داود أوغلو: نادم لعدم مقاومتي انقلاب أردوغان
رئيس الوزراء الأسبق أبدى ندمه لعدم تصديه للرئيس التركي عندما أجبره الأخير عام 2016 على الاستقالة من منصبه كرئيس للحكومة
أعرب أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، عن ندمه لعدم تصديه للرئيس، رجب طيب أردوغان، عندما أجبره عام 2016 على الاستقالة من منصبه كرئيس للحكومة، وحزب "العدالة والتنمية"، الحاكم.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها داود أوغلو، خلال مقابلة أجراها معه الكاتب الصحفي مراد يتكين، ونشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "ترك" المعارضة، الأحد.
وقال داود أوغلو في تصريحاته "كان من الخطأ عدم التصدي للانقلاب الذي تم علي"، وذلك في تعليق منه على قائمة الأسماء التي طرحت خلال المؤتمر العام الاعتيادي للحزب الحاكم في 12 سبتمبر/أيلول 2015 لتحديد الشخصيات التي ستولى مناصب قيادية بالحزب.
واستطرد المعارض التركي والقيادي السابق بالحزب الحاكم قائلا "كان يجب علي أن أصرّ على قائمتي وأرفض القائمة التي أعدها أردوغان".
وعن سبب رفضه معارضة قائمة أردوغان التي قدمها بدلاً من قائمته آنذاك قال رئيس الوزراء الأسبق: "وذلك لتفادي ظهور اختلاف في الرأي بالوقت الذي كانت تمر فيه البلاد بمرحلة حرجة في مكافحة الإرهاب".
وكان ذلك بعد انتخابات يونيو/حزيران 2015 التي عجز فيها العدالة والتنمية عن حصول على نسبة الأصوات اللازمة لتشكيل الحكومة منفردًا، وفشل في الدخول في تحالف مع أي حزب لتشكيل حكومة ائتلافية، ومن ثم تمت الدعوة لانتخابات مبكرة أجريت في نوفمبر/تشرين ثان من نفس العام.
وخلال الفترة التي امتدت بين الاستحقاقين وقعت العديد من الهجمات الإرهابي التي سقط فيها عدد كبير من الضحايا معظمهم من الأكراد.
وأضاف داود أوغلو في عرض أسباب امتناعه عن الاعتراض قائلا "لم أرغب في إعطاء انطباع بانقسام داخلي بالحزب في ظل تلك المرحلة الحساسة في مكافحة الإرهاب ووسط اقتراب الانتخابات المبكرة"
وتابع "لقد رأيت القائمة التي تم إعدادها بتعليمات من أردوغان تتضمن أسماء أثق بها، لكن عندما شهد حزبنا انقلابًا داخليًّا أدى لتركي منصب رئيس الوزراء والحزب أدركت حينها أنني أخطأت في الثقة بهؤلاء الزملاء".
في السياق ذاته أردف داود أوغلو قائلا "كان يتوجب عليّ التمسك بموقفي حينها والإصرار على طرح قائمتي خلال المؤتمر".
واستطرد قائلا "لكن لم أتوقع أن السياسة ستفقد مبادئها بهذه الدرجة وأن الرفاق الذين أثق في شخصيتهم سيوقعون على نص لأقالتي من رئاسة الوزراء والحزب لا يؤمنون به استجابة للتعليمات. كانت هذه هي النقطة التي تحددت فيها الولاءات في الصراع”.
وردًا على سؤال حول الذي أعد القائمة المذكورة قال داود أوغلو "هذه النقطة يعرفها الجميع.. السيد بن علي يلدرم -آخر رئيس وزراء تركيا قبل الانتقال للنظام الرئاسي- هو الذي أعدها بعلم أردوغان”.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس، رجب طيب أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وكان داود أوغلو قد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية، ذو الجذور الإسلامية، في 13 سبتمبر/ أيلول قائلا إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
وجاءت استقالته بعد شهرين على استقالة النائب الأساق لرئيس الوزراء، علي باباجان من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وفي 13 ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.