فلسطين تبحث في العراق عن بديل الوقود الإسرائيلي
"العين الإخبارية" علمت من مصادر حكومية أن الزيارة تهدف إلى بحث الحكومة الفلسطينية عن بدائل وتنوع في مصادر التزود بالوقود.
وصل رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه، الإثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية تستمر ليومين، يلتقي خلالها مسؤولين في الحكومة الاتحادية.
وأبلغ إبراهيم ملحم، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، "العين الإخبارية"، بأن الزيارة تأتي في ظل مساعي الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل في عديد من القطاعات كالصحة والزراعة والطاقة والغذاء.
وقال ملحم إن الزيارة التي تستمر يومين ستبحث أوجه تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين، "وبعد أيام من توقيع حكومتنا مع نظيرتها الأردنية حزمة اتفاقيات اقتصادية في مجال الطاقة والجمارك".
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر حكومية أن الزيارة تهدف كذلك إلى بحث الحكومة الفلسطينية عن بدائل وتنوع في مصادر التزود بالوقود المبيع في السوق الفلسطينية، إذ تعد إسرائيل المصدر الأوحد له حاليا.
وقالت المصادر إن الحكومة الفلسطينية ستنظر في إمكانية تزويد العراق الجانب الفلسطيني بحاجته من الوقود عبر الأراضي الأردنية على شكل خام أو وقود مكرر وفق المواصفات الأوروبية المعمول بها لدى الاحتلال الإسرائيلي.
ويسمح بروتوكول "باريس الاقتصاد المنظم للعلاقة الاقتصادية بين إسرائيل وفلسطين"، باستيراد الأخيرة الوقود شريطة مطابقته للمواصفة الأوروبية، وعدم وجود فارق في السعر يزيد أو يقل عن 15% عن المبيع في السوق الإسرائيلية.
وفي الوقت الحالي، تستورد فلسطين 100% من حاجتها من الوقود من خلال إسرائيل بكمية شهرية تتراوح بين 65 و70 مليون لتر تتوزع بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولا تملك الحكومة الفلسطينية مصفاة لتكرير النفط الخام، بل تستورد الوقود جاهزا من إسرائيل، وستكون أمام تحديات تكريره في السوق الأردنية ضمن المواصفات الأوروبية أو نقل الخام من العراق إلى المصفاة الإسرائيلية.
وفي كلا الخيارين، فإن الحكومة الفلسطينية ستصطدم بموافقة إسرائيلية، سواء لبناء المصفاة أو للتزود بالوقود من الجانب الأردني عبر صهاريج أو في حالته الخام عبر خط الأنابيب.
ولا يعمل الأردن بالمواصفات الأوروبية فيما يتعلق بالوقود المكرر والمبيع في السوق المحلية، وهو الأمر الذي قد يصعب على الجانب الفلسطيني، لتنويع مصادر التزود بالوقود من غير إسرائيل في الوقت الحالي، وفق المصادر.
ويشارك في زيارة العراق، إلى جانب رئيس الوزراء محمد اشتيه، وفد مكون من وزير المالية شكري بشارة، ووزير الاقتصاد خالد العسيلي، ووزير الخارجية رياض المالكي، ووزير الزراعة رياض العطاري.
ويعد العراق بلدا منتجا للنفط الخام، إذ يعد ثاني أكبر منتج للخام في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ قرابة 4.5 مليون برميل، بعد السعودية التي تنتج في المتوسط 10 ملايين برميل.
ويخوض العراق والأردن حاليا مفاوضات متقدمة للبدء بتنفيذ بناء خط أنبوب لنقل النفط من مدينة البصرة جنوب العراق إلى مدينة العقبة (أقصى جنوب الأردن) على البحر الأحمر بهدف فتح أسواق جديدة للخام العراقي.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز