صراع السحاب يخفت وسط ضبابية "كورونا".. الخسائر ترهق إيرباص وبوينج
بوينج توقف إنتاج طائرتها "ملكة السماء" في 2022، وإيرباص تتقدم باقتراح يهدف إلى تسوية نزاع قديم جدا مع منافستها الأمريكية
أدت خسائر عملاقي الطيران "بوينج الأمريكية وإيرباص الأوروبية"، بفعل تداعيات جائحة كورونا إلى التفكير في تسوية أطول وأكثر نزاع تجاري تعقيدا تعالجه منظمة التجارة العالمية.
وأعلن العملاق الأمريكي لصناعة الطيران عزمه على وقف إنتاج الطائرة "جامبو جيت" 747 في 2022، فيما تدرس واشنطن عرض إيرباص للتسوية في منظمة التجارة العالمية.
وأعلنت شركة بوينج لتصنيع الطائرات، الأربعاء، أنها ستوقف إنتاج طائرتها 747 في عام 2022، فيما تقلص شركات الطيران عدد أسطولها الجوي.
وتستطيع بعض نماذج هذه الطائرة التي أطلقت عام 1970 إقلال أكثر من 600 مسافر.
إلا أن سعتها هذه واستهلاكها الكبير للوقود، يجعلها أقل جدوى من حيث التكلفة بالنسبة للشركات التي تعاني مع تراجع النقل الجوي منذ بدء وباء كوفيد-19.
وأكد مدير عام الشركة ديفيد كالهون في رسالة للموظفين "نظراً للأحوال الحالية للسوق وآفاقها، سنوقف إنتاج طائرتنا البارزة 747 في عام 2022".
وأضاف "التزامنا تجاه زبائننا لا يتوقف عند التسليم، و سنواصل المساعدة في صيانة طائرات 747 حتى مدة طويلة أيضاً".
وتوقفت الطائرة عن التحليق في الولايات المتحدة منذ أن سحبتها شركة "دلتا" الأمريكية للطيران من أسطولها في 2017.
ويطلق علي هذا الطراز "ملكة السماء" وبيع منه 1571 طائرة لمختلف شركات الطيران في العالم.
لكن "747" تضررت بشكل أكبر مع ظهور فيروس كورونا المستجد الذي دفع شركات عدة مثل "كوانتاس" الأسترالية والخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا الألمانية إلى الإعلان مؤخراً أنها ستسحبها من أساطيلها.
وتواصل بوينج تصنيع طائرات 747 لأغراض نقل البضائع والعمليات العسكرية.
كذلك، لا يزال متوقعاً ضمّ طائرتين من نوع 747-8 إلى أسطول البيت الأبيض "اير فورس وان" الخاص بالرئيس، وهو طراز أسرع وأكبر وأقل استهلاكاً للوقود من طائرات 747-200 التي تقلّ الرئيس حالياً.
ومن جهة أخرى، أكدت الولايات المتحدة خلال اجتماع في منظمة التجارة العالمية، الأربعاء، أنها لم تبلغ بتفاصيل اقتراح "إيرباص" وليست قادرة على التحقق من "جدية" المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية، حسبما أعلن مصدر قريب من الملف.
وقال هذا المصدر بعد اجتماع لهيئة تسوية النزاعات في المنظمة "نظرا لنقص تفاصيل (الاقتراح) قالت الولايات المتحدة إنها لا تستطيع التحقق من جدية التأكيد أن هذا الاقتراح يسمح بتسوية الخلاف برمته".
وكانت مجموعة الصناعات الجوية الأوروبية تقدمت يوم الجمعة باقتراح يهدف إلى تسوية نزاع قديم جدا مع منافستها الأمريكية بوينج، يفترض بحسب الاتحاد الأوروبي أن يدفع الولايات المتحدة إلى رفع "فوري" للإجراءات الانتقامية التجارية التي تقررت على أساسه.
وقال المفوض الأوروبي للتجارة فيل هوغان، الجمعة إن "الرسوم الجمركية غير المبررة على المنتجات الأوروبية غير مقبولة"، داعيا الولايات المتحدة إلى رفعها "فورا" بعد إعلان إيرباص.
وتتواجه المجموعتان الأمريكية بوينج والأوروبية إيرباص منذ أكتوبر/تشرين الأول 2004 أمام منظمة التجارة العالمية.
والسبب هو المساعدات الحكومية التي تدفع للمجموعتين التي يعتبرها كل طرف غير قانونية.
وهذا الخلاف هو أطول وأكثر نزاع تجاري تعقيدا تعالجه منظمة التجارة العالمية.
وأعلنت إيرباص الجمعة أنها "ستمتثل بالكامل" لقواعد المنظمة.
وعمليا، تفاهمت المجموعة الأوروبية مع الحكومتين الفرنسية والاسبانية لدفع فوائد أكبر على السلف التي يجب تسديدها ووافقت عليها باريس ومدريد عند إطلاق برنامج طائرات الرحلات الطويلة ايه 350.
ونظام السلف التي يجب إعادتها، يسمح بالحد من المخاطر المالية التي يخوضها الصناعيون عند البدء بتنفيذ مشاريع واسعة.