من ثوابت السعودية وعلى مر التاريخ أنها لا تمنع أحداً من قصد البيت الحرام سواء للحج أو العمرة مهما كان موقفه السياسي أو توجهه المذهبي
من ثوابت المملكة العربية السعودية، وعلى مر التاريخ، أنها لا تمنع أحداً من قصد البيت الحرام سواء للحج أو العمرة، مهما كان موقفه السياسي أو توجهه المذهبي، ودائماً يكون موقفها حازماً تجاه كل من يحاول أن يجعل من الحج منبراً تتصارع فيه الأفكار والأحزاب والطوائف، مما حفظ للشعيرة طمأنينتها وللأمة وحدتها. كان آخرها موقف المملكة تجاه محاولة النظام القطري تسييس الحج ومنع مواطني قطر من الحج، معلّلا ذلك بأعذار هشّة وغير متماسكة، فما كان من حكومة خادم الحرمين الشريفين إلا أن قدمت تسهيلات غير مسبوقة للحجاج القطريين، منها الوصول للمشاعر المقدسة دون المسار الإلكتروني (دون تصاريح)، كما أنهم يحلّون ضيوفاً على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، مما جعل النظام القطري يبدو محرجاً أكثر من أي وقت مضى في ملف (حج مواطنيه)، ولتسقط كل مزاعم الدوحة بمنع الحجاج القطريين من الحج، كما أن قبول وساطة قطرية بحجم الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني كان فيه حفظ لمكانة الشعب القطري، وتأكيد على قيم الروابط الأخوية والاجتماعية التي تتجاوز السياسة في علاقات شعوب الخليج.
إلى أي مدى وصل نظام الحمدين من الانحدار في قراراته التي تسلطت على المواطن القطري المغلوب على أمره، فهذا النظام جنح بخططه وسياساته بعيداً عن المواطن القطري واختياراته الموضوعية التي يفرضها انتماؤه إلى فضائه الخليجي وأسرته العربية والإسلامية
أمر مؤسف جداً أن يحول النظام القطري بين المواطنين وقدومهم إلى الأماكن المقدسة، برغم كل الإيضاحات والتطمينات والتسهيلات. ذلك يُظهر جلياً حجم التخبط في السياسة القطرية، وإلى أي مدى وصل نظام الحمدين من الانحدار في قراراته التي تسلطت على المواطن القطري المغلوب على أمره، فهذا النظام جنح بخططه وسياساته بعيداً عن المواطن القطري واختياراته الموضوعية، التي يفرضها انتماؤه إلى فضائه الخليجي وأسرته العربية والإسلامية.
إن السياسة التي ينتهجها النظام القطري لا يمكن اعتبارها إفرازاً لمنظومة القيم التي عُرفت عن الشعب القطري الشقيق، الذي جبلت شخصيته على الوفاء والكرم وعزة النفس، وقلوب تهفو دائماً شوقاً إلى الوحدة والإخاء وصلة الأرحام. لذلك فإن أهلنا في قطر تعاملوا مع تلك السياسة بامتعاض ورفض شديدين باعتبارها انقلاباً على مبادئهم وقيمهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة