إشادة ترامب.. هل تعطي دفعة للتعاون الأمني مع باكستان؟

شكر أمريكي لباكستان لمساعدتها الولايات المتحدة في القبض على أحد مسلحي تنظيم داعش فراع خراسان،
أثار تكهنات حول إمكانية زيادة التعاون الأمني بين إسلام أباد وواشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاجأ الكثيرين في خطابه أمام الكونغرس، الذي ألقاه في 4 مارس/آذار الجاري، بتوجيه الشكر لباكستان لمساعدتها الولايات المتحدة في القبض على محمد شريف الله، أحد مسلحي تنظيم داعش في خراسان.
وقدّم كبار مسؤولي الاستخبارات وإنفاذ القانون الأمريكيين لنظرائهم الباكستانيين معلومات حول مكان شريف الله والمتهم بلعب دور رئيسي في الهجوم الذي وقع قرب مطار كابول في أغسطس/آب 2021، والذي أودى بحياة ما يقرب من 170 مدنيًا أفغانيًا و13 جنديًا أمريكيًا.
وتعقبت القوات الباكستانية شريف الله قرب الحدود مع أفغانستان وسلمته إلى واشنطن الأسبوع الماضي. وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، شكر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والقيادة المركزية الأمريكية، باكستان على مساعدتها. ولاحقا، أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف التزامه بـ«الشراكة الوثيقة» بين البلدين في مجال الأمن.
ولقد أثار التعاون الأمريكي الباكستاني للقبض على شريف الله، بالإضافة إلى قرار أمريكي سابق بالإفراج عما يقرب من 400 مليون دولار لدعم صيانة أسطول مقاتلات إف-16 الباكستاني، آمال المسؤولين في إسلام آباد في أن إدارة ترامب مستعدة لتكثيف تعاونها في مكافحة الإرهاب مع البلاد، وفقا لما ذكرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت باكستان ارتفاعًا في الهجمات «الإرهابية»، وظهر حجم هذا التهديد المتزايد بشكل حاد في 11 مارس/آذار، عندما اختطفت الجماعة الانفصالية «جيش تحرير بلوشستان» قطارًا على متنه أكثر من 400 راكب احتُجزوا كرهائن قبل أن تؤدي عملية أمنية لتحريرهم لمقتل 33 مسلحا و21 رهينة.
كان تجميد معظم المساعدات الأمنية الأمريكية لباكستان لسبع سنوات وتراجع التركيز الاستراتيجي على باكستان منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قد أدى للحد من إمكانيات التعاون الثنائي.
وفي السنوات القليلة الماضية، سعى المسؤولون الباكستانيون إلى استغلال المخاوف الأمريكية المتزايدة بشأن تنظيم داعش خراسان الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له ويتمتع بقدرة متزايدة على تهديد الولايات المتحدة لدفع واشنطن نحو مزيد من التعاون.
ومع ذلك، فإنه من السابق لأوانه اعتبار التعاون الثنائي للقبض على شريف الله كمقدمة لشراكة جديدة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث ترى واشنطن أن تعميق العلاقات الأمنية الأمريكية مع الهند، فضلا عن تحالف باكستان مع الصين يحدّان من إمكانيات التعاون، خاصة وأن إدارة ترامب تضمّ العديد من المنتقدين اللاذعين لباكستان.
عدم توافق
ورغم اتفاق البلدين حول تهديد داعش خراسان إلا أنهما لا يتفقان في تصوراتهما للتهديد الأوسع؛ وفي ظل قلق الولايات المتحدة الشديد إزاء التهديد المتزايد لداعش خراسان خارج أفغانستان، قد تتطلع إدارة ترامب إلى الشراكة مع دول خارج المنطقة لمواجهة اتساع نطاق التنظيم.
ومن المرجح أن تتمحور وجهة نظر إدارة ترامب بشأن التعاون مع باكستان حول المعايير الضيقة التي ميزت عملية شريف الله بمعنى آخر الحالات التي تتلقى فيها الولايات المتحدة معلومات عن مسلحين محددين متمركزين في باكستان هددوا أو استهدفوا مواطنين أمريكيين.
وفي الوقت نفسه فإن الهجوم الأخير على القطار يعد جرس إنذار لباكستان، التي ركزت جزءًا كبيرًا من نقاشها الأخير حول سياسة مكافحة الإرهاب على حركة طالبان باكستان في حين كثف "جيش تحرير بلوشستان" أنشطته.