عودة "أسد البنجاب".. نواز شريف على سلم السلطة بباكستان
حرصت ساجدة جيلاني التي تعاني مرض السرطان في مراحله الأخيرة، على أن تكون في صفوف المرحبين برئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف.
شريف عاد إلى بلاده اليوم السبت، بعد حوالي أربع سنوات في منفاه الاختياري في لندن، وبدأ مسيرة استئناف نشاطه السياسي في تجمّع ضمّ الآلاف من مناصريه تحضيرا للانتخابات المقرّرة العام المقبل.
وتقول المرأة البالغة حوالي أربعين عاماً "لقد أحببت نواز شريف منذ أن كنت طفلة".
جاءت جيلاني من مظفر أباد، في الجزء الخاضع للإدارة الباكستانية من كشمير إلى لاهور، حيث كان عشرات الآلاف من الأشخاص في استقبال شريف.
ويقيم الرجل (73 عاما) الذي كان رئيساً للوزراء ثلاث مرّات، في المنفى منذ عام 2019، بعد أن عُزل من منصبه بتهمة الفساد في عام 2017.
وعرضت قنوات تلفزة محلية لقطات مباشرة لهبوط الطائرة التي تقل شريف في مطار إسلام أباد.
بالتزامن مع وصوله أعد أنصار شريف تجمّعا حاشدا لاستقباله في لاهور عاصمة إقليم البنجاب، معقله الانتخابي، والتي اتجه إليها بعيد وصوله.
وازدانت شوارع لاهور الواقعة في شرق البلاد بلافتات وأعلام خضراء وصفراء ترحب بشريف.
"فعل الكثير من أجل الطلاب"
جيلاني حاولت طلب العلاج في المستشفى الذي بناه في لاهور عمران خان، المنافس الرئيسي لنواز شريف، لكن تم رفضها لأن السرطان كان في مرحلة متقدمة للغاية. وقالت "لذلك لا أكترث له".
وعاد شريف إلى باكستان في محاولة لإعادة حزبه "رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز" إلى السلطة خلال انتخابات يناير/كانون الثاني، في وقت يقبع منافسه الرئيسي عمران خان في السجن منذ أغسطس/آب مع تجريده من أهلية خوض الانتخابات لمدة خمس سنوات.
وقال شريف أمام الحشود عقب العودة، واضعا وشاحه الأحمر الشهير "ألقاكم اليوم بعد طول غياب، لكن محبتي لكم لا تزال على حالها. لم تخونوني يوما ولم أخنكم يوما".
ولا يزال نواز شريف يتمتّع بشعبية كبيرة في البنجاب، في أوساط العمال وبين الطبقات الأكبر سناً، لكنّ جيل الشباب، الذي سئم رؤية الأشخاص أنفسهم يحتكرون السلطةً، يفضّل عمران خان.
"نقص كبير في القيادة"
نواز شريف، قطب التعدين ومن بين أغنى الأشخاص في باكستان، لا يزال يحظى بتقدير جزء من السكان نظراً لتحقيقه نجاحات اقتصادية عندما كان في السلطة.
وشهدت البلاد، في ظل ولايته الأخيرة، انتعاشاً مرتبطاً بقطاع البناء وتحسناً في وضع الطاقة.
لكن صورة "رابطة مسلمي باكستان" تضررت كثيرًا بسبب تولي شهباز، شقيق نواز، السلطة بعد إطاحة عمران خان. وإن كان الوضع الاقتصادي الذي ورثه شهباز صعباً بالفعل، إلا أنه أصبح أسوأ في ظل ولايته، مع ارتفاع مذهل في التضخم.
عودة نواز شريف لا تعني أنه سيصبح رئيسًا للوزراء إذا فاز حزبه، "رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز"، في الانتخابات، فشقيقه شهباز يملك أيضًا فرصه ويُنظر إليه على أنه أكثر تصالحاً مع الجيش الذي غالبًا ما يعين الحكومات ويعزلها في باكستان، بحسب بعض المحللين.
بيد أن البعض يرى أن عودة نواز شريف وراءها ترتيبات ما تسهل طريقه للعودة، إذ قال المحلل زاهد حسين في تصريح لـ"فرانس برس"، إن العقبات القضائية التي تحول دون عودة شريف إلى السلطة تتم إزالتها على الأرجح في إطار اتفاق سري بين حزبه والجيش.
وتابع "هناك ترتيبات ما تم التوصل إليها مع المؤسسة العسكرية. لولا ذلك، لما قرّر العودة".
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjU0IA== جزيرة ام اند امز