داود أوغلو: محاباة أردوغان للمقربين وراء أزمتنا الاقتصادية
زعيم حزب "المستقبل" التركي يحذر من أن "انعدام الديمقراطية، وغياب العدالة سيدفعان رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية للهرب من البلاد"
انتقد أحمد داود أوغلو، زعيم حزب "المستقبل" التركي، المعارض، سياسات نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، وحكومته المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
وبحسب صحيفة "جمهورييت" المعارضة، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها داود أوغلو، القيادي السابق بالحزب الحاكم، خلال اجتماع عقده، الثلاثاء، مع قيادات اقتصادية بحزبه للكشف عن النهج الذي سيتبعه حزبه في المسار الاقتصادي.
وقال داود أوغلو إنه "كان يعرف ما يدور في المناقصات حينما كان رئيسًا للوزراء (في إشارة لإرساء المناقصات بالأمر المباشر لشركات موالية لأردوغان)"، مضيفًا: "ولو كنا تدخلنا حينها في تلك الأمور كان سيحدث انقلاب وما لا يحمد عقباه داخل الحزب".
ولفت إلى أن "النظام التركي دأب في سياساته على اعتماد مبدأ المولاة لا الكفاءة في التعيينات التي يقوم بها في مختلف المناصب بالدولة، ما أدى لتراجع البلاد في الأصعدة كافة".
وأضاف قائلا في هذه النقطة: "حينما تنظرون إلى التعيينات التي تتم من قبل النظام الحاكم، لا تجدون أحدًا يتحدث عن كفاءة الأشخاص، فقط الولاء ولا شيء غيره".
وشدد على ضرورة أن يكون القائمون على رأس أي مؤسسة حكومية أو خاصة تهم العامة، على دراية بالمجال الذي يعملون به"، مضيفًا: "لأن المحاباة وتعيين من لا دراية لهم بالاقتصاد على رأس مؤسسات عملها الاقتصاد، يؤدي بنا للأوضاع التي تعيشها تركيا حاليًا اقتصاديًا".
وعن تعامل الحكومة التركية مع أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد، ذكر المعارض داود أوغلو أن "النظام لكي يتغلب عل التداعيات الاقتصادية للوباء تسبب في زيادة الديون والأعباء على الأتراك، من خلال منحهم قروضا بفوائد".
كما أشار في نقطة أخرى إلى أن "انعدام الديمقراطية في تركيا، وغياب العدالة سيدفعان رؤوس الأموال الأجنبية للهرب من البلاد، بل رؤوس الأموال المحلية أيضًا ستهرب، وهذا هو الحال في أي بلد لا يؤمن بدور القانون وسيادته".
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان.
ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وكان داود أوغلو قد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية، في 13 سبتمبر/ أيلول، قائلا: إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
وجاءت استقالته بعد شهرين على استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء، علي باباجان من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وفي 13 ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.