هذه الدولة تنافس فرنسا كأكثر الوجهات جذبا للسياح.. رقم مذهل لعدد الزائرين
تمتلك فرنسا كل شيء لتكون الوجهة السياحية الأبرز في العالم، بما في ذلك التاريخ والشواطئ الجميلة والجبال الرائعة والريف المثالي.
هذه العوامل المميزة، وضعت فرنسا على قمة وجهات العالم الأكثر جذبًا للسياح خلال السنوات الماضية.
ومع ذلك، يبدو أن باريس تواجه منافسة قوية من جارتها إسبانيا التي تقترب من الإطاحة بموطن برج إيفل، لتحل محلها كأكثر الوجهات جذبًا للسياح سنويًا.
ووفق مجلة "تايم أوت" المختصة بأخبار السياحة، كشف تقرير جديد أجرته Google وDeloitte بعنوان "NextGen Travellers and Destinations"، عن أنه من المتوقع أن تستقبل إسبانيا عددًا مذهلاً من الزوار يبلغ 110 ملايين زائر سنويًا بحلول عام 2040.
وإذا صدقت توقعات هذا التقرير، فإن ذلك يعني زيادة كبيرة بنسبة 24% لزوار إسبانيا من السياح، مقارنًة بأعداد الزوار لعام 2023، والتي بلغت حوالي 84 مليونًا.
وأوضحت "تايم أوت"، أن الأمور آخذة في الارتفاع بالفعل بالنسبة لمعدل الزيارات السنوية لإسبانيا، وفي مارس/آذار من هذا العام، قام 6.3 مليون سائح دولي بزيارة إسبانيا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21% عن عام 2023، وفقًا لمعهد الإحصاء الوطني.
كما تم كسر الرقم القياسي للإنفاق السياحي في تلك الفترة، حيث ارتفع إلى 8.65 مليار يورو بما يعادل 7.3 مليار جنيه استرليني، بزيادة قدرها 29.7%.
وعزز من ازدهار النشاط السياحي في إسبانيا مؤخرًا، أنها تفتخر بمتوسط 300 يوم مشمس سنويًا، مع درجات حرارة في الصيف تصل إلى منتصف الثلاثينيات بحد أقصى، ما يمنح زوارها مناخًا معتدلًا، مع وجود الكثير من الأيام المشمسة في الشتاء أيضًا.
في الوقت نفسه، تسعى إسبانيا للموازنة بين الإقبال السياحي الكبير، وضمان بقاء مدنها أماكن صالحة للعيش، من خلال تطبيقها لقوانين مثل حظر تأجير المنازل للعطلات في برشلونة والقيود المفروضة في مدريد، مع وجود استثمارات ضخمة يتم ضخها في البنية التحتية السياحية.
أيضًا تسعى إسبانيا لمزيد من سياحة الاستدامة، عبر عدد من المشروعات السياحية، من افتتاح المزيد من متاجر الهدايا التذكارية المستدامة إلى إمكانية إنشاء قطار سريع على طول "كوستا ديل سول"، لتعزيز سبل السفر بوسائل أكثر صداقة للبيئة.
مزيد من التضييق على السياح المدخنين
ضمن مسعاها لتوفير بيئة سياحية نظيفة، كان من ضمن الإجراءات التي اتخذتها إسبانيا أيضًا، ووضعتها على الطريق الصحيح لأن تصبح الوجهة الأكثر جذبًا للسياح في العالم، فرضها لمزيد من الحظر على الأماكن العامة التي يُتاح بها التدخين.
وقررت الحكومة الإسبانية توسيع نطاق الأماكن التي يُحظر فيها التدخين وفرض زيادة كبيرة في الضرائب على منتجات التبغ، بالإضافة إلى معاملة السجائر الإلكترونية مثل السجائر التقليدية، كجزء من التدابير "الرادعة" المدرجة في خطة البلاد الجديدة لمكافحة التدخين.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الخطة على السياح الذين يزورون البلاد، حيث سيجدون مساحات أقل متاحة للتدخين.
وأكدت وزيرة الصحة مونيكا جارسيا، العضو في حزب سومار اليساري والشريك الأصغر في حزب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أن الخطة الشاملة للوقاية من التدخين ومكافحته للفترة 2024-2027 تتضمن خمسة أهداف رئيسية.
وتشمل هذه الأهداف، منع التدخين، تشجيع الإقلاع عن التدخين وتقديم الدعم للمساعدة على التوقف، الحد من التعرض البيئي لانبعاثات التبغ والمنتجات ذات الصلة في الأماكن العامة والخاصة، تعزيز البحوث التطبيقية والرصد في مجال مكافحة التبغ، وتعزيز التنسيق وإنشاء تحالفات لمكافحة التبغ.
وأوضحت الوزيرة أن الخطة أصبحت واقعًا وهذا الإنجاز يشكل مصدر فخر وطنيًا.
خطوات دعم الاستدامة في قطاع السفر
وتعمل الآن شركات السفر على توجه عام، سياحة أكثر استدامة، تنادي به خطوط الطيران حول العالم للحد من الانبعاثات.
ولتحقيق هذا التوجه، ساهمت العديد من الدول بتطبيق سياسات جديدة على الرحلات الجوية، وأبرزها الحد من الرحلات قصيرة المدى.
وتشير مجلة "تايم أوت" إلى أن تقليل عدد الرحلات الجوية يعد أحد أكثر التغييرات الفعّالة التي يمكن أن يقوم بها المسافرون للحد من الانبعاثات.
قريبًا، ستتبع إسبانيا نفس النهج الذي تبنته فرنسا في حظر الرحلات الجوية القصيرة، في محاولة للحد من الانبعاثات التي تطلقها البلاد.
وكشفت دراسة جديدة صادرة عن مؤسسة"Ecoologists en Acción"، عن أن القضاء على الرحلات الجوية القصيرة واستبدالها برحلات القطار لمدة تصل إلى أربع ساعات على الأقل، يمكن أن يوفر 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون بمعدل سنوي.
لهذا السبب، أبدت عدة دول أوروبية رغبة في تطبيق قانون يحظر هذه الرحلات.
وكانت الريادة لفرنسا، والآن تتجه إسبانيا لاستبدال المسارات الجوية القصيرة بالقطارات، مما يمكن أن يقلل من انبعاثات الطيران المحلي بنسبة تصل إلى 10%.
وبحسب "يورونيوز"، سيُطبق الحظر بعد موافقة الحكومة الائتلافية عليه في إسبانيا. ولكن لن يقتصر الأمر على الرحلات الجوية القصيرة فقط، بل يمكن أيضًا تطبيق السياسة نفسها على رحلات الطائرات الخاصة وحظر استخدام منتجات مثل الكيروسين كوقود للطيران.