث عن الأمور "الجيوسياسية" التي ترسم وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودعمه المباشر للإرهاب، متوقعا أن ينتهي العمل من الفيلم خلال أشهر قليلة، وبثه في البداية عبر قناة كندية، ثم إذاعته عبر شبكة تلفزيون عربية.
وأطلقت "إنسان فيلم" فيلمها الأول عن قضية إرهاب قطر الإلكتروني، وكشف عن مخطط الدوحة في اختراق 1200 بريد إلكتروني لشخصيات عامة حول العالم، بمؤتمر صحفي بالقاهرة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وقامت المؤسسة، خلال الفترة الماضية، بإنتاج فيلم "الإمارة" لكشف مخططات قطر في المنطقة، ووثائقي "التنظيم" الذي يتناول تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية في لندن.
وتعد "إنسان فيلم" منصة دولية مهتمة بإنتاج وصناعة الأفلام الوثائقية والتحقيقات الاستقصائية، التي تركز على القضايا السياسية والاجتماعية، بالتعاون مع منظمات غير حكومية وغير ربحية في كندا، لتعزيز قضايا حقوق الإنسان والمرأة واللاجئين في الشرق الأوسط والعالم.
وتأسست المنصة، خلال العام الماضي، لاختيار شباب وتدريبهم بهدف إنتاج أفلام وثائقية على أعلى مستوى وتسويقها لقنوات أجنبية وعربية، وتقديم 5 % من ربحها السنوي إلى منظمات الإغاثة والمؤسسات غير الحكومية وغير الربحية التي تتبنى قضايا حقوق الإنسان واللاجئين.