وأنا أرى ترامي حكومة قطر على عتبات طهران والذي كان آخره إعادة السفير القطري لإيران وما صاحبها من تبريرات متشنجة
وأنا أرى ترامي حكومة قطر على عتبات طهران والذي كان آخره إعادة السفير القطري لإيران وما صاحبها من تبريرات متشنجة تشي بأن الحكومة تعرف بأنها ترتكب «سواد ويه» غير مسبوق بكشف موقفها السياسي المناقض لشقيقاتها الخليجيات تماماً وعلى الملأ ودون حياء، أتذكر مقولة إريك هوفر: «من يعضّون اليد التي تطعمهم عادةً ما يلعقون الحذاء الذي يركلهم»، نعم، الخونة لا يعرفون قيمة الوفاء ولا يقدّرون إكرامَ خِيار الناس لهم لأنهم لا يعرفون الكرامة في داخلهم أصلاً، لذا لا يجدون غضاضة في تقبيل أحذية الملالي مُلّا مُلّا نكايةً في ظنّهم بأشقائهم العرب الذين كشفوا تآمرهم.
هذه الأيام أصاب إعلامهم الذي لا يملكون سواه مِن قوة سُعار عجيب في التهجّم على السعودية والإمارات تحديداً بعبارات يندى لها الجبين وبتلفيق أكاذيب و«تلقيم» الضيوف الذين يستضيفونهم عبر الأقمار الصناعية كلاماً لم يقولوه ومقاطعة كل من يرفض ذلك التلاعب والاستدراج الرخيص، ولم يستحوا من شعبهم على الأقل وهم يخلعون قناع الحِمل الوديع عن وجه الضبع الغادر الذي يُخفون من خلال اعترافهم بأدوارهم في زعزعة أمن البحرين وتوافقهم مع جمعية الوفاق وموقفهم الممالئ للحوثيين في اليمن واتهام دول التحالف العربي بارتكاب مذابح للمدنيين، في الوقت نفسه الذي أصبح الإعلام ذاته يتغنّى بمستقبل العلاقات مع إيران وبقدرة قادر أصبحت الإشارة حالياً لسفاح سوريا بشار الأسد بـ«الرئيس السوري»!
لا نُحَمِّل الشعب القطري الشقيق خطايا ونزق حكومته، ولكن يتملكنا العجب من أولئك الذين ركبوا الموجة مِن غير مرتزقة الإعلام والباحثين عن «الشرهات» وبدأوا في مهاجمة إخوانهم أهل الخليج وكذّبوا أعينهم وتَبِعوا تلاعب ساستهم بالكلمات ومحاولة قلب الأمور بادّعاء المظلومية
لا نُحَمِّل الشعب القطري الشقيق خطايا ونزق حكومته، ولكن يتملكنا العجب من أولئك الذين ركبوا الموجة مِن غير مرتزقة الإعلام والباحثين عن «الشرهات» وبدأوا في مهاجمة إخوانهم أهل الخليج وكذّبوا أعينهم وتَبِعوا تلاعب ساستهم بالكلمات ومحاولة قلب الأمور بادّعاء المظلومية، هؤلاء لا يُعذَرون حتى وإن كان شعارهم الولاء للوطن، فالولاءات لا تصح إن كانت على حساب تدمير آخرين وتخريب أوطانهم وتمزيق بلادهم وتشتيت أُسَرِهم، الولاء أن تُحب وطنك وتدافع عنه عمّن يريد المساس به وليس أن تقف مع حكومة مارقة عاثت في بلاد الآخرين خراباً وأهدرت المليارات من أموال ذاك «الوطن» في دعم الجماعات الإرهابية لتمكين الغرب من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقية سايكس بيكو، الولاء أن تحمي حياض وطنك من العابثين به وليس العبث بأوطان إخوانك مِن حولك وتريد منهم فوق ذاك أن لا يعترضوا!
