إيطالي يرسم لوحاته أثناء خضوعه لجراحة في المخ
اختيار استخدام هذه التقنية كان يهدف إلى إمكانية التحقق من وظائف اللغة والحركة والقدرة المعرفية أثناء التدخل الجراحي
أجرى فريق طبي في أحد المستشفيات الإيطالية بشمالي البلاد عملية جراحية في المخ لأحد المرضى، مستيقظا أثناء ممارسته هواية الرسم.
وفي أحد مستشفيات مدينة كريمونا الواقعة في إقليم لومبارديا بشمالي البلاد، أجرى الأطباء عملية جراحية دقيقة لإزالة ورم دماغي يعرف باسم (الورم الدبقي) لمريض يبلغ عمره نحو الـ60 عاما، مستيقظا وممسكا لورقة وقلم للرسم، تعد الأولى من نوعها في هذا المستشفى بعد طوارئ "كوفيد-19".
يعرف هذا النوع من العمليات الجراحية بـ"Awake Surgery" أو الجراحة اليقظة" التي تتمثل في إبقاء المريض في حالة استيقاظ، ممارسا لأحد الأنشطة لهدف معين والذي كان هذه المرة تقليل شعور المريض بالقلق والخوف والأهم إجراء تقييم مباشر لنتائج عمل جراح المخ والأعصاب وتقليل مخاطر الجراحة نفسها.
وحسب موقع "فان بيدج" الإيطالي، استمرت العملية الجراحية لإزالة الورم الدماغي لأكثر من ساعتين بقليل (باستثناء التحضيرات لها)، من قبل فريق متعدد التخصصات مؤلف من مدير وحدة جراحة المخ والأعصاب في مستشفى كريمونا وفريق من الممرضين.
وأشار أنطونيو فيورافانتي، مدير وحدة جراحة المخ والأعصاب في المستشفى، إلى أن اختيار استخدام هذه التقنية كان يهدف إلى إمكانية التحقق من وظائف اللغة والحركة والقدرة المعرفية أثناء التدخل الجراحي.
وقال " فيورافانتي": في الجزء الأول من الجراحة، خضع المريض للتخدير واستيقظ أثناء إزالة الورم وخلال المقابلات التمهيدية للعملية، اكتشفت شغف المريض بالرسم، وأدركت أن قلقه بشأن الخسارة المحتملة لهذه المهارة الفنية بالنسبة له ذات أهمية كبيرة".
وأضاف: "أثناء الجراحة قررت استخدام هواية الرسم عند المريض للتأكد من أن وظائف اللغة والحركة لا تزال سليمة".
وقال المريض بعد الجراحة: "كان الرسم في غرفة العمليات أثناء الجراحة أمرا خياليا، ولكنه كان مريحا للغاية، لأنه ساعدني على تشتيت أفكاري عما كان يحدث والتركيز على الطبيعة، لقد جعلني بالفعل أشعر بالراحة وقلل إحساسي بالخوف".
وتابع: "اخترت رسم منظر طبيعي بألوان الباستيل المائية، الأمر الذي جعلني أشعر بالراحة، وبخيالي، غادرت المستشفى لبضع دقائق".
يذكر أن الجراحة اليقظة هي طريقة بدأت منذ بضعة أعوام في جراحة المخ والأعصاب في مستشفى Bufalini بوفاليني، بعد فترة من التدريبات والتطورات من قبل جراحي الأعصاب في مدينة تشيزينا بإقليم إميليا رومانيا بشمالي إيطاليا.
ويُسمح فيها للمريض بالبقاء واعيا تماما وقادرا على الاستجابة لسلسلة من الاختبارات المحددة مسبقاً بواسطة أخصائي علم النفس العصبي، للتأكد من عدم الإضرار بالمناطق الدماغية التي تنظم اللغة والحركة وغيرها من الوظائف المعرفية.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز