تكييف ذكي وممرات مظللة.. حيل إكسبو أوساكا لإنقاذ الزوار من موجة الحر

طرأت تغييرات على مساحة معرض إكسبو أوساكا الواسعة في الأسابيع الأخيرة.
حيث تنتشر الخيام الآن في المنطقة المفتوحة الواسعة أمام الجناحين الفرنسي والأمريكي، حيث يتجمع الضيوف في صفوف طويلة تحتها، باحثين عن قسط من الراحة من حرارة الشمس الحارقة.
وتنفث المراوح هواءً باردا كالثلج على المارة، مما يشجع الكثيرين على البقاء لفترة أطول للاسترخاء التام.
وتجذب الحافلات المكيفة المتوقفة، والمُجهزة كمحطات تبريد، عشرات الركاب المنهكين من الحر في وقت واحد.
ويدور موضوع معرض أوساكا حول "تصميم مجتمع مستقبلي لحياتنا"، ولكن مع تفاقم موجات الحر الشديدة المتزايدة في جميع أنحاء العالم وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في اليابان، كان أحد أكبر تحديات المعرض هو تصميم موقع يتناسب مع الحاضر.
وقال هيرويوكي إيشيغي، الأمين العام لمعرض أوساكا، خلال مؤتمر صحفي: "تشهد العديد من الأيام حرا شديدا، وعلينا السيطرة على الحوادث وحالات ضربات الشمس".
وتعد التحسينات المتنوعة للبنية التحتية دليلا على أن منظمي المعرض أخذوا هذا التحدي على محمل الجد، وحتى الآن، لم تسجل أي زيادة كبيرة في حالات ضربات الشمس.
ومع ذلك، من المنطقي التساؤل عما يتطلبه تنظيم فعالية آمنة في عالم أشد حرارة من هذا، أو عما إذا كانت الفعاليات الخارجية التي تقام في الصيف، أمرا من المتوقع استمراره في المستقبل.
التحدي
وليس معرض إكسبو وحده هو من يكافح لضمان تجربة آمنة ومريحة للضيوف رغم الحر الشديد في اليابان حاليا.
فقد أضافت يونيفرسال ستوديوز اليابان المجاورة عنصرا مائيا إلى خدماتها في محاولة لتبريد الضيوف، بينما زود بعض أفراد الطاقم بمراوح ترش رذاذا وحلوى مغذية للصوديوم لتقديمها للزوار.
وفي غضون ذلك، أدرجت أيضا مدينة ملاهي ديزني لاند طوكيو تدابير مقاومة للحرارة في إحدى أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية.
وقامت الحديقة بزيادة تدفق المياه في لعبة Splash Mountain، مما أضاف بعض القوة إلى الرذاذ الذي يغرق عادة كل من هم على متن اللعبة والمشاهدين بالقرب منها.
لكن معرض إكسبو في الوقت نفسه، يواجه تحديات فريدة مقارنة بتلك المتنزهات الضخمة.
أولا، أثبت المعرض شعبيته، حيث تجاوز عدد زواره 15 مليون زائر في 6 أغسطس/آب الجاري، بعد أقل من أربعة أشهر من افتتاحه، مقارنةً بـ 16 مليون زائر استقطبتهم حديقة يو إس جيه، أكثر منتزهات الملاهي زيارة في البلاد، طوال عام 2023.
وزيادة عدد الزوار تعني تنافسا أكبر على أماكن الاسترخاء، وزيادة احتمالية الإصابة بضربة شمس.
وقال يوري هوسوكاوا، الأستاذ المشارك في كلية علوم الرياضة بجامعة واسيدا والخبير في ضربات الشمس: "عندما يتعلق الأمر بهذه الفعاليات الجماعية في الهواء الطلق المفتوحة للجميع، يكون الأمر صعبا للغاية لأنه لا يمكن تحديد من لديه عوامل خطر، ومن لديه أمراض كامنة، ويجذب المعرض فئات مختلفة من الناس، ويكاد يكون من المستحيل على المنظم التمييز بدقة بين المعرضين للخطر وغير المعرضين، وأفضل طريقة للتعامل مع الأمر هي افتراض أن الجميع معرضون للخطر".
الاستعداد المبكر
وبحلول شهر يونيو/حزيران، كان المنظمون قد نصبوا 300 مظلة كبيرة حول الموقع لتوفير المزيد من الظل، بالإضافة إلى 30 مروحة رذاذ، و60 مكيف هواء مركزي، وحافلات متعددة لتكون بمثابة محطات تبريد إضافية.
كما بدأ الموظفون بتوزيع المظلات على المنتظرين عند مدخل البوابة الشرقية المعرض للشمس، حيث تتسبب الحشود الكبيرة في ازدحامات يومية عند نقاط التفتيش الأمنية ونقاط بيع التذاكر.
كما وضعت العديد من الأجنحة تدابيرها الخاصة، بينما تفتخر شركة دايكن العملاقة لتكييف الهواء بأحد أكثر حلول التبريد ابتكارا - وهي منطقة استراحة مستوحاة من غرف تخزين الثلج التقليدية، عبارة عن أكواخ.
ويتسع الكوخ الواحد منها، الذي تبلغ مساحته 70 مترا مربعا، لحوالي 30 شخصًا، ويعتمد على الجليد المُولد خلال ساعات الكهرباء الليلية للحفاظ على برودة المبنى خلال النهار.
ويعمل الكوخ بالطاقة الشمسية، ويمكن للزوار رؤية الجليد الذي يحافظ على برودة المحيط الداخلي، مما يضفي عليها لمسة منعشة بصريا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز