كانت ألمانيا أول وآخر دولة يزورها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لم تكن زيارة عابرة،
كانت ألمانيا أول وآخر دولة يزورها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لم تكن زيارة عابرة، كانت رسالة أن الليبرالية الحديثة -في شكلها المتطرف- والتي يمثلها أوباما، جعلت من ألمانيا طوال ثمان سنوات نقطة ارتكاز لمشاريعها في أوروبا والعالم.
ألمانيا ذات العرق الآري، كانت هي الباب الخلفي لحكومة طهران الآرية هي أيضا، وأدت دورا مهما في تحقيق التقارب الإيراني الأمريكي، على خلفية الاتفاق النووي «سيئ الذكر».
بعد خروج أوباما من البيت الأبيض، أضحى له أيتام يندبون «غيبته»، نفس الأيتام كانوا يتهكمون بنظرة استعلائية على ثقافة القائد الملهم، والمظفر المهيب، وهاهم اليوم يقعون في نفس الفخ، يعيشون على ذكرى ثمان سنوات، يرونها مثمرة لهم، إلا أن الكثير غيرهم يؤمنون أنها سيئة النتائج.
على رأس الأيتام في العالم الغربي تقف ألمانيا، ومنظمات اليسار والشاذين والشاذات، وفي الشرق الأوسط إيران، وقلة من المنظمات المدنية، التي تلقت الهبات لإحداث الفوضى في بلدانها.
لقد وجدت إيران، وبقية جماعات الإسلام السياسي في الإدارة السابقة حضنها الدافئ، وهي من حاول تمكينها من رقاب الشعوب، وتولت صد الهجمات عليها، بل وحتى التخفيف من نتائج أعمالها الإرهابية، إن قامت بها مباشرة، أو إحدى الجماعات المحسوبة عليها.
محبو أوباما يتغنون به، كونه متحدثا جيدا، وصاحب لغة خطابية جميلة -وهذا لا شك فيه- فهو أستاذ جامعي من طراز رفيع، لكنهم لا يحاكمونه كسياسي فاشل، وصل عدد القتلى والمشردين واللاجئين في منطقة الشرق الأوسط، بسبب اندفاعه وراء مشروع الفوضى الخلاقة، لأكثر من خمسين مليون إنسان موزعين بين العراق وسوريا وليبيا وتونس.
إيمان أوباما بالمثاليات المتطرفة، أعماه عن حقائق السياسة والتاريخ، وطبيعة الشعوب، وهي من أوصلت المثليين للحصول على حق الزواج، والاعتراف بهم، وفرض قوانين تحميهم من التمييز، وإدخالهم للجيش في بلده، الأمر الذي دفع الكثير للبحث عن بديل له ولنظريته.
الإسلامويون الأيتام، عندما علقوا على مراسم تنصيب «ترمب»، وجدوها فرصة لبث مزيد من الكراهية، فالمراسم الدينية نفسها، أقيمت لأوباما ولغيره من الرؤساء السابقين، وهي تقاليد وضعت منذ عهد الآباء المؤسسين لأمريكا، لكنها كانت مقبولة من أوباما مكروهة من غيره.
اليوم هناك من يتمنى نهاية الإمبراطورية الأمريكية بسبب الإدارة الأمريكية الجديدة التي لا تتقاطع مع مشاريعهم، وفي أحلامهم يتمنون بناء إمبراطوريتهم الحزبية.
الإمبراطوريات، لا تبنى بالأمنيات، وبث الكراهية والعنصرية والطائفية والاستئصال والتطرف والغلو، بل بالعمل والتفوق والازدهار الاقتصادي والحقوقي والإنساني، وتكثيف التسامح والمساواة، والإعلاء من قيم الحريات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة