سفير فلسطين عن دعم مصر لدعوى «العدل الدولية»: قرار مهم سياسيا وقانونيا
"أهمية سياسية وقانونية" صبغها السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، على إعلان مصر الانضمام لجنوب أفريقيا في دعوى "العدل الدولية".
السفير الفلسطيني بالقاهرة اعتبر أن التحرك المصري الذي يأتي "في توقيت مهم جدا"، يحمل "أهمية سياسية وقانونية كبيرة"، في خضم تصعيد الجيش الإسرائيلي هجومه في رفح، والدفع إلى موجات نزوح جديدة.
وقال السفير الفلسطيني في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "نرحب بالتحرك المصري الجاد الذي يكتسب أهمية سياسية وقانونية كبيرة؛ لكشف جرائم إسرائيل، خاصة أننا نتحدث عن دولة عربية كبيرة تلعب دورا محوريا كبيرا، وذات تأثير كبير على مجريات الأحداث سواء في الإقليم أو العالم".
وانضمت مصر، أمس الأحد، إلى جنوب أفريقيا في الدعوى التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل، تتهمها بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
واعتبر السفير دياب اللوح، أن "التحرك المصري مهم جدا في هذا التوقيت وداعم ومساند للتحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني الفلسطيني، وأيضا التحرك القانوني الذي تقوده جنوب أفريقيا وساهمت فيه نيكاراغوا من خلال الدعوة أيضا التي رفعتها على ألمانيا".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، رفعت جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، أكدت خلالها أن الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وينتهك اتفاقية الإبادة الجماعية.
ونوه السفير الفلسطيني بأن تحرك مصر هو امتداد لدورها التاريخي في مساندة ودعم القضية الفلسطينية، في الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني، حيث وقفت القاهرة سدا منيعا ضد مخطط التهجير القسري، ولها مواقف ثابتة راسخة عبرت عنها القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال: "تقود مصر أيضا الجهود المبذولة جنبا إلى جنب مع الأشقاء العرب من أجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني وإغاثته".
وأعرب عن أمله في أن يسهم التدخل المصري في سرعة دفع المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ قرار حاسم ضد إسرائيل، مؤكدا أن "إسرائيل تضرب بعرض الحائط جميع النداءات والدعوات العربية والدولية لوقف الحرب، وتراهن على عنصر الوقت خاصة في ظل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي الذي يصر على استمرار العدوان من أجل البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة".
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أمس، اعتزامها "التدخل رسمياً لدعم تلك الدعوى، للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة".
وعن أسباب دعم دعوى جنوب أفريقيا، قالت الخارجية المصرية إن التحرك يأتي "في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة".
الطريق يمر بأمريكا
من جانب آخر، أشار سفير فلسطين إلى أن الدول العربية خاصة في "الإطار السداسي"، قدمت في اجتماعها الأخير بالقاهرة ورقة تفاهمية متفق عليها، إلى الطرف الأمريكي لدراستها وإبداء الرأي والتوافق حولها، لوقف الحرب.
وقال: "لكن الرد الإسرائيلي جاء واضحا على الجهود المبذولة للتوصل لهدنة ممتدة تصل لصفقة تبادل الأسرى، بشن الحرب على رفح، وإعادة احتلال المعبر، وإغلاق المعابر التجارية، وارتكاب المزيد من المجازر والجرائم، وهناك تدمير مستمر وكأن الحرب في بداياتها الأولى".
وإزاء ذلك، أكد السفير الفلسطيني، أن "الجهد المصري والعربي بحاجة إلى إسناد قوي من الدول ذات التأثير على إسرائيل خاصة من قبل الإدارة الأمريكية، لأنها الطرف الدولي الأكثر تأثيرا، بل الطرف الوحيد القادر على إقناع إسرائيل أو إلزامها بوقف هذه الحرب على الشعب الفلسطيني".
في سياق متصل، اعتبر السفير دياب اللوح أن تصويت 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يشير إلى أن الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية المبذولة على المستوى الدولي "قد أثمرت تأييدا دوليا كاسحا".
وأضاف: "نحن مستمرون حتى نحصل على حقنا بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة؛ بدعم إماراتي مصري أردني قطري سعودي جزائري، وهناك جهود مبذولة مستمرة من كل الأشقاء العرب ومن الأصدقاء في العالم من أجل نصرة الشعب الفلسطيني".
واستضافت مصر، مارس/آذار الماضي، اجتماعا لوزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر، ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بدولة الإمارات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وشدد المشاركون في الاجتماع على أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع، والتغلب على العراقيل التي تضعها إسرائيل من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2720 بما يلبي احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يواجهون المجاعة.