وثائق.. أردوغان أشرف على تغطية مظاهرات الإخوان بمصر 2013
تدخل شخصيًا في تغطية إحدى الشبكات التلفزيونية الخاصة حيث أمر مديرها بعرض برامج مواتية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي
كشف موقع إخباري سويدي، الجمعة، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تدخل شخصيا في دعم التغطية الإعلامية لاحتجاجات تنظيم الإخوان الإرهابي بمصر في عام 2013.
ووفق موقع "نورديك مونيتور" فإن تسجيلات هاتفية سرية في إطار تحقيق جنائي بشأن شبكة للجريمة المنظمة في تركيا عام 2013، أظهرت أن أردوغان حاول السيطرة على القصة المعروضة حول مظاهرات الإخوان.
وأضاف أن أردوغان عندما رئيسًا لوزراء تركيا تدخل شخصيًا في تغطية إحدى الشبكات التلفزيونية الخاصة للأحداث في مصر في يوليو/تموز عام 2013، حيث أمر مدير الشبكة بعرض برامج مواتية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأظهرت الوثائق أن أردوغان تدخل لدعم مرسي في ظل افتقاره لدعم المعارضة التي اتهمته بالسطو على انتخابات عام 2012، وتقويض مؤسسات الدولة، والسعي وراء تعزيز قبضته وجماعة الإخوان على البلاد.
وبالتدخل عبر أحد الموالين الذين زرعهم في الشبكة التلفزيونية الخاصة، وجه أردوغان بالتقليل من خطورة الاحتجاجات المناهضة لمرسي في ميدان التحرير، والتركيز على مظاهرات الإخوان في ميدان رابعة (ِشرق القاهرة)، كما طلب بتغطية تتماشى مع شبكة الجزيرة القطرية، التي تتبع سياسة تحريرية موالية للإخوان.
ومساء 3 يوليو/تموز عام 2013، هاتف أردوغان مدير مجموعة "سينر ميديا" التركية محمد فاتح سراج؛ ليشكو بشأن تغطية "خبر ترك" للأحداث في مصر، وتعليقات ضيف أحد البرامج، حيث طلب منه استخدام الجزيرة كمصدر للمعلومات، ورد سراج بالقول إنه سيهتم بطلباته فورًا.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن سراج، وهو شخصية تركية في جماعة الإخوان، جاء على المجموعة الإعلامية في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2012 بصفته نائب رئيس مجلس الإدارة بعد اتفاق سري أبرم بين مالك المجموعة تورجاي سينر وأردوغان.
وكان مكلفًا بتحريف السياسة التحريرية للمنصات التابعة للمجموعة الإعلامية، متضمة صحيفة خبر ترك، وتلفزيون خبر ترك، والمواقع الإخبارية، والمحطات الإذاعية، لمصلحة أردوغان وحكومته.
وفي المقابل، حصل سينر، الذي يهتم بعدة قطاعات من التعدين إلى الطاقة، بمكاسب من العقود والعطاءات المقدمة من الحكومة.
وقال أردوغان: "لما لا تعرض مسجد رابعة العدوية والشوارع المحيطة"، في إشارة إلى المنطقة التي شهدت مظاهرات الإخوان احتجاجا على الإطاحة بمرسي، لكن رد سراج بالإشارة إلى انقطاع البث.
وعلى ما يبدو أن هذا الرد أغضب أردوغان، الذي انتقده بسبب عرضه ميدان التحرير، حيث كان يحتفل المصريون بالإطاحة بمرسي.
وقال أردوغان: "لا، تظل تعرض ميدان التحرير، دائمًا تعرض شوارع التحرير"، وعندما رد سراج بأنه غير قادر على التواصل مع الناس في رابعة، وجهه رئيس الوزراء التركي باستخدام المقاطع المصورة المعروضة عبر شبكة الجزيرة.
وفورًا، انقسمت شاشة "خبر ترك" كما لو أنها تعرض المظاهرات في المكانين، لكنها أخطأت وعرضت احتفالات التحرير عبر الشاشتين، الأمر الذي زاد من حنق أردوغان.
وقال سراج إن الجهة الشمال تعرض رابعة العدوية، لكن قاطعه أردوغان بالقول إن هذه ليست رابعة، مضيفًا: "ألا ترى، إنهم يطلقون الألعاب النارية هناك (في التحرير). فكر في الأمر، استخدام الألعاب النارية في ميدان رابعة (من جانب أتباع الإخوان؟)، ورد سراج بأنه سيعتبر طلبات أردوغان أوامر، وسيطبقها على الفور.
وخلال المحادثة بين مدير الشبكة التركية وأردوغان، ظهر اسم أشرف عبدالغفار أحد قادة جماعة الإخوان، وقال سراج لأردوغان: "أتواصل مع الدكتور أشرف حالًا. سيدي، سأحصل على المعلومات من الدكتور أشرف فقط، وسأتواصل معه".
وتدعم تركيا تنظيم الإخوان الإرهابي بشكل واسع منذ الإطاحة بمرسي في احتجاجات شعبية صيف 2013 وتحتضن العديد من قادتها وشبابها الذي فروا من مصر جراء تورطهم في أعمال عنف بالبلاد، كما تبث منها قنوات معادية للقاهرة.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز