مصادر لـ"بوابة العين" : مصر أوقفت حرباً إسرائيلية رابعة على غزة
مصدر فلسطيني قال إن اتصالات مكوكية بين الجانب المصري والفصائل الفلسطينية في غزة، أجلت مواجهة كان يمكن أن تندلع.
بعد يومين من استشهاد 8 فلسطينيين في تفجير إسرائيلي استهدف نفقًا جنوب قطاع غزة، بات من المؤكد أن جهودًا مصرية، جنبت القطاع حربًا رابعة كان يمكن أن تنفجر حال حدوث رد على الهجوم الإسرائيلي.
وأكد مصدر فلسطيني مطلع لـ"بوابة العين" أن اتصالات مكوكية بين الجانب المصري والفصائل الفلسطينية في غزة، أجلت مواجهة كان يمكن أن تندلع، إذا نفذت الفصائل تهديدها بالرد على الغارة الإسرائيلية التي قتلت عددا منهم.
وقال المصدر إن الاتصالات منعت موجة صواريخ كان إطلاقها مرتبا ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقطعا من النفق داخل الحدود الإسرائيلية، لافتا إلى أن توقيت الهجوم في ظل ترتيبات المصالحة وتسلم الحكومة مهامها بغزة، شكل ضغطا إضافيا ساعد في الوصول لقرار الهدوء.
وسادت مخاوف عقب الهجوم بتكرار سيناريو حرب 2104 التي وقعت بعدما قتلت إسرائيل 7 من كتائب القسام في قصف نفق برفح، أعقبها إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل قبل أن تتطور لحرب مدمرة استمرت 51 يوما.
اتصالات وضغوط
وقال الكاتب الفلسطيني خالد صادق، رئيس تحرير مطبوعة الاستقلال القريبة من حركة الجهاد الإسلامي، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن وجود جهود تبذل من أجل احتواء الموقف ووضع حل يرضي حركة الجهاد الإسلامي ولا يجر حربا على قطاع غزة.
وقال "أعتقد أن هناك ضغوطا تمارس أيضا من حركة حماس على حركة الجهاد وهذا واضح من اتصالات هنية وأبو مرزوق ومشعل برمضان شلح".
وأجرى قادة حماس الثلاثة اتصالات مع رمضان شلح زعيم الجهاد المقيم بين بيروت ودمشق، تناولت الهجوم وخيارات الرد عليه.
ومع ذلك، يشير صادق إلى وجود حالة غضب في صفوف الجهاد ومطالب من قاعدة الحركة للرد، مضيفا "قيادة الجهاد بالتأكيد لا تغفل صوت الشارع".
فاعلية الاتصالات المصرية
مصدر مسؤول في حركة الجهاد أكد لـ"بوابة العين" وجود اتصالات مصرية وأخرى من حماس لأخذ موقف موحد بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وصفه بالغادر.
وقال المصدر إن "الجهود المصرية المشكورة مقدرة من الحركة، وهي جهود مستمرة ونقدر الدور المصري لصالح شعبنا"، معتبرا أن الأولوية الآن عند حركته إخراج من تبقى من الشهداء في النفق، وكذلك تمرير تسليم المعابر الحدودية للحكومة دون مؤثرات تؤثر على ذلك.
ولا تزال طواقم من الدفاع المدني والنشطاء تجري منذ يوم الهجوم للبحث عن 6 مفقودين من الجهاد داخل النفق، وسط صعوبة كبيرة نتيجة الغازات داخل النفق والانهيار الذي تسبب به التفجير الإسرائيلي.
وقال مسؤول آخر بحركة الجهاد، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن حركته "تدرس الرد على جريمة الاحتلال مع قوى المقاومة لأن الجريمة تستدعي ردا مناسبا"، ولكنه أشار إلى أن "تبحث أشكال الرد ومكانه إذا كان من غزة أم مكان آخر".
قطع الطريق على تخريب المصالحة
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي صادق أمين أن التحرك المصري السريع، قدم دليلا على فعالية دور مصر المساند والداعم للقضية الفلسطينية.
وقال لـ"بوابة العين" إن جوهر التحرك هو قطع الطريق على محاولات إسرائيل تخريب مسار المصالحة الفلسطينية وترتيبات استلام الحكومة مهامها خاصة قبل يومين من الموعد الذي كان مقررا لاستلام المعابر.
ورأى أن ملف المواجهة مع إسرائيل والتهدئة برمته قد يطرح على الطاولة في المرحلة المقبلة بعد تغير الواقع السياسي في قطاع غزة، واستلام الحكومة الفلسطينية التي تراعي الالتزامات المترتبة على الاتفاقات مع إسرائيل.