متى الإعمار؟.. أصحاب المنازل المدمرة بغزة يتساءلون
بعد أكثر من شهرين على عملية حارس الأسوار الإسرائيلية في غزة، يبدو التساؤل الأكثر إلحاحًا على لسان أصحاب المنازل المدمرة متى الإعمار؟
فعلى وعد بتلقي تغطية مالية، استأجر الفلسطيني محمود عامر شقة سكنية لإيواء أسرته المكونة من 7 أفراد بعد تدمير منزله في القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة.
وقال عامر لـ"العين الإخبارية": "دمر منزلي جراء قصف منزل مجاور خلال الحرب الأخيرة، اضطررت لاستئجار منزل في منطقة أخرى، والمدارس تقترب، ولم نعتد السكن في شقة، نريد الإعمار لنعود لمنزلنا ومنطقتنا".
- إغلاق معابر غزة.. شلل اقتصادي وخسائر بملايين الدولارات
- لجنة: "حارس الأسوار" كبدت 3 قطاعات بغزة نحو نصف مليار دولار
عامر، هو واحد من آلاف الفلسطينيين الذين تشردوا بعد الهجوم الإسرائيلي في 10 مايو/أيار الماضي واستمر 11 يومًا، ويترقبون إعادة إعمار منازلهم.
ووفق وزارة الأشغال بغزة؛ فقد دمرت إسرائيل 1200 وحدة سكنية كليًّا، و1000 وحدة أخرى لم تعد صالحة للسكن، إلى جانب إلحاق أضرار جزئية بـ40 ألف وحدة أخرى خلال 11 يومًا من القصف على غزة خلال عملية حارس الأسوار في مايو/أيار الماضي.
نريد حلاً
محمود بربخ، نجا وأفراد أسرته بأعجوبة من صاروخ إسرائيلي لم ينفجر خلال الهجوم الإسرائيلي، لا يزال هو الآخر ينتظر الإعمار.
وقال بربخ لـ"العين الإخبارية": "جرى حصر الأضرار، ولكن نريد تنفيذ الإعمار، لا نستطيع التحمل كثيرا، لقد دمرت شقتي بالكامل، واضطررت لاستئجار شقة أخرى، وإلى متى؟.
وبرعاية مصرية، تجري مباحثات بين حماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لإحداث حراك في ملف الإعمار.
وتشترط إسرائيل خلال مفاوضاتها غير المباشرة مع حماس حل أزمة جنودها المفقودين بغزة، للسماح بالإعمار، فيما تدور خلافات أخرى بين السلطة الفلسطينية وحماس التي تسيطر على غزة حول من سيتولى المسؤولية عن الملف.
هذه هي العقبات
أسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين في قطاع غزة، أشار إلى أن إغلاق المعابر وعدم سماح إسرائيل بدخول مواد البناء خصوصا الحديد يعوق إعادة الإعمار.
وقال كحيل لـ"العين الإخبارية": "كان المفترض يكون هناك تخفيف للإجراءات على المعابر لانطلاق الإعمار لكن الأمور كما هي".
وأضاف: "المانحون حتى اللحظة بانتظار اتفاق السلطة وحماس في غزة على آليات الإعمار.. الخلاف بين السلطة وحماس يسهم بشكل كبير في تعطيل الإعمار وبعض المانحين يتوقف لهذا السبب".
وتابع: "لا يجوز أن ترهن حاجات المتضررين للخلافات الداخلية ولابد من الاتفاق للانطلاق نحو إعادة الإعمار".
وأشار إلى أن ما تبقى من الدمار الناجم عن حرب 2014 أكثر من الدمار الذي حصل في 2021.. حاليا فقط استؤنف العمل في إعمار البرج الإيطالي (دمر في 2014).
وقال: "جهود إزالة الركام ما زالت مستمرة لم تنته بعد وللأسف حتى الإزالة عملية غير مرتبة فهناك عدة جهات تقوم بإزالة الركام دون تنسيق كافٍ".
وأضاف أن "الأشقاء المصريين أكدوا أنهم ماضون في الإعمار.. ونحن في القطاع الخاص مع وفد حكومي سنتوجه إلى القاهرة الأسبوع القادم حتى نرى أين وصلت جهود القاهرة في الإعمار ونبحث إدخال مواد البناء لغزة".
وأشار إلى أن المهندسين المصريين أخذوا قياسات هندسية للمباني قبل مغادرتهم غزة قبل عيد الأضحى لتصميمها والبدء في إعادة الإعمار.
الجهود المصرية
ومساء أمس الإثنين، أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى فلسطين طارق طايل أن بلاده تواصل اتصالاتها مع الأطراف الدولية لإعادة إعمار غزة، ودعم جهود تثبيت التهدئة.
وأشار خلال احتفال نظمته السفارة المصرية لدى فلسطين، في مدينة رام الله، بالعيد الوطني للجمهورية، إلى مبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، وأنها بدأت بإزالة الركام تمهيدا لإقامة مشروعات للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، وشدد على أن "القضية الفلسطينية ستبقى القضية المحورية بالشرق الأوسط.
وقال: "تم العمل على صعيدين؛ الأول هو إطلاق صيغة التعاون الثلاثي بين الأشقاء في مصر والأردن وفلسطين، بهدف وضع رؤية مشتركة للتعامل مع التحديات الماثلة أمام القضية وكنتيجة أولية نجحت هذه الصيغة في اجتماع وزراء الخارجية العرب بإعادة تجديد الدعم العربي غير المشروط للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف وإحياء المبادرة العربية للسلام".
وأضاف: "أما الصعيد الثاني فهو الدفع تجاه إحياء عملية السلام على المستوى الدولي، والعمل على إجراء الاتصالات الدولية ضمن المحددات الدولية، بما فيها الرباعية، لتحقيق السلام".
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز