«شريك بوتو» في القصر.. من هو زرداري العائد لرئاسة باكستان؟
بعد أكثر من 10 سنوات، عاد آصف علي زرداري، زوج رئيسة الوزراء الراحلة، بنازير بوتو، إلى رئاسة باكستان بانتصار كاسح على مرشح المعارضة.
وانتخب آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو، السبت، رئيسا لباكستان، وذلك للمرة الثانية بعدما تولى هذا المنصب الفخري بين عامي 2008 و2013، وفق ما أفادت مفوضية الانتخابات.
وحظي زرداري بتأييد 411 صوتا، مقابل 181 صوتا نالها القيادي المعارض محمود خان أشاكزاي، مرشح المجلس السني الموحد، خلال تصويت الهيئة الناخبة التي تضم أعضاء غرفتي البرلمان والمجالس الإقليمية الأربعة.
وكان انتخابه على رأس باكستان شبه محسوم، كونه يندرج في إطار اتفاق رأى النور إثر الانتخابات التشريعية والإقليمية التي جرت في الثامن من فبراير/شباط.
وتوصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه زرداري مع نجله بيلاول بوتو زرداري، إلى اتفاق مع خصمه التاريخي، حزب الرابطة الإسلامية في باكستان بزعامة شهباز شريف.
وبموجب الاتفاق، انتخب شريف في الثالث من مارس/آذار رئيسا للوزراء، فيما وٌعد آصف علي زرداري (68 عاما) بتولي الرئاسة.
ويدين زرداري بكثير مما حققه في عالم السياسة لزوجته حتى بعد رحيلها، إذ سطع نجمه بعد اغتيال بوتو في عام 2007، ومهدت حالة التعاطف مع رئيسة الوزراء السابقة طريق زوجها إلى القصر.
بل أن شهرته من الأساس، ارتبطت بزواجه من بوتو ابنة رئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو في 18 ديسمبر/كانون الأول 1987.
وولد آصف علي زرداري في 26 يوليو/تموز 1955 في مدينة "نوابشاه" في مقاطعة "السند" جنوبي البلاد، ونشأ في أسرة غنية حيث كان والده حكيم علي زرداري؛ أحد رجال الاقتصاد والسياسة المعروفين في باكستان.
وبدأ سطوع نجمه في مجالات الاقتصاد والأعمال والسياسة مع زواجه عام 1987 من بوتو التي أصبحت رئيسة للوزراء في العام التالي، لكن حكومتها سقطت بعد عامين فقط -أي عام 1990- بسبب تهم بالفساد وعدم الكفاءة.
وبالتوازي مع مسيرة زوجته، شغل آصف زرداري منصب وزير البيئة وكان نائبا في البرلمان، كما كان عضوا في مجلس الشيوخ في باكستان حتى عام 1999.
لكنه يملك أيضا سجلا جنائيا، إذ اعتقل عام 1990 بتهمة الابتزاز والتهديد وأطلق سراحه عام 1993، واعتقل مرة أخرى عام 1997 إلى عام 2004 بتهم القتل والفساد المالي وقبض الرشى، قبل أن تعلن المحكمة أن التهم المنسوبة إليه لم تكن صحيحة.
أي أن زرداري قضى ما يقارب الثماني سنوات من الاعتقالات المتتالية، لكنه يقول إن التهم الموجهة إليه دائما كانت لها دوافع سياسية.
وانتخب زرداري رئيسا لباكستان لأول مرة في 6 سبتمبر/أيلول 2008 خلفا للرئيس برويز مشرف الذي أجبر على الاستقالة، وتعهد عقب انتخابه بمحاربة "الإرهاب" ومقاتلي حركة طالبان في منطقة القبائل.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز