تواصل السعودية حربها الضروس ضد الإرهاب، قاطعة أطرافه الحركية في الموعد المناسب. حكايتها مع هذا الخطر العالمي حكاية صارمة جداً
تواصل السعودية حربها الضروس ضد الإرهاب، قاطعة أطرافه الحركية في الموعد المناسب. حكايتها مع هذا الخطر العالمي حكاية صارمة جداً، إذ إن الرياض واجهته بقوة وتعاملت بحس رفيــع المستوى وقدرات غير عادية ورصيد مدهش من النجاح. الــضربات الاستباقية اللافتة حقاً والنتائج المفرحة التي حقـــقها الأمن السعودي في مواجهة الفئة الضالة والنتائج المتلاحقة في قهر الخيانة وأهلها وتنظيمات التخريب الساقطة، خير معين عندما نتحدث عن ترسانة أمن متين.
الإرهاب غابة متوحشة لا يسكنها إلا من سخّر نفسه بغباء للمدمنين والمتنفسين على نشاطات التفخيخ والإدخال والإخراج من منطقة صراع إلى منطقة صراع أخرى. نحن مؤمنون بأن الإرهاب بلا وطن، لكننا هدف رئيس له، فمجمل الخطط ورسومات الظلام تضع السعودية عنواناً عريضاً في رأس القائمة التي يستهدفها وحل الإرهاب وستظل مكافحته بلا نقطة نهاية على المدى القريب، فالأخطار تأتي من جبهات متنوعة متوزعة ومناطق الصراع والصراخ تصرخ دوماً بهل من مزيد؟ وبيننا من يطير مع أي صيحة لأن عاطفته تتحرك مع أقل مقدار من الطبول وتنطلي عليه الحيل ومشاريع غسل الدماغ ومسرحيات الحروب بالنيابة. الإرهابيون ضحايا «شذوذ فكري» وهذا الشذوذ دخلنا معه وسندخل في تحدٍّ هائل لا بد من الاعتراف به ومواجهته وتعرية من لا يواجهه، الجماعات المتطرفة بلا جهة إقامة ولا وجهة ثابتة. تظل الأسئلة المتورمة تتحدث عمن كان وراءهم بالضبط في بدايات الانحراف؟ ومن عبث بعقولهم في فترة وجيزة؟ من هم أساتذتهم وملهموهم ومشجعوهم على التحول في السلوك من مراهقين مؤذين إلى قتلة مأجورين وهواة للتفخيخ وصناعة العبوات الناسفة؟ هناك أسماء يجب أن تظهر وتلاحق وتكشف، فبيننا من يصحو لينظر بجمل الخداع والمراوغة وهو يمسي على شحذ التمويل واستمالة الصـــغار وخداع الناشئة. لم تعد الكلمات المطاطية كافية للتعبير عن شاذ لا يرى وطنه، ويستلذ بسفك الدماء على ترابه، وسيبقى التحدي قائماً مع قاطني الجحور ومتطرفي مواقع التواصل وهـــواة الإفرازات الباعثة على الكراهية، بينما الحمل الثقيل على المواطن النبيه المؤمن بأن الأمن مسؤولية الجميع ونقطة مفصلية في خنق هؤلاء والتضييق على بؤرهم ولو بإشارة عابرة، ولنتذكر دوماً أن «السعودي وجبة شهية لمدمني حمــامات الدماء وجز الرقاب لتقفز الحبكة المنظمة في ظرف وجيز من مجرد استخدامه أداة الى إلصاق السرطان الأكبر بوطنه على رغم أن الوطن متضرر ومطعون منه». لا يكفي أن نقول شكراً لرجال الداخلية السعودية، شكراً لرجال الأمن، شكراً من هنا للسماء لوطن شجاع ورجال مخلصين، شكراً لأننا نتخـــلص يــوماً بعــد يوم من عضو فاسد وخونة مندسين!
* نقلا عن صحيفة الحياة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة