وثائق.. اعتقال ضباط حققوا مع موالين لإيران بأوامر أردوغان
بدلا من مكافآتهم، اعتقلوا جميعهم تقريبًا بتهمة التآمر ضد الحكومة عام 2014
كشفت وثائق حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن السلطات التركية اعتقلت ضباطا حققوا مع موالين لإيران على صلة برئيس الحكومة آنذاك، رجب طيب أردوغان.
وتعود القضية إلى عام 2010 حينما شرع ضباط شرطة بارزون بالتحقيق مع الصحفي المتشدد، نور الدين شيرين، ذي العلاقات القوية مع إيران.
وجاءت تحقيقات الشرطة مع "شيرين" بعد تهديده بالقتل لليهود الذين يعيشون في أي مكان بالعالم بصفة عامة وداخل تركيا بصفة خاصة ما لم تطلق إسرائيل سراح موظف بمنظمة خيرية متطرفة تركية.
ووفق وثائق "نورديك مونيتور" السويدي فإن نور الدين شيرين، أمضى 8 أعوام في السجن بسبب كونه واحدًا من قادة منظمة "توحيد سلام" غير القانونية، التابعة لفيلق القدس الإيراني، جراء قتل صحفيين وأكاديميين بارزين في تركيا خلال التسعينيات.
وعقب إلقائه خطابًا أمام تجمع كبير؛ احتجاجًا على سجن عزت شاهين، الممثل عن "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان" التركية في 8 مايو/أيار عام 2010، بدأت الشرطة في تعقبه.
وأزاحت الوثائق السرية الستار عن أن هيئة الإغاثة المتطرفة، تحظى بدعم الحكومة التركية، وتعمل عن كثب مع جهاز الاستخبارات التركية الوطنية.
وحصل الموقع على رسائل مسربة من البريد الإلكتروني الخاص ببيرات البيرق، صهر أردوغان، تظهر كيف مثلت هيئة الإغاثة مرجعًا قويًا في السير الذاتية الخاصة بالمتقدمين لشغل مناصب بالحكومة.
وأوضح الموقع أن هيئة الإغاثة الإنسانية إحدى الوسائل التركية لتهريب الأسلحة للجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا ولها صلات بتنظيم داعش الإرهابي.
ووصف شيرين، أمام الجمع التضامني، اليهود بأسوأ كارثة على البشرية، قائلًا إنهم سيشهدون تكلفة أسر عزت شاهين لدرجة أنهم سيندمون على ما فعلوه آلاف المرات، لكن سيكون الوقت متأخرًا جدًا.
وأضاف: "ردًا على القبض على شقيقنا، اليهود حول العالم وفي هذه الدولة (تركيا) هم أهدافنا من الآن فصاعدًا".
وسرعان ما شرعت شرطة إسطنبول في الحصول على تصريح من النائب العام لفتح تحقيق رسمي بشأن شيرين ودائرته المقربة؛ بسبب احتمال اغتيال أو شن هجمات إرهابية تستهدف المواطنين اليهود في تركيا.
وعلى مدار التحقيق، اكتشف رئيس شرطة مكافحة الإرهاب حينها، يورت أتايون، وفريقه أن عملاء "توحيد سلام" وفيلق القدس، ممن أمضوا فترات عقوبة بالسجن، أعيد استخدامهم من قبل حكومة أردوغان.
كما كشف التحقيق عن أن شبكة تجسس يديرها عملاء أتراك وإيرانيون كانوا متخفين تحت غطاء دبلوماسي بالسفارة الإيرانية أو قنصلياتها.
وجاءت نقطة التحول في التحقيق بعد عمليات الفساد في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 التي تورط فيها تاجر الذهب الإيراني التركي، رضا زراب، وعدد من الوزراء وأفراد عائلة أردوغان عندما كان رئيسًا للوزراء عبر رشاوى وتسهيل المعاملات التي تعود بالنفع على إيران.
وأشار "مونيتور" إلى أن أردوغان تمكن من عرض القضية كمحاولة انقلاب للإطاحة بحكومته دبره خصومه السياسيون، وتم استبعاد عدد من المدعين من القضية، أما مسؤولو الشرطة والضباط أعيد تعيينهم وأسقط التحقيق بشأن زراب والوزراء.
وبعد نقل ضباط الشرطة من وحدة مكافحة الإرهاب إلى مناصب ومدن مختلفة، اعتقلوا جميعهم تقريبًا بتهمة التآمر ضد الحكومة عام 2014.
وأرسلت التقارير الاستخباراتية إلى النائب العام المفضل لأردوغان، عرفان فيدان، الذي اكتشف أن التحقيق كشف الروابط السرية لأردوغان بعملاء فيلق القدس في تركيا.
كما كشف التحقيق أن رئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، لديه صلات وثيقة ومشكوك فيها بالنظام الإيراني.
لكن فيدان عرقل التحقيق، وقرر عدم مواصلة القضية، وعلاوة على ذلك، حث المشتبه فيهم بالقضية رفع شكاوى ضد الضباط والمدعين والقضاة الذين أذنوا بالتحقيق، وتمت مساءلة جميع مسؤولي الشرطة المسجونين عن سبب التحقيق بشأن شيرين.
والآن يشغل شيرين منصب رئيس قناة موالية لإيران، وقال مؤخرًا إن قاسم سليماني، مسؤول فيلق القدس الذي قتل في غارة أمريكية مطلع العام الجاري، لعب دورًا أساسيًا في دحر محاولة انقلاب فاشلة ضد أردوغان في 15 يوليو/تموز عام 2016.