تنظيم الحمدين يلعب بنار التجنيس في "ما خفي أعظم"
"اللاعبون بالنار" حلقة كشفت استمرار لعب قطر بنار التجنيس عبر استقطابها سنة البحرين لتجنيسهم في محاولة لإحداث خلل في التركيبة السكانية
يوما بعد يوم تثبت الأيام حكمة دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر)، حين تنبهت لخطورة لعبة "التجنيس" التي تقوم بها قطر على أمن واستقرار المنطقة وضرب مفاهيم المواطنة والوطنية والولاء والانتماء.
- "ما خفي أعظم"بالجزيرة .. سقطات وفبركات وفشل ذريع
- بعد التصريحات البحرينية.. "العين الإخبارية" تسرد وقائع مؤامرات "الجزيرة"
الإثنين الماضي، ظهرت إحدى النتائج الخطيرة لما تقوم به قطر في ملف التجنيس على مرأى ومسمع من العالم، ضابط بحريني سابق جنسته قطر، شارك في مؤامرة ضد وطنه الأصلي، وخرج على شاشة "الجزيرة" في برنامج تزييف الحقائق "ما خفي أعظم" بشهادة مزورة في إطار حملة الحمدين التي تستهدف تشويه بلاده.
الحلقة التي حملت اسم "اللاعبون بالنار"، كشف استمرار قيام قطر باللعب بنار التجنيس، عبر استقطابها سنة البحرين دون الشيعة لتجنيسهم، في محاولة لإحداث خلل متعمد في التركيبة المجتمعية للبحرين.
الضابط المجنس
وكان برنامج قناة الجزيرة "ما خفي أعظم" بث شهادة الضابط البحريني السابق ياسر الجلاهمة الذي قدم على أنه قائد فض اعتصام اللؤلؤة في البحرين إبان أحداث 2011، دون الكشف عن أن قطر جنسته.
وزعم الجلاهمة، في شهادته، أن المتظاهرين لم يكونوا مسلحين كما أكدت وسائل الإعلام البحرينية الرسمية في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن "المتظاهرين كانوا عزل من الأسلحة ولم يقاوموا فض الاعتصام، والأسلحة التي ضبطت في الميدان دسها الأمن".
الغريب أن الضابط المزيف ذكر أنهم كرجال أمن ذهبوا مدججين بالسلاح والدبابات بل والطائرات التي كانت تدعمهم جوا لفض الاعتصام، ومع كل تلك الحشود لم يتسببوا في إسقاط أي ضحية من المتظاهرين، بل على العكس تم تسجيل حالتي دهس لرجلي شرطة من المتظاهرين، واعترافات تبرئ البحرين من جانب وتحاول إدانتها من جانب آخر في تناقض ليس بغريب على الشهادات المعدة مسبقا.
ونسف الجيش البحريني شهادة الجلاهمة وفضح مؤامرته مع قطر ضد بلاده، حيث كشف المتحدث باسم الجيش البحريني عن أن الضابط المزعوم الذي ظهر في برنامج "ما خفي أعظم" أدين بتهمة التجسس لصالح قطر وصادر ضده حكم بالإعدام وهارب من تنفيذه، وسبق الحكم عليه بالسجن 10 سنوات لهروبه من الجيش وفراره لقطر، وصدر بحقه مذكرة من الإنتربول الدولي لملاحقته قضائيا.
أثبت الجيش كذب الضابط بتأكيد أنه لم يكن أصلا من القوة التي شاركت في تفريق المتظاهرين من دوار اللؤلؤة، بحسب شهادته المزعومة، الأمر الذي يثبت بالدليل القاطع قيامه بالتعاون مع قطر لفبركة تلك الشهادة.
ولم تكشف الجزيرة في برنامجها عن أن الجلاهمة يحمل حاليا الجنسية القطرية، وأن اسمه كان من بين ١٢ عسكريا بحرينيا جنستهم قطر، حيث وردت أسماؤهم في وثيقة نشرت عام ٢٠١٧، تدين قطر بعدم الالتزام بما سبق أن تعهدت به في اتفاق الرياض عام 2013 واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، وهو ما يعني أن شهادته مشكوك في صحتها.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها خطر التجنيس، فإنها كانت إحدى المرات الأبرز التي يظهر فيها بشكل جليّ أثر التجنيس في هدم المواطنة بوصفها إحدى أبرز قواعد وأسس قيام الدولة الحديثة.
تجنيس قطر لسنة البحرين
ما قامت به الجزيرة أعاد تسليط الضوء على مؤامرات قطر المستمرة لتجنيس سنة البحرين، لإحداث خلل في التركيبة الاجتماعية بالمملكة.
وسبق أن كشف وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في لقاء سابق، أن أبناء البحرين يتم إغراؤهم بالجنسية القطرية بحجة أن لهم انتماء عائلياً هناك، متهماً قطر بالتعامل مع الموضوع على أساس مذهبي، إذ تفتح أبوابها لسنة البحرين دون الشيعة.
أيضا أضحت قطر بوابة لتجنيس المعارضين نكاية في دولهم والإرهابيين لتوفير مأوى لهم يكون منطلقا لهم للإضرار ببلادهم.
كل ذلك تنبهت له الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، منذ عام ٢٠١٣، لذلك تم التوقيع على اتفاقية الرياض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 التي أقر فيها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر وعدم إيواء أو تجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته.
وعدم دعم الإخوان أو أي من المنظمات أو الأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول مجلس التعاون عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي.
ونتيجة عدم التزام الدوحة بالاتفاق حدثت أزمة قطر الأولى في 5 مارس/آذار 2014 بإعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة، وانتهت الأزمة في الـ16 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بتوقيعها اتفاقاً جديداً في اليوم نفسه، وتعهدها بالالتزام بكلا الاتفاقين (اتفاق الرياض 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 واتفاق الرياض التكميلي 16 نوفمبر ٢٠١٤).
أيضا كان عدم التزام قطر بكلا الاتفاقين أحد أبرز أسباب أزمتها الثانية بإعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها الدوحة منذ ٥ يونيو/حزيران ٢٠١٧ لدعمها الإرهاب.
التجنيس وقطر.. تاريخ أسود
لقطر تاريخ أسود في ملف التجنيس، فقد قامت خلال السنوات الماضية بمنح جنسيتها لعناصر إرهابية لجأت للدوحة واستخدمتهم للتخطيط وتنفيذ عمليات في الدول العربية.
ولعل الوجود القوي لقيادات التنظيم الإخواني، داخل الدوحة، وحصول بعضهم على الجنسية القطرية وعلى رأسهم المصري الأصل يوسف القرضاوي الذي تستخدمه الدوحة للهجوم على الدول العربية، كشف عن لعبة الدوحة وتنظيم "الحمدين" للإضرار بالمنطقة العربية.
أيضا ارتبط اسم الإرهابي عبدالعزيز المقرن بقطر، بعدما كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، عن منح الدوحة جواز سفر قطريا للمقرن، مكنه من دخول السعودية، حيث خطط لتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية.
وتزعّم المقرن تنظيم القاعدة في السعودية لمدة ثلاثة أشهر، كانت الأكثر دموية في تاريخها.
أيضا ليس ببعيد عن هذا الجانب ما يقوم به العاملون في قناة الجزيرة وإعلام قطر ضد دولهم تحت إغراء المال أو الانتماء الأيديولوجي، الذي يستميت بعضهم في الهجوم على بلاده وتشويه صورتها كقربان لتنظيم الحمدين في سبيل حصوله على الجنسية، التي باتت هدية جاهزة لخونة أوطانهم لصالح أهداف التنظيم.
ومخاطر ملف التجنيس مزدوجة فكما تسهم في تغيير التركيبة الديموغرافية في الدول التي تستهدفه الحمدين، فإنها تؤثر في قطر، بما يشكله ذلك من خطر كبير على عادات وقيم وتقاليد وأخلاقيات المجتمعين لصالح تنظيم الحمدين.
ويخلق هذا طبقة جديدة من المجنسين تدين لتنظيم الحمدين بالولاء يمكن توظيفها لمصالح النظام، كما حدث مع الجلاهمة، وتدمير مفهوم المواطنة أحد أبرز أسس وقواعد الدولة الحديثة ونشر ثقافة بيع وشراء الولاء والانتماء بالمال بما يشكل ذلك خطورة على الهوية الوطنية.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز