7700 مهاجر ضحايا العنف داخل مراكز الإيواء في ليبيا
يتعرض اللاجئون والمهاجرون غير الشرعيين في ليبيا لمعاملة قاسية واعتداءات داخل مراكز الإيواء في المنطقة الخاضعة لسيطرة المليشيات المسلحة.
وقد تصل تلك الاعتداءات إلى حد التعذيب والإهانة والضرب والاغتصاب وغير ذلك من الانتهاكات على أيدي الجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية.
حيث أكدت المنظمة الدولية للهجرة في تغريدة عبر حسابها الرسمي على "تويتر" الأربعاء، أن حوالي "7742 مهاجرًا جرى اعتراضهم في البحر وإعادتهم إلى ليبيا منذ مطلع العام الجاري وحتى مايو الماضي، وغالبًا ما يكون العديد منهم ضحايا للعنف وسوء المعاملة"، حسب قولها.
انتهاكات في مراكز الإيواء
الباحث السياسي إدريس أحميدة أكد أنه تم تسجيل انتهاكات واعتداءات جسيمة بحق المهاجرين داخل مراكز الإيواء في ليبيا، بالإضافة لضعف الخدمات المقدمة للموجودين في هذه المراكز كالخدمات الصحية والإعاشة والنظافة وغيرها من الاحتياجات اللازمة.
وأوضح أن عملية توطين المهاجرين غير الشرعين في ليبيا داخل مراكز الإيواء غير المجهزة والتي تسيطر عليها المليشيات المسلحة والعصابات الإجرامية، هي جريمة تشارك فيها منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، فالدولة الليبية ضعيفة في إدارة هذا الملف منفردة.
وأضاف إحميدة أن موقع ليبيا الاستراتيجي بسواحلها الطويلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، يجعل منها الممر الآمن للمهاجرين غير الشرعيين للوصول إلى أوروبا، خاصة مع انتشار السلاح وعدم السيطرة بشكل كامل من قبل السلطات على الحدود الجنوبية لليبيا مع الدول الأفريقية التي تشهد نزاعات مسلحة ومجاعات تدفع مواطنيها للهجرة عبر الصحراء قاصدين الدول الأوروبية.
وقد أكد تقرير نشرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة العام الماضي: "أنه غالبا ما ينتهي الأمر بالمهاجرين واللاجئين الذين تم إنزالهم في ليبيا في ظروف مروعة حيث قد يتعرضون لسوء المعاملة والابتزاز، وأضافت: "ويختفي آخرون، ولا يُعرف مصيرهم، مما يثير مخاوف ربما من توجيه البعض إلى شبكات الاتجار بالبشر".
مطالبات حقوقية
من جانبه، طالب الناشط الحقوقي إسلام الورفلي: "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى ضرورة وضع حد للاحتجاز التعسفي للمهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء في ليبيا، وذلك من خلال تقديم الجهات المسؤولة عن الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرين للعدالة، والعمل بشكل سريع لإيجاد بدائل عملية لمنع إعادة المهاجرين الي ليبيا أو توطينهم داخلها".
وأوضح الورفلي أن عدة مدن ليبية منها طرابلس، والخمس، وجنزور تشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الجنسيات الأفريقية الموجودة داخلها، والتي تنتشر على الطرقات الرئيسة بهذه المدن، أو تجدها مجتمعة في بيوت من ورق تحت الجسور.
ورغم ما تم تسجيله من اعتداءات وانتهاكات يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين بشكل يومي في مراكز الإيواء من قبل المليشيات المسلحة المنضوية في المؤسسات الأمنية أو العسكرية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، تظل الحكومات المتعاقبة عاجزة على محاسبة المعتدين أو تقديمهم للعدالة، لعدم قدرتها على إدارة هذا الملف الذي يزعزع أمن البلاد والمنطقة العربية والأوروبية حسب محللين.
يذكر أن المنظمة الدولية للهجرة أكدت خلال تقرير نشرته عبر حسابها الرسمي على "تويتر" الأربعاء الماضي، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر من الشواطئ الليبية بلغ حوالي 10.932 مهاجرا منذ يناير/ كانون الثاني حتى مايو/ أيار من العام الجاري.