خطاب فلسطين بالأمم المتحدة.. ثوابت تاريخية تتحدى المتغيرات الدولية
الرئيس الفلسطيني في كلمته، أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، عرض ثوابت القضية وما طرأ من متغيرات دولية.
تناول الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته، الخميس، ملفات مهمة، أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، تمثل مفاصل القضية الفلسطينية، لم تخل من لوم الإدارة الأمريكية الحالية بسبب مواقفها غير المنصفة في القضية.
القدس عاصمة فلسطين
شدد عباس على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، محذرا في خطابه من أن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى هي "لعب بالنار".
وخاطب عباس الإدارة الأمريكية بقوله: "رغم كل ذلك، أجدد الدعوة للرئيس ترامب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان، التي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما جرى بيننا من تفاهمات، حتى نتمكن من إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال المقبلة في منطقتنا".
السلام وحل الدولتين وصفقة القرن
أكد الرئيس الفلسطيني أن الإدارة الأمريكية بقرارتها "تكون قد تنكرت لالتزامات أمريكية سابقة وقوضت حل الدولتين، وكشفت زيف ادعاءاتها بالحرص على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وما يثير السخرية أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتحدث عما تسميه صفقة القرن، فماذا تبقى لدى هذه الإدارة لتقدمه للشعب الفلسطيني؟! حلول إنسانية!"
وشدد على أن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وسيطا وحدها"، مؤكدا "لم نعد نحتمل وساطتها لأنها منحازة لإسرائيل".
وأضاف: "هناك اتفاقات مع الإدارة الأمريكية فلماذا نقضتها جميعا وماذا علينا أن نفعل إزاء ذلك؟ أجيبوني رجاء.. فإما أن تلتزم بما عليها وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق".
وشدد بالمقابل على عدم اللجوء إلى العنف والإرهاب مهما كانت الظروف.
قانون القومية
أدان الرئيس الفلسطيني قانون القومية العنصري الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في شهر يوليو/تموز الماضي.
وقال عباس: "أقدمت إسرائيل على إصدار قانون عنصري تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مشيرا إلى أن "قانون القومية الإسرائيلي ينفي علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، ويتجاهل حقه في تقرير المصير في دولته وروايته التاريخية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
وأضاف: "أن هذا القانون العنصري يشمل وصمة عار أخرى في جبين دولة إسرائيل، وفي جبين كل من يسكت عنه، وكذلك القوانين الإسرائيلية الأخرى التي شرعت القرصنة وسرقة أرض وأموال الشعب الفلسطيني".
السلام وحل الدولتين
جدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على تمسك الفلسطينيين بالسلام وحل الدولتين وبمفاوضات الوصول لتسوية سياسية.
وقال عباس: "السلام في منطقتنا لن يتحقق بدون تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وبمقدساتها كافة، فلا سلام بغير ذلك ولا سلام مع دولة إسرائيل ذات حدود مؤقتة ولا سلام مع دولة مزعومة في غزة ".
الاعتراف بفلسطين ومحاسبة إسرائيل
دعا الرئيس دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للإسراع بهذا الاعتراف، مؤكدا أنه ليس هناك سبب مقنع لتأخر بعض الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تنفذ قرارا واحدا من مئات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن وآخرها القرار (2334).
وقال عباس: "أقر مجلس الأمن 85 قرارا و705 قرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهل يجوز أن تبقى إسرائيل بدون مساءلة أو حساب؟"، مشددا على الحاجة الماسة للحماية الدولية.
وقال: "أدعوكم لوضع آليات محددة لتنفيذ قرار الحماية في أسرع وقت ممكن".
المصالحة وإنهاء الانقسام
أكد الرئيس الفلسطيني مواصلة الجهود الصادقة والحثيثة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، مثمنا دور "الأشقاء العرب ومصر على وجه التحديد على ما تقوم به من جهود إنهاء هذا الانقسام".
وأضاف: "هناك اتفاقات مع حركة حماس، وآخرها اتفاق 2017، فإما أن تنفذها بالكامل أو نكون خارج أية اتفاقات أو إجراءات تتم بعيدا عنا ولن نتحمل أية مسؤولية".
وختم الرئيس الفلسطيني كلمته أمام الأمم المتحدة بالقول: "نحن شعب غير زائد على وجه الكرة الأرضية، بل متجذر فيها منذ 5 آلاف سنة، وعليكم إنصافنا وتنفيذ قراراتكم".