بعد 29 عاما على الاستقلال.. فلسطين بانتظار عضوية أممية كاملة
فلسطين تحظى بدعم الغالبية العظمى من دول العالم، ولكن تركيبة مجلس الأمن تحول دون أن تصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة.
"إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، بهذه العبارات الشهيرة أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات في المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر في مثل هذا اليوم قبل 29 عاما، قيام دولة فلسطين، ليقابل بدعم غالبية دول العالم، دون أن تنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
فتركيبة مجلس الأمن الدولي ونظام عمله ما زالا يحولان دون اكتمال عضوية فلسطين قبل عام من بلوغها الـ3 عقود، وبإعلانه عن قيام الدولي في الـ15 من نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وضع عرفات معالم الطريق أمام أول مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية أفضت إلى اتفاق أوسلو عام 1993 ما قاد إلى قيام أول سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان من المأمول من الاتفاق أن يؤدي بعد 5 سنوات من توقيعه إلى قيام دولة فلسطينية، إلا أن السلطة التي كانت مرحلية في هذا الاتفاق باتت في عيون الكثير من الفلسطينيين دائمة بسبب الرفض الإسرائيلي لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وإزاء هذا الموقف الفلسطيني، سعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عام 2011 لترسيخ دولة فلسطينية من خلال قرار بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في مجلس الأمن، ولكن تركيبة المجلس حالت دون ذلك.
وجدد الرئيس عباس مساعيه في العام التالي 2012 ولكن هذه المرة من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ فحظيت فلسطين بصفة "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة" بدعم 138 دولة وامتناع 41 دولة عن التصويت ومعارضة 9 دول.
وفي 2015 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية أعضائها رفع علم فلسطين في مقار الأمم المتحدة؛ ليرفرف العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام الدول الأخرى في المنظمة الأممية.
ولكن رغم الرمزية السياسية لهذه الخطوات؛ فإنها لم تنهِ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ولا تلوح في الأفق نهاية لهذا الاحتلال الإسرائيلي؛ ما دفع القادة الفلسطينيين للتحذير من أنه في حال عدم قيام الدولة الفلسطينية بموجب حل الدولتين، المدعوم دوليا؛ فإنه يتكرس على الأرض أكثر فأكثر دولة فصل عنصري بنظامين، واحد للفلسطينيين وآخر للإسرائيليين، أو أن الأمور قد تتدحرج نحو واقع الدولة الواحدة.
مجدلاني: الدولة أضحت حقيقة قائمة
وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لبوابة العين الإخبارية : "منذ إعلان الاستقلال قبل 29 عاما وحتى الآن تراكمت الكثير من الإنجازات على طريق تحقيق الاستقلال الناجز للشعب الفلسطيني، ونعتقد أنه بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة والإنجازات التي تكللت فإن الدولة قادمة، وأهم إنجاز هو قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية؛ فهو مكسب كبير شكل نقلة نوعية في نضال شعبنا".
وأضاف: "أيضا خلال هذه السنوات تراكمت إنجازات دبلوماسية وسياسية مهمة جعلت من موضوع الدولة الفلسطينية خيارا ليس فقط فلسطينيا وإنما أيضا دوليا؛ حيث زاد الدعم والتأييد للدولة الفلسطينية باعتباره ضمانة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع".
ورأى مجدلاني أن الدولة الفلسطينية أصبحت حقيقة وقال: "رغم كل الصعوبات ولكن الدولة الفلسطينية أصبحت حقيقة واقعة لابد منها".
ولم يتمكن مجدلاني من تحديد سقف زمني لقيام الدولة الفلسطينية.
أبو يوسف: على ثقة بأنها ستقام
بدوره قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"بوابة العين"، إن محطة إعلان الاستقلال في الجزائر بصوت الشهيد ياسر عرفات هي تأييد للحق الطبيعي للشعب الفلسطيني بالدولة، وهو ما عكس نفسه باعتراف نحو 100 دولة في العالم بهذه الدولة وهو ما فاق في حينه عدد الدول التي كانت تعترف بإسرائيل".
وأضاف: "منذ ذلك الإعلان كانت هناك محطات مهمة لتجسيد هذه الدولة على الأرض الفلسطينية أبرزها عودة منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها إلى أرض الوطن، ولكن سلطات الاحتلال حاولت أيضا الحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية من خلال البناء والتوسع الاستيطاني وخاصة في مدينة القدس لإخراجها من أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم إمكانية تواصل هذه الدولة جغرافيا من خلال المستوطنات على الرغم من كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة التي تؤكد أن الاستيطان هو جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني".
وتابع: "كما أن هناك إنجازا مهما تم على صعيد الأمم المتحدة باعتراف جمعيتها العامة بدولة فلسطين كعضو مراقب بتأييد 138 دولة وما تبع ذلك من حصد لمزيد من الاعترافات في المؤسسات الدولية وخاصة اليونسكو وغيرها من المؤسسات فضلا عن التأييد الساحق الذي تحظى به فلسطين في المؤسسات الدولية رغم الضغوط".
وأشار أبو يوسف: "رغم التضحيات التي قدمها مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى؛ فما زال الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه متمسكا بحقوقه بقيام الدولة، ونحن لدينا كل الثقة بأن هذه الدولة ستقام بالتأكيد وستكون عاصمتها القدس".
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز