تقف دولة الإمارات دومًا إلى جانب القضايا العادلة بما يتفق مع المبادئ والقيم الراسخة والأصيلة التي تحكم سياستها الخارجية منذ تأسيسها.
وتحرص دولة الإمارات على المساهمة في تخفيف معاناة الشعوب في مناطق الصراعات حول العالم ومدّ يد العون والمساعدة والمساندة لهم، بصرف النظر عن الدين أو اللغة أو العِرق، مؤكدة نهجها الفريد في تعزيز قيم التعاضد العالمي ووحدة المصير الإنساني.
على رأس هذه القضايا، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وصولاً إلى حصوله على دولته المستقلة، وهي السياسة التي بدأت منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى اليوم في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات -حفظه الله- الذي يؤكد، فعلًا وقولًا، أن موقف دولة الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن دولة الإمارات مستمرة في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة، تضع الإمارات في مقدمة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو المالي أو الشعبي.
ويكتسب الدعم الإماراتي للقضية الفلسطينية مصداقية حقيقية؛ لكونه موجهًا إلى الشعب الفلسطيني، وليس إلى تيار أو فصيل معين، كما أنه يركز على القطاعات التنموية التي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، بغرض تحسين حياتهم والنهوض بمستقبلهم.
لكن في المقابل كلما اندلعت أزمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، دأبت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية الموجهة معروفة التمويل والتوجه الأيديولوجي على كيل الانتقادات للمواقف والسياسات الإماراتية، وقد تكرر هذا الموقف على خلفية الأزمة الراهنة في قطاع غزة، حيث يروج البعض لمزاعم بشأن موقف دولة الإمارات تجاه الأحداث الدائرة في القطاع، ومحاولة التشكيك في الدعم الإماراتي للشعب الفلسطيني.
من بين هؤلاء، من ينكر على دولة الإمارات كل مواقفها التاريخية ودعمها القوي الراسخ لهذه القضية العادلة، وحيث لا تزال القضية أولوية قصوى للعرب جميعاً حتى وإن اختلفت المقاربات التكتيكية بحثاً عن مخارج وبدائل تؤدي إلى تسوية سياسية بعيداً عن الشعارات والمزايدات والتهويل والتهوين.
لا أحد يختلف على التضحيات التي قدمها، ولا يزال الشعب الفلسطيني، من أجل الدفاع عن قضيته، ولا أحد كذلك يزايد على التضحيات التي قدمتها شعوب عربية عدة خاضت مراحل مختلفة من الكفاح إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما لا يستطيع أحد أيضاً المزايدة على دور قادة ودول عربية عدة في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته من أجل نيل حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تأتي في مقدمة هؤلاء القادة وهذه الدول، دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ وحتى الآن.
لقد اتسمت جهود دولة الإمارات منذ تأسيسها، في دعم الفلسطينيين بكل أشكال الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي، بالثبات والاستمرارية، عاكسة مبادئ وثوابت السياسة الخارجية الإماراتية، التي تعتبر القضية الفلسطينية ذات أهمية استثنائية بالنسبة لها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة