تحمي سلة غذاء فلسطين.. فوائد استراتيجية لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل
الاتفاق الذي لاقى ترحيبا وإشادات عربية وعالمية، مثّل خرقا دبلوماسيا دافعا باتجاه تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة
تنفس الفلسطينيون الصعداء، بإعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معاهدة السلام مع إسرائيل، والاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الاتفاق الذي لاقى ترحيبا وإشادات عربية وعالمية، مثّل خرقا دبلوماسيا دافعا باتجاه تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، وضع نصب أعينه حقوق الفلسطينيين وطموحاتهم، في وقت كانت واحدة من أهم المناطق (الأغوار) تحت تهديد الضم الإسرائيلي.
- منحة من البنك الدولي للعاطلين والفقراء في فلسطين
- 30 مليون دولار من البنك الدولي لحماية موارد رزق الفلسطينيين
بالأرقام تشرح "العين الإخبارية" في هذا التقرير، أهمية المناطق الفلسطينية المهددة بالضم الإسرائيلي، والتي كان لقرار إماراتي شجاع، وقفه، في خطوة ستسهم في الحفاظ على حقوق الفلسطينيين الاقتصادية والغذائية.
في يونيو/ حزيران الماضي، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن 112 ألف فلسطيني يعيشون في التجمعات التي تهدد إسرائيل بضمها، "عدد التجمعات الفلسطينية في الضفة التي يريد الاحتلال ضمها، 43 تجمعا".
وتتوزع التجمعات الفلسطينية الواقعة تحت تهديد الضم، الذي ضمن الإمارات عدم تنفيذه، على 10 تجمعات في شمال الضفة و 30 تجمع في وسط الضفة و 3 تجمعات في جنوبها.. "المساحة الإجمالية للمناطق التي تريد إسرائيل ضمها، حوالي 477 كيلو متر".
وتكمن أهمية الأغوار الفلسطينية، في كونها منطقة طبيعية دافئة، يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، إضافة إلى خصوبة التربة إذ يطلق عليها سلة غذاء فلسطين، وتوفر مصادر المياه فيها، فهي تتربع فوق ثاني أكبر حوض مائي في فلسطين.
في تلك المناطق، يزرع الفلسطينيون المحاصيل على مدار العام، ومنها تحصل السوق المحلية على 80% من حاجتها من الخضار ونسبة أخرى تصدر إلى الخارج، وأكثر من 70% من حاجتهم من الحبوب وخاصة القمح، بحسب بيانات رسمية.
وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار 280 ألف دونم؛ أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار؛ يستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم؛ فيما يستغل سكان مستوطنات الأغوار (إسرائيليون) 27 ألف دونم.
وتقسم مناطق الأغوار إلى مناطق مصنفة (A) وتخضع لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومساحتها 85 كم2، ونسبتها 7.4% من مساحة الأغوار الكلية.
وهناك أيضا مناطق (B)، وهي منطقة تقاسم مشترك بين السلطة وإسرائيل، ومساحتها 50 كم2، ونسبتها 4.3% من المساحة الكلية للأغوار؛ ومناطق (C) وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ومساحتها 1155 كلم.
وتحتوي منطقة الأغوار الجنوبية على 91 بئرا للمياه، والأغوار الوسطى على 68 بئرا، أما الأغوار الشمالية فتحتوي على 10 آبار، 60% منها آبار حُفِرَت قبل 1967، ولم يجر تجديدها نظرا للعراقيل الإسرائيلية، حيث يعمل 111 بئرا فيما لا يعمل 58 بئرا منها.
في منطقة الأغوار، يوجد أيضا البحر الميت الواقع أكثر بقاع الأرض انخفاضا عن سطح البحر (355 متر تحت سطح الأرض)، والذي يشكل أهمية اقتصادية وسياحية تسيطر عليه إسرائيل، ويمنع إقامة أية منتجعات فلسطينية على شواطئه.
دعم إماراتي
وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، وفق ما تورده بيانات رسمية فلسطينية.
واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" (شبه حكومي)، فإن الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1993.
وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية، دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" فإن الدول العشر الأكثر تقديماً للمساعدات إلى الفلسطينيين هي: الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، والنرويج، والبنك الدولي، والمملكة المتحدة، واليابان، وفرنسا.
وللمفارقة فإن قطر لم تقدم إلا 756 مليون دولار أمريكي منذ عام 1994 ما يجعل ما قدمته لا يتجاوز ثلث ما قدمته الإمارات العربية المتحدة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز