هل تُورط حماس غزة في حرب رابعة تعاطفا مع إيران؟
جراء الأزمة الإيرانية الإسرائيلية على الساحة السورية
بعد إسقاط طائرة إسرائيلية بنيران سورية، وقصف إسرائيل لمواقع إيرانية داخل سوريا، هل تُورط حماس قطاع غزة في حربٍ رابعة تعاطفا مع طهران؟
أشعل توتر الأوضاع على الجبهة الشمالية بعد إسقاط طائرة إسرائيلية بنيران سورية وما تلاها من غارات إسرائيلية، استهدفت أهدافا إيرانية في الأراضي السورية، مخاوف الفلسطينيين في قطاع غزة من تطور التصعيد ليشملهم في حرب رابعة، خاصة بعد مواقف بعض الفصائل المسلحة بغزة.
الصحفي رشدي أبو العوف، من غزة، عبر عن هذا المخاوف بقوله: "الله يستر ما تحبل في الجولان وتلد عنا، شكلوا اس ٤٠٠ كلمة السر؟".
مخاوف الغزيين زادت، بعدما أعلنت "كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة حماس، رفع درجة الاستنفار بحجة الدفاع عن الفلسطينيين والرد على أي عدوان إسرائيلي "نظرا للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين المحتلة" وفق قولها، وهو ما رأى فيه متابعون رسالة مغازلة لإيران ومليشيا حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نيرانا سورية مضادة للطائرات أسقطت إحدى مقاتلاته اليوم السبت، بعد أن شن هجوما ضد أهداف إيرانية في سوريا أُطلق منها طائرة بدون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي، فيما ضرب الجيش الإسرائيلي في سوريا 12 هدفا إيرانيا وسوريا، وسط إرسال تعزيزات إلى الجولان وشمال إسرائيل، ومخاوف من تطور الأمور إلى حرب شاملة.
العزف على الوتر الإيراني
انضمت عدة فصائل أخرى، عرف عنها تلقي الدعم الإيراني مواقف مشابهة، إلى جوقة العزف على وتر الدعم الإيراني، فقد أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مؤكدة "حق سوريا في الدفاع عن سيادتها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في دفاعه عن أرضه ضد العدوان الصهيوني".
أما ماهر الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالخارج، والمقيم في دمشق، فكان أكثر وضوحا بقوله: "هناك قرار استراتيجي لدى محور المقاومة بأن أي اعتداء إسرائيلي على أي جبهة؛ سيواجه بمعركة شاملة على جميع الجبهات؛ وعلى العدو أن يدرك أنه لن يستطيع الاستفراد بجبهة غزة أو لبنان أو سوريا"!.
وأثارت هذه المواقف غضب الفلسطينيين في قطاع غزة، وأشعلت تخوفهم من تورطهم في حرب رابعة وهم الذين لم يشفوا من آثار الحروب السابقة.
وقال الصحفي محمد الجمل: "خضنا 3 حروب والتعن سلسفيلنا.. لا إيران ولا لبنان ولا سوريا فتحوا فمهم بحرف والآن فصائلنا تهدد وتستنفر .. والله حيلنا كبير".
وشنت إسرائيل 3 حروب على غزة (2008-2009، 2012، 2014) أدت إلى مقتل قرابة 4500 فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، فيما دمرت خلالها قرابة 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، إضافة للتدمير الواسع في المنشآت والبنى التحتية، لا يزال جزء كبير منها مدمرا إلى اليوم.
أوقفوا التهور
وخلال الحروب الثلاث، لم يتعد موقف حزب الله وإيران بيانات التنديد، التي يقول الفلسطينيون إنها لا تسمن ولا تغني من جوع أو توفر مأوى لمشردي الحرب.
ورأى الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن المرحلة حساسة وخطيرة، ويمكن أن تنفجر الأمور على غير إرادة الجميع، منبها أن تدهور الأمور الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة، تستوجب من جميع الفصائل أن تكون عند مستوى المسؤولية في عدم التهور وتصدير مواقف تستجلب عدوانا إسرائيليا جديدا، في حين أن الناس تكابد في مواجهة الحرب الاقتصادية التي تواجهها بفعل الحصار المستمر منذ عام 2007.
وقال أمين لبوابة "العين الإخبارية": "على كل الجهات الفلسطينية أن تتذكر الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني عندما انحاز لمحاور معينة في مراحل سابقة، لذلك مطلوب من الجميع ضبط هذا التهور والالتفاف للمسؤولية الحقيقية بتحقيق المصالحة والوحدة والانتباه لكيفية التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية بغزة".
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز