شهباز شريف.. «الإداري البارع» رئيسا لوزراء باكستان
قبل توليه منصب رئيس الوزراء، اشتهر شهباز شريف كإداري بارع أكثر من كونه سياسيا، إذ شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات في إقليم البنجاب، أكبر أقاليم البلاد.
لكن كرئيس للوزراء، سرعان ما اضطلع بدور صانع السلام بين أحزاب الائتلاف التي غالبا ما تشب بينها الخلافات حول السياسات الرئيسية.
يصفه الوزراء والمسؤولون الذين عملوا معه عن قرب بأنه "مدمن على العمل"، وخلال رئاسته لحكومة البنجاب خطط لعدد من مشروعات البنية التحتية الضخمة الطموحة ونفذها، بما في ذلك أول نظام حديث للنقل الجماعي بباكستان في لاهور.
وكان أكبر إنجاز حققه شهباز شريف في فترة ولايته القصيرة هو التوصل إلى خطة إنقاذ بين صندوق النقد الدولي وباكستان التي كانت على شفا التخلف عن سداد الديون.
وتم التوقيع على الاتفاق بعد أن أجرى اتصالا شخصيا مع رئيسة الصندوق كريستالينا جورجيفا في يونيو/حزيران الماضي.
من هو شهباز شريف؟
ولد شريف في مدينة لاهور بشرق البلاد لعائلة ثرية تعود أصولها إلى كشمير تعمل في تجارة الصلب، وبدأ مسيرته السياسية رئيسا لحكومة ولاية البنجاب في عام 1997.
ولكن عندما أطيح بشقيقه الأكبر من رئاسة الوزراء في انقلاب عسكري عام 1999 أحاطت الاضطرابات السياسية بشهباز فانتقل للعيش بالخارج.
دخل شهباز شريف حلبة السياسة على المستوى الوطني عندما صار زعيما لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف.
وتزعم شريف المعارضة وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تولى مسؤوليته بعد شقيقه، منذ أغسطس/آب 2018.
ولم يسلم شهباز شريف كغالبية أفراد عائلته، من الاتهامات بالمحسوبية، لكنه استطاع أن يرد على كل الانتقادات والاتهامات، وأن ينتقل من زعامة المعارضة إلى الأغلبية الدستورية.
انتخب البرلمان الباكستاني شريف، زعيم المعارضة، لرئاسة الوزراء للمرة الأولى بعد عزل عمران خان في 11 أبريل/نيسان 2022.
تزوج شهباز شريف مرتين، وله ولدان وبنتان من زواجه الأول. ويعمل أحد ابنيه بالسياسة.
تحديات رئيسية
وتعد أبرز التحديات التي تواجه باكستان الأزمة الاقتصادية مع بقاء التضخم مرتفعا، إذ يحوم حول 30%، وتباطؤ النمو الاقتصادي إلى حوالي اثنين بالمئة.
وانخفض التضخم في فبراير/شباط على أساس سنوي بشكل طفيف إلى 23.1% وهو ما يعود جزئيا إلى تأثير ارتفاع معايير قياس التضخم.
وسيحتاج شريف إلى تكرار الإنجاز المتمثل في إبرام خطة إنقاذ قصيرة الأجل مع صندوق النقد بعد انتهاء البرنامج الحالي الشهر المقبل، كما سيحتاج إلى اتفاق جديد موسع لإبقاء باكستان على المسار الصعب نحو التعافي.
لكن الدور الرئيسي لرئيس الوزراء سيكون الحفاظ على العلاقات مع الجيش، الذي سيطر بشكل مباشر أو غير مباشر على باكستان منذ حصولها على الاستقلال.
ويقول محللون إنه يتمتع بقبول وتوافق أكبر مع كبار قادة الجيش، على عكس شقيقه الأكبر الذي كانت علاقته مع الجيش متوترة خلال الولايات الثلاثة له في المنصب.
وستكون خصخصة بعض الشركات الحكومية العملاقة، بما في ذلك الخطوط الجوية الوطنية، وأيضا تأمين الاستثمار الأجنبي من العوامل الأساسية أيضا في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية.
وعلى الرغم من نفوذ المؤسسة العسكرية على القرارات المتعلقة بالدفاع والسياسة الخارجية، سيتعين على شريف موازنة العلاقات مع كل من الولايات المتحدة والصين الحليفتين الرئيسيتين لإسلام آباد.
كما سيحتاج إلى معالجة العلاقات المتوترة مع الهند وإيران وأفغانستان، وهي ثلاثة من البلدان الأربعة المجاورة لباكستان.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMjkg
جزيرة ام اند امز