مفتي فلسطين يحذر من مستشفى أمريكي وافقت حماس على إقامته
الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية دعا لمقاطعة المستشفى الذي يقام بموافقة حماس وإسرائيل.
أثارت الصور الفوتوغرافية للشروع في إقامة مستشفى أمريكي ميداني شمال قطاع غزة بموافقة حركة حماس، جدلا فلسطينيا، فيما حذر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية من المشروع ودعا إلى مقاطعته.
والمستشفى الذي سيقام بموافقة إسرائيل أيضا، خصصت له حماس 40 دونما (قرابة 40 ألف متر مربع) قرب معبر بيت حانون، ودافعت عنه بدعوى أنه "خدمة للشعب الفلسطيني وليست له أي دلالات سياسية".
وقال الشيخ حسين، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه: إن "ظاهر هذا المشفى فيه الرحمة ومن قبله العذاب، ولا يفترق كثيرا عن صورة مسجد الضرار الذي أمر الله سبحانه بهدمه، ومنع رسوله، صلى الله عليه وسلم، من الإقامة فيه؛ لما يحمله من فساد للدين والمؤمنين وعبادتهم".
وأشار إلى أن إقامة المستشفى الأمريكي تأتي في وقت "تمنع فيه أمريكا المساعدات السياسية والمالية عن شعبنا الصامد، وتهدي أراضينا للمستوطنين، وتتآمر على قدسنا ومقدساتنا، وتفرض عقوبات مالية على اقتصادنا ومشافينا ومؤسساتنا، وتحارب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، فلا يمكن لعاقل أن يصدق بأن هذا المشروع بريء من الشبهات والتسييس المعادي".
وطالب الشيخ حسين الفلسطينيين في غزة "بعدم التعاطي مع هذا المشفى، وأخذ الحيطة والحذر من التعامل معه".
من جهتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنها "لم تكن جزءا من أي تفاهمات أو ترتيبات تتعلق بهذا الأمر أو غيره، أو قبولها بتصوير ذلك وكأنه أحد إنجازات مسيرة العودة التي انطلقت وتهدف لإبقاء الصراع وجذوته حول القضايا المركزية لشعبنا وفي مقدمتها حقه في العودة إلى أرض وطنه".
وحذرت الجبهة الشعبية "من استخدام معاناة شعبنا واحتياجاته لتحقيق أهداف سياسية معادية"، ورأت أن التخفيف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء الحصار والانقسام تكون "بوقف إجراءات السلطة تجاهه، وإنهاء الانقسام الذي فاقم من هذه المعاناة، وباستمرار النضال من أجل إنهاء الاحتلال".
وقالت إن "الولايات المتحدة الأمريكية كانت وستبقى عدوا رئيسيا لشعبنا، في إطار تحالفها الاستراتيجي مع العدو الصهيوني، وفي سياستها وقراراتها الهادفة إلى تصفية قضية وحقوق شعبنا الوطنية، وبالتالي فإن كل ما يأتينا من خلالها تحت مسميات أو صفقات سياسية أو إنسانية، يهدف إلى ذلك وإلى تأبيد الاحتلال".
وتأتي إقامة المستشفى في ظل وقف القيادة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب نهاية عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلها منتصف عام 2018 سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارا في العامين الماضيين رفضه الخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وتقول منظمة "فريندشيبس" الأمريكية غير الحكومية إنها تقيم المستشفى الميداني بقيمة 450 ألف دولار أمريكي.
وأشارت على موقعها الإلكتروني إلى أن المستشفى المكون من خيام، سيشمل 50 سريرا علاجيا، وله مولد كهرباء ووحدات تدفئة ونظام إضاءة، وتم نقل المعدات إليه على 21 شاحنة.