الاحتلال يصعد في غزة.. وجهود مصرية أممية للتهدئة
مصر والأمم المتحدة يبذلان جهوداً حثيثة من أجل إعادة الهدوء إلى القطاع بعد تدهور خطير ينذر بانجرار الأمور إلى حرب إسرائيلية جديدة.
بعد فترة من الهدوء النسبي، اشتعلت الأوضاع، اليوم الإثنين، مجددا في قطاع غزة، وذلك في أعقاب عملية توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي نفذتها أمس الأحد.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة العشرات، مساء الإثنين، جراء قصف طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي عدة أهداف في قطاع غزة.
جاء هذا في الوقت الذي أكد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، إطلاق عدة قذائف من قطاع غزة، في الوقت الذي دوت فيه صافرات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
الرد على جريمة الاحتلال
أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل في غزة تبني المسؤولية عن إطلاق عدة قذائف على إسرائيل، الإثنين، مشيرة إلى أنها جاءت رداً على جريمة الاحتلال العدوانية الغادرة، مساء أمس الأحد.
وأوضح بيان الفصائل أنه تم استهداف حافلة إسرائيلية تقل عدداً من جنود الاحتلال في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخ موجه من طراز "كورنيت".
وحذرت الفصائل الاحتلال من خلال البيان من استمرارية قصف القطاع، موضحة أنها ستزيد من مدى وعمق وكثافة قصفها لمواقعه ومستوطناته.
وكانت غارات إسرائيلية واشتباكات قد وقعت في قطاع غزة، أمس الأحد، أسفرت عن مقتل 6 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين، مساء الأحد، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أدرعي، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن: "وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي قامت بعملية نوعية داخل قطاع غزة، وحدث تبادل لإطلاق النار، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة آخر خلال العملية".
وكان جيش الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، أعلن عن مقتل أحد ضباطه وإصابة آخر خلال الاشتباكات داخل القطاع، في الوقت الذي قرر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل أمس الأحد، قطع زيارة قصيرة يقوم بها إلى باريس والعودة إلى إسرائيل.
غارات وقصف على غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائرات حربية ومدفعية قصفت، مساء الإثنين، بعدد من الصواريخ، أراضي زراعية وممتلكات للفلسطينيين في عدد من مدن قطاع غزة.
وذكرت مصادر أن طائرات استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً تحذيرياً على مبنى الكلية الجامعية في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وأوقع أضراراً في المكان.
كما قصف الطيران الحربي مواقع وأراضي زراعية وفارغة في مدينة غزة ووسط وشمال وجنوب القطاع، بعدد من الصواريخ والقذائف المدفعية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "الاحتلال هاجم ٢٠ موقعاً في قطاع غزة تابعاً لمنظمتي حماس والجهاد الإسلامي من خلال طائرات ومروحيات حربية ودبابات، كما تم استهداف خلايا إطلاق القذائف الصاروخية".
وفي وقت لاحق، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، مقر قناة الأقصى الفضائية، في قطاع غزة، ودمرته بالكامل.
وذكرت مصادر أن طائرات استطلاع إسرائيلية أطلقت على مبنى الفضائية 3 صواريخ تحذيرية، تبعها قصف بـ3 صواريخ من الطيران الحربي "إف16"، ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل المجاورة.
وأشارت المصادر إلى أن القصف الجوي العنيف لطائرات الاحتلال ما زال مستمراً حتى اللحظة على مناطق واسعة في قطاع غزة.
جاء هذا في الوقت الذي دمّرت فيه طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، عمارة سكنية في حي النصر وسط مدينة غزة.
وقال شهود عيان: "إن طائرات الاحتلال من نوع إف 16"، دمرت عمارة الرحمة المكونة من 3 طوابق في شارع العيون بحي النصر غرب مدينة غزة وسوتها بالأرض".
جهود للتهدئة
أعلن مصدر دبلوماسي، الإثنين، أن مصر والأمم المتحدة يبذلان جهوداً حثيثة من أجل إعادة الهدوء إلى قطاع غزة بعد تدهور خطير ينذر بانجرار الأمور إلى حرب إسرائيلية جديدة.
وبدأت الاتصالات المصرية تساندها جهود أممية منذ عصر اليوم الإثنين، مع الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في محاولة لاستعادة الهدوء بالقطاع.
وأقرت مصادر دبلوماسية لـ"العين الإخبارية" بصعوبة الاتصالات بسبب خطورة الوضع الميداني، ولكنها أشارت إلى أن الاتصالات مستمرة ولم تتوقف.
وقال نيكولاي ميلادنوف، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، إن "الأمم المتحدة تعمل بشكل وثيق مع مصر وجميع الأطراف المعنية لضمان تراجع غزة عن حافة الهاوية".
وأضاف في بيان أن"التصعيد في الـ24 ساعة الماضية خطير للغاية ومتهور، يجب أن تتوقف الصواريخ، يجب إظهار ضبط النفس. يجب ألا يدخر أي جهد لعكس مسار دوامة العنف".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز