وثائق.. أردوغان تستر على تركي موال للقاعدة وأنقذه من العقاب
يوسف سلامي تشاكاروغلو، رجل دين موال لتنظيم القاعدة الإرهابي هرب من قبضة العدالة بفضل تدخل أردوغان
ذكر موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن التركي يوسف سلامي تشاكاروغلو، رجل دين موال لتنظيم القاعدة الإرهابي هرب من قبضة العدالة بفضل تدخل حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الموقع إن تشاكاروغلو يلقي عظاته بحرية في المحافظات التركية منذ فترة، ويظهر عبر الشبكات التلفزيونية المملوكة للحكومة لعرض وجهات النظر المتطرفة.
كان تشاكاروغلو (49 عامًا) جزءًا من جماعة متطرفة يقودها محمد دوغان، الملقب بالملا محمد القصري، الذي أعلن صراحة إعجابه بزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ودعا للجهاد المسلح في تركيا.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن الجماعة كانت تخضع لمراقبة وكالات الأمن التركية، ووصفتها مراسلات داخلية بين الدوائر الاستخباراتية كجماعة خطيرة مؤيدة للقاعدة.
كما كشف التحقيق أن الجماعة الإرهابية أرسلت ما يقارب الـ100 شخص إلى أفغانستان من أجل التدريب على حمل السلاح.
وفي 21 يناير/كانون الثاني عام 2010، سجن تشاكاروغلو في إطار حملة على مستوى البلاد تستهدف الخلايا الموالية للقاعدة في عملية وصفها المحققون بأنها إجراء وقائي لدحر الجماعة المتطرفة قبل تنفيذها هجمات إرهابية مميتة.
وجرت الإشارة لتشاكاروغلو عندما كان المحققون الأتراك يراقبون المكالمات الهاتفية لملا محمد، الذي تحدث معه عبر الهاتف في 18 سبتمبر/أيلول عام 2009.
وقدمت الشرطة تقريرًا تطلب فيه الحصول على إذن للاستماع لتسجيلات المكالمات الموجودة بهاتف تشاكاروغلو في 30 سبتمبر عام 2009 ؛ من أجل التحقق من المتورطين الآخرين ضمن الشبكة المتطرفة.
وبالفعل منحت المحكمة الإذن، وجرت مراقبة هاتفه لثلاثة أشهر بدءا من 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2009، وتجدد التصريح لثلاثة أشهر أخرى، كما حصلت الشرطة على إذن من أجل مراقبة تحركات المشتبه فيه.
واعتقل تشاكاروغلو واحتجز رهن المحاكمة، وخلال تفتيش المنازل والمكاتب الخاصة بالمشتبه فيهم، عثرت الشرطة على خرائط لمواقع أمريكية وبريطانية وإسرائيلية وملاحظات استخباراتية جمعت من أجل مؤامرات اغتيال محتملة.
واكتشفت الشرطة أيضًا وجود ثلاث قنابل يدوية، وسبعة مسدسات، و18 بندقية صيد، وقطع غيار إلكترونية لمتفجرات، وسكاكين، ومخبأ ذخيرة في منازل المشتبه فيهم، لكن أطلق سراح تشاكاروغلو مؤقتا بعد ثلاثة أشهر.
كان تشاكاروغلو مهندس زراعي، لكن جنده ملا محمد عام 1991 عندما كان يتدرب في إحدى الشركات التركية بمدينة موش، ثم أصبح واعظًا يروج للأفكار المتطرفة.
وضمن أحد التسجيلات، على سبيل المثال، واحد من يوم 3 سبتمبر/أيلول عام 2009، سمع فيه صوت الملا محمد وهو يسأل عن الأموال الموجودة لدى تشاكاروغلو، وما إن كان حولها لذهب، ليرد الأخير بأنه سيرسل الذهب قريبًا عن طريق مندوب بدلا من الأنظمة المصرفية لتفادي الإشعارات الحمراء للسلطات.
وفي تسجيلات أخرى، تحدث ملا محمد مع رجاله بشأن نقل أموال بالملايين بالعملة التركية والاستثمار في مجال تطوير العقارات، لكن خلال تحقيق الشرطة، وسؤاله عن التضارب بين دخله المعلن والمبالغ المالية الضخمة التي تناقلها أعضاء الخلية، قال إنه لا يتذكر عقد محادثات بشأن نقل أموال.
ووصفت معلومات استخباراتية لجهاز الاستخبارات الوطنية التركية بشأن الجماعة المتطرفة يعود تاريخها لـ5 مارس/آذار عام 2009 الملا محمد برجل يؤيد القاعدة قلبًا وقالبًا، الذي يحاول وضع المدارس في تركيا تحت مظلة واحدة تخدم أيديولوجية التنظيم.
لكن دافع أردوغان بشدة عن الملا محمد، وساعد في تأمين براءته هو وثلاثة من أعوانه من خلال القضاة الموالين له والمدعين العامين، بحسب وثائق الموقع السويدي.
كما أطلق أردوغان حملة قمعية على الصحفيين الذين انتقدوا الجماعة المتطرفة حتى وكل محاميًا لرفع دعوى مدنية في الولايات المتحدة ضد عبدالله غولن بسبب تشويه سمعة هذا المتعصب، بحسب "نورديك مونيتور".
وبرأت المحكمة الجنائية العليا في بكر كوي جميع المشتبه فيهم، من بينهم الملا محمد، وتشاكاروغلو من الاتهامات المتعلقة بتنظيم القاعدة يوم 15 ديسمبر/كانون الأول عام 2015.