مستشار عباس لـ"بوابة العين": ندرس مقاضاة بريطانيا بسبب "بلفور"
نبيل شعث قال إن دعوة نتنياهو لاحتفالات ذكرى الوعد، دليل على أن الإسرائيليين "ليسوا متفرجين وإنما محرضون رئيسيون".
قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، إن بلاده تدرس مقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور الذي تحل مئويته الأولى بعد غدٍ الخميس.
وأضاف شعث في حوار مع بوابة العين الإخبارية "لدينا لجنة قانونية تدرس الآن الجانب القانوني، بمعنى رفع قضايا على بريطانيا، وهو ما يتطلب الجاهزية من حيث الوثائق والمستندات، ونبحث أيضا إن كان من الأفضل أن نتوجه أولا إلى محاكم بريطانية أو المحكمة الدستورية العليا للاتحاد الأوروبي أو محكمة العدل الدولية".
وتابع "بالتالي فإن اللجنة تدرس الآن ما هو ممكن من حيث القضية والقضاء لمحاكمة بريطانيا على ما فعلته ومطالبتها بالتعويض".
ولفت شعث إلى أن "هناك أيضا لجنة سياسية، وفي اللحظة التي تعلن فيها بريطانيا استعدادها للاعتذار وبحث التعويض فإننا سنجلس معها، ولكن طلبنا منهم بداية أن يكون أول تعويض هو الاعتراف بدولة فلسطين ومن ثم يمكن بحث التعويضات المالية التي من الممكن أن يقدموها ".
واستهجن شعث التصريحات التي أطلقتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل أيام وقالت فيها إن بلادها ستحتفل بفخر بمئوية بلفور .
وقال معقبا على تصريحاتها: "يتكلمون بنفس استعماري، تصورنا أنهم نسوه بعد فترة طويلة من الزمن".
وأردف بقوله "نحن ما زلنا ندفع ثمن وعد بلفور، والسبب الحقيقي لغضبنا الشديد علي بريطانيا هو أنهم ليس فقط أطلقوا وعدا ووضعوه على الرف وإنما بعد هذا الوعد احتلوا فلسطين وذهبوا إلى عصبة الأمم وجلبوا انتدابا على فلسطين واستخدموا الانتداب لتنفيذ وعد بلفور".
مستطرداً "وبالتالي هم ليس فقط وعدوا وإنما نفذوا الوعد بإعطاء أرض فلسطين للإسرائيليين وتسليحهم وإعدادهم عسكريا، وعندما أصبحوا جاهزين انسحب الجيش البريطاني وسلّم كل الأماكن الرئيسية للإسرائيليين وبالتالي فإن جريمتهم مستمرة حتى الآن".
"قالوا إن فلسطين أرض بلا شعب في حين أننا كنا نمثل 94% من الشعب عندما صدر وعد بلفور ، وبدلا من قول الفلسطينيين فقد تذكرونا في آخر الوعد بتسميتنا غير اليهود، وهو ما يعني أننا لا حقوق لنا إلا الدينية".
واعتبر شعث أن "هذه فرصة لمواجهتهم وتحميلهم المسؤولية بكل ما نستطيع".
وحول مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاحتفالات التي تنظمها بريطانيا نهاية الأسبوع الجاري بمئوية بلفور، قال شعث: "الإسرائيليون طالبوا بريطانيا بتنظيم الاحتفالات وبالتالي فإنهم ليسوا متفرجين وإنما محرضون رئيسيون".
ولفت إلى أن الأراضي الفلسطينية ستشهد بدءا من يوم غد الأربعاء سلسلة نشاطات للتنديد بوعد بلفور ، على أن تشهد لندن في الرابع من الشهر المقبل، مظاهرة احتجاجية كبيرة.
فعاليات منددة
من جهته، أعلن منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة (فتح)، أن حركته والقوى الوطنية اتفقت على سلسلة من الفعاليات التي سيجري تنظيمها في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على وعد بلفور.
وقال الجاغوب إنه "سيتم رفع الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء على المقار الرسمية والشعبية وفي جميع الفعاليات. حيث من المفترض أن تبدأ الفعاليات في الأول من نوفمبر، بوقفة احتجاجية أمام باب الزقاق الساعة الثانية عشرة ظهراً في بيت لحم".
وأضاف "على أن تكون ذروة النشاطات يوم الخميس، حيث ستشمل وقفة احتجاجية بمنطقة الشيخ جراح في القدس أمام القنصلية البريطانية، وتسليم مئة ألف رسالة من طلبة المدارس إلى رئيسة الوزراء البريطانية بالتزامن مع مسيرات في رام الله ونابلس وطوباس والخليل وحلحول".
أما قطاع غزة، فمن المقرر أن تنطلق مسيرة شعبية وفصائلية من ميدان الجندي المجهول إلى مقر الأمم المتحدة، وفق الجاغوب الذي لفت أن خطب الجمعة ستخصَص للحديث عن الوعد المشؤوم، كما ستقرع أجراس الكنائس في فلسطين.
وعد بلفور
ووعد بلفور هو الاسم الذي سميت به الرسالة التي وقّعها وزير الخارجية البريطاني الأسبق أرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر/تشرين ثان 1917، وأرسلت إلى اللورد ليونيلو التر دي روتشيلد، زعيم الجالية اليهودية البريطانية، معلناً فيها دعم الحكومة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب السكان الأصليين في تلك الأرض.
وكانت فلسطين في ذلك الوقت تحت سيطرة العثمانيين، ولكن الوعد نُفذ فعلاً بعد الانتداب البريطاني بدءاً من عام 1920.
وتم حينها تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتزويد اليهود بالسلاح وصولاً إلى إقامة دولة إسرائيل مع انتهاء الانتداب البريطاني عام 1948