بالصور.. التطريز الفلسطيني مهنة نساء ينسجن التاريخ
حرفة التطريز التقليدي تعتبر إطاراً جامعاً للمرأة الفلسطينية في نسج مراحل التاريخ المتجذر بين خيط وإبرة.
لا شك في أن الموروث الفلسطيني التاريخي غني بالمحتوى الشامل للمناحي الحياتية المتعددة؛ فقد تعددت على سبيل المثال لا الحصر أوجهه بين طريقة العيش والمأكل والمشرب، وحتى الملبس الذي يعكس بصورة صريحة واحدة من الوسائل التي استطاعت النسوة في فلسطين على مر التاريخ صقل مهنتها وتوريثها للأجيال.
وتعتبر حرفة التطريز إطاراً جامعاً لدور المرأة الفلسطينية في نسج مراحل التاريخ المتجذر بين خيط وإبرة؛ فبأبسط الأدوات واجه التطريز ترسانة الأسلحة الإسرائيلية وبقي سلاحا في وجه محاولات طمس الهوية وتزوير التاريخ.
التطريز الذي يتخذ أشكالا عدة في نسج الملابس خضع وعبر الزمن لمعايير مختلفة؛ فلكل منطقة فلسطينية نقش محدد، حتى إن بعض الأرياف تمايزت بالنقوش المستوحاة من طبيعة فلسطين، فتارة تجد منجلا وهي أداة الحصد في الريف وتارة أخرى تجد نقش امرأة تعد خبز الطابون، ويؤكد المؤرخون أن الثوب الفلسطيني لم يكن فقط تداخل خيوط بل شكل لوحة فنية وشريطا صوريا لتطور الحياة الفلسطينية وصولاً إلى عصرنا هذا.
وبالسير مع مواكبة الحياة زادت النسوة في استخدامات التطريز ليشمل جانبا واسعا في المنزل ولوازمه كالأثاث والتحف والوسائد، ورغم أن بعضها يحتاج لجهد ووقت لإنجازه؛ فإن طيف ألوانها ودلالتها بتأكيد الهوية الفلسطينية يعزز فكرة أن المعاناة جزء يسير من الجمال أو الانتصار.
أم ابراهيم واحدة من النساء اللواتي عملن بشغف في مجال التطريز، لا سيما أنها توارثت هذه المهنة عن والدتها واقتبست عمن سلف الكثير لتتمكن من إعالة أسرتها وتمكينها اقتصاديا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأسر الفلسطينية.
وتقول أم ابراهيم إن العمل والتطوير ومواكبة رغبات الزبائن أساس لإبقاء هذه الحرفة بعد غزو دور الملابس العالمية للأسواق؛ الأمر الذي دفع الكثيرين لإضفاء التطريز ودمجه في ملابس العصر الحالي، وكأنما مستقبل يرافق الماضي في جولة الحاضر.