ذهب لإنقاذ حياة شقيقه فاعتقلته قوات الاحتلال.. المأساة مزدوجة
المأساة المزدوجة سُجِّلت عندما اعتقلت القوات الإسرائيلية عبدالله الدغمة من سكان رفح أثناء توجهه الى مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي.
انتهت رحلة فلسطيني للتبرع بالنخاع الشوكي إلى شقيقه المريض في أحد المستشفيات الإسرائيلية، بالاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لتحرمه حريته، وتبدد أمل شقيقه بالشفاء.
المأساة المزدوجة، سُجِّلت عندما اعتقلت القوات الإسرائيلية، الفلسطيني عبدالله الدغمة (38 عاماً) من سكان رفح، أثناء توجهه الى مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي، عبر معبر بيت حانون "إيرز" من أجل التبرع بالنخاع الشوكي لأخيه المريض هاني شاكر الدغمة (45 عاماً) الذي يعاني من سرطان دم والموجود منذ فترة طويلة داخل المستشفى وحالته الصحية حرجة جداً.
ولم تخف سناء شقيقة المواطنين المعتقل والمريض، غضبها وخيبة أملها مما حدث، فقد كانت ترافق شقيقها عبدالله، الذي كان يحمل أمل الشفاء لشقيقهم هاني الذي يعاني منذ أشهر من سرطان الدم.
وقالت سناء لـ"العين الإخبارية"، إنه لدى وصولهما إلى معبر "إيرز"، ورغم حيازتهما التقارير الطبية، جرى احتجاز شقيقها فيما أعيدت هي إلى غزة، لتحوّل إلى الحجر الصحي الإلزامي، عملاً بالإجراءات المتبعة في غزة، فيما قلقها وباقي الأسرة لا يتوقف على مصير الشقيق المريض والشقيق المعتقل بلا أي سبب.
وذكرت أن العائلة كانت أجرت الفحوصات الطبية اللازمة وتبين أن فحوصات عبدالله هي الوحيدة المطابقة لأخيه المريض، وبالتالي هو أمله في الشفاء للخلاص مما يعانيه من أوجاع مستمرة منذ أشهر.
أمل بحل سريع
ورغم الشعور بالقلق، فإن محمد الدغمة وهو أيضاً شقيق للمعتقل والمريض أوضح لـ"العين الإخبارية" أنهم يأملون بإيجاد حل سريع لهذه المأساة، بما يضمن أخذ العينات لعلاج هاني وضمان حرية عبدالله.
وأشار إلى أن شقيقه هاني وهو متزوج وأب لـ 7 أبناء يعاني من لوكيميا الدم منذ شهر وهو موجود في مستشفى إسرائيلي، وأجريت الفحوص وتبين تطابقها مع عبدالله الذي لم يتردد في التبرع لشقيقه.
وقال إنهم تواصلوا مع المستشفى بعد الاعتقال، ولديهم أمل بإحضار عينات من عبدالله لاستكمال عملية العلاج، آملا أن ينتهي الأمر على خير.
مأساة مزدوجة
ياسر عبدالغفور، الباحث الحقوقي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي يتابع ملف المواطن الدغمة، أشار إلى أن هذا الاعتقال أوجد مأساة مزدوجة، فمن جهة حرم إنساناً من حريته، ومن جهة ثانية فإنه يضع تهديداً على حياة مريض إذا لم يتم إيصال المتبرع في الوقت المناسب.
وقال لـ"العين الإخبارية": "الاحتلال مستمر في انتهاك قواعد القانون الدولي وتحويل الحواجز إلى مصائد لاعتقال المواطنين وحرمانهم من حقهم في حرية الحركة والحصول على العلاج".
وأشار إلى أن ذلك يأتي مع استمرار الحصار غير القانوني المفروض على القطاع والذي يزيد من معاناة المواطنين وخاصة المرضى الذين لا تتوافر إمكانيات علاجهم داخل مستشفيات القطاع.
وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يسجل فيها اعتقال مواطنين من ضمنهم مرضى أو مرافقين على المعبر الإسرائيلي.
8 معتقلين في 2020
بدوره، أكد عبدالناصر فروانة، المختص بشؤون الأسرى والمحررين، لـ"العين الإخبارية"، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام 8 فلسطينيين على معبر بيت حانون، في حين اعتقلت العام الماضي 13 مواطنا.
وذكر أن بين هؤلاء المعتقلين مرضى أو مرافقين لهم، ما يعكس أعلى درجات الاستهتار بحياة الناس وحقهم في الحصول على العلاج.