ليس من الولاء للوطن في شيء يا أحبتنا يا شعب قطر وأنتم لا تأخذون على يد الظالم، ذاك أمر نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، فلما استغرب الصحابة الكرام عن نصر الظالم أتاهم الجواب بأن «يأخذوا على يده»، تلك هي وسيلة الولاء للوطن عندما تكون لديك عقليات تتحكّم في مقدراته بطريقة تخريبية وعندما لا يكون لأفراد هذا النظام الحاكم مِن همٍ سوى الإساءة لمن حولهم والتمادي في التآمر عليهم وجلب سَقَط المتاع ومتسكعي الشوارع من مرتزقة إجوارد رود وبائعي الذمم ليشتموا ليل نهار أشقاءهم الخليجيين الذين صبروا عليهم حتى انتحر الصبر ذاته!
إن الوقوف مع الوطن لا يعني أن تقف معه عندما يكون ظالماً معتدياً ملوثة أياديه بدماء الأبرياء لمجرد أنّ أولئك المجرمين يحكمون بلادك وأنت معها في السرّاء والضراء، هذا ليس مقام «الضرّاء» هنا إطلاقاً، فهي تعني أن يكون بلدك هو المظلوم لا أن يكون هو الظالم المخرّب، فإن وقفت معه في ظُلمه فأنت لا تعدو أن تكون شريكاً في أفاعيله وتحمل في رقبتك باختيارك إثم دماء المسلمين البريئة التي سالت بأفاعيل هذه الحكومة المخادعة التي لم تترك عهداً إلا وأعطته ثم نقضته، أذكّرك أيها المواطن القطري الشقيق الكريم لعلّك تثوب إلى رُشدِك ولا تُجَرَّ لمستنقعٍ أنت مِنه في حِلٍّ ما دمت لم تخض فيه، بما قاله مونتسكيو في هذه النقطة: «لو أنني اكتشفتُ شيئاً سيفيد بلدي لكنه سيضر العالم فسأخفيه، لأنني فرنسي بالصدفة لكنني إنسانٌ بالضرورة»، الإنسانية هي مرتكز الاختيار عنده، ونحن فوق ذلك بيننا الدم والدين واللغة والمصير المشترك، فهل ما زلت ناوياً للوقوف عند من خان إخوانه وغدر بهم وما زال، إن لم تقدر على ردعه فعلى الأقل لا تقف معه حتى يكون لديك أمام الله عُذر!
لا يأخذك الحماس الأعمى لصراخ شعراءَ بوطنيات في غير محلّها، كثير من هؤلاء الشعراء لا يبحثون إلا عن «شرهة»، فالوطن لديهم لا يعدو أن يكون وسيلة للتكسّب منها لا أكثر، ولا تحصر فكرك في قناة حكومة بلادك فهي تجتهد أن لا تعرف الحقيقة وتحاول مستميتة أن تضع على عينيك غشاوة أن الآخرين يكذبون وأنهم يستهدفون بلادك غيرةً منها وأنهم ساقطو الموثوقية، هم يعلمون أنك لو استمعت لإعلام أشقائك فسترى فضائح وفظائع هذه الحكومة وستتأكد أن كل ما قيل عنها صحيح وأن أصحاب «الكرافتات» الذين يملأون الفضاء عويلاً وهجوماً وشتماً لدول الخليج مأجورون ولاهثون لاستغفالك ثقةً منهم بأنك أقل مِن أن تقاوم بلاغياتهم وتلاعبهم بالمصطلحات، لو منحت نفسك فرصة أن تستمع فعلاً للرأي الآخر فحينها ستفهم حجم المؤامرة التي بدأتها حكومة الحمدين وصبر عليها إخوانك في الخليج لأكثر من 20 عاماً قبل أن يصل الصبر لمرحلته الأخيرة، هنا تأكد بأن الكرة الأرضية بأكملها لن تسعك لتتوارى خجلاً مما صنعوا في حق أهلك وإخوتك!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